قال المعارض السورى حسين عودات، المتحدث الرسمى باسم هيئة التنسيق الوطنى، إن المعارضة تعمل على إسقاط النظام بالطرق السلمية وترفض العنف والتدخل الخارجى، عن طريق وحدتها ثم دعوتها السوريين للإضراب الشامل والاعتصام فى الساحات ثم العصيان المدنى. واعتبر عودات، فى حواره مع «المصرى اليوم» بمكتبه فى دمشق، أن المعارضة السورية- المتمثلة فى المجلس الوطنى السورى فى الخارج- وهيئة التنسيق الوطنى، تجاوزتا قدراً كبيراً من خلافاتهما، وتعملان على الاتصال بالشارع للبدء فى تنفيذ إجراءات عملية تنتزع ما تبقى من شرعية النظام. حسين عودات المولود فى درعا عام 1937، حاصل على ليسانس فى الجغرافيا وليسانس فى اللغة الفرنسية ودبلوم فى الصحافة، وهو أول مدير لوكالة الأنباء السورية «سانا» عند تأسيسها، كما عمل مستشاراً لرئيس الوزراء حتى منتصف الثمانينيات.
■ هل يمكن أن نطلق على ما يجرى فى سوريا اليوم «ثورة»؟
- الاحتجاجات فى سوريا بدأت عفوية غير منظمة، ضد غياب الحرية وطغيان الأمن، ثم تحولت إلى مطالبة بالحرية، لكن السلطة لم تستجب واعتبرتها نوعا من التمرد يمكن قمعه بالقوة فانتقلت الاحتجاجات إلى المطالبة بإصلاح النظام، وأيضاً لم تستجب السلطة، فتحولت فى مواجهة الممارسة اليومية للنظام إلى النضال من أجل إسقاط النظام، ثم بدأت المعارضة تتشكل أو تقوى وتصبح ثورة حقيقية وشاملة.
■ ثورة شعبية عامة وشاملة بينما دمشق وحلب شبه بعيدتين عن المشهد حتى الآن؟
- دمشق ليست بعيدة، كل أحياء دمشق غير مركز المدينة تظاهرت، الميدان، كفر سوسة، المهاجرين، المزة، برزة، القابون، هذه أحياء دمشقية، كلها قامت فيها مظاهرات هناك، أيضاً كثافة أمنية أسطورية، فى دمشق وحلب آلاف رجال الأمن المسلحين فى كل شوارع دمشق وحلب وزواياها. الأمر الثالث أن الذين نهبوا سوريا معظمهم فى دمشق وحلب، وهؤلاء يدفعون رواتب ومساعدات شهرية أجوراً للشبيحة الذين يقتلون المتظاهرين، ولكن لا يمكن القول إن أهل دمشق وحلب يؤيدون النظام.
■ ولكن هذه الرؤية تنفى وجود مؤيدين للنظام؟
- هناك مؤيدون للنظام دون شك، ولكنهم لا يؤيدون سياسة النظام، البعض يؤيدون النظام لأسباب بدائية، البعض يؤيدون النظام لأن مصالحهم فى النظام، مثل الطبقة الجديدة، وهى طبقة تسرق وتنهب وتريد الاستمرار فى النهب.
وعلى الجانب الآخر هناك أناس لا يؤيدون النظام، ولكنهم يخشون من تغييره، وموقفهم سلبى الآن لأنهم يخافون من أى تغيير يحدث ثورة ويؤدى إلى مواقف سلبية تجاههم، وأعنى بذلك الأقليات بشكل واضح. الأقليات ليست مع النظام أبداً، ولكنها تخشى من تغيير النظام خوفاً على وضعها فى المستقبل، هؤلاء هم من يسمونهم مؤيدى النظام، ولا يوجد من يؤيد النظام لسياساته كسياسات مجردة ولمواقفه السياسية المجردة.
■ تقصد بالأقليات العلويين والمسيحيين؟
- العلويون والمسيحيون يخافون وهناك بعض المبررات لخوفهم لأنهم لا يعرفون «الإسلامى» الذى يخافون منه، فهذا «الإسلامى» مطرود من سوريا منذ عشرات السنين، وبالتالى هم يتصورونه مثل طالبان، والنظام أكد على هذه المسألة، سلفيون وعصابات مسلحة وهكذا. ولكن فى واقع الحال هذا الخوف غير واقعى، لأن الإسلاميين فى سوريا ليسوا أكثرية ولا يمكن أن يكونوا أكثرية ولنا تجربة فى الخمسينيات، عندما كان النظام ديمقراطياً برلمانياً كان ينجح فى الانتخابات 3 أو 4 من الإسلاميين من أصل 150 أو 125 نائباً.
المخاوف من «الإسلامى» فى غير محلها، لكنهم محقون فى مخاوفهم، لأن النظام يحاول أن يكرس هذا الخوف ويبذر بذوره الطائفية، ولنتذكر أن أول من قال بالطائفية بثينة شعبان مستشارة الرئيس، بعد أسبوعين من الأحداث.
■ وهل يمكن أن تتحول الأمور فى سوريا إلى اقتتال طائفى؟
- لن ينجح النظام فى ذلك، مستحيل أن يكون الشعب السورى طائفيا، السوريون يتعايشون منذ مئات السنين منذ الدولة الأموية حتى هذه الساعة، مع كل الطوائف، وغالباً السوريون مرجعيتهم ليست طائفية، وهذا نلاحظه فى نظام الدولة وتكوينها وهيكلينها ونظام الأحوال الشخصية وفى تعامل الناس. أما الكلام عن الفتنة الطائفية فهو لعبة النظام القذرة التى يحاول أن يلعبها.
■ إلى أين يسير هذا الحراك؟
- إلى إسقاط النظام. أولاً بوحدة المعارضة، وثانيا عندما تتوحد المعارضة سوف تكتسب ثقة الحراك الاجتماعى الموجود فى الشارع، بعد ذلك تطلب من الناس الإضراب الشامل فى كل سوريا لمدة محددة، بعد ذلك الاعتصام فى جميع ساحات وشوارع سوريا ويصبح للمعارضة مثل هذا الحق، تصبح مسموعة، وأخيراً العصيان المدنى الذى سيصدع هذا النظام وسيسقطه.
■ وماذا عن الحوار مع النظام؟
- الشىء الوحيد الذى يمكن أن نحاور النظام فيه هو المرحلة الانتقالية، من يديرها، ما هى الصلاحيات التى ستعطى للجهة التى ستدير المرحلة الانتقالية، وصولاً إلى دولة ديمقراطية تداولية تعددية