بنظرات حزينة جلس مينا باسم، 7 سنوات، يتفحص وجوه المعزين فى السرادق الذى أقامته مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس، فى ساحة المطرانية، لشهداء حادث دير الأنبا صموئيل الذى وقع الجمعة الماضى.
أخبار متعلقة
بدا «مينا» وكأنه يبحث عن والدته الشهيدة ريهام ميلاد يوسف، 30 سنة، وسط وجوه الحاضرين، والتى شاهدها أمامه هى وشقيقه الأكبر المصاب فى الحاث «فادى»، تلميذ فى الصف السادس الابتدائى، ينهال عليهم الإرهابيون بوابل من الأعيرة النارية، بينما يحتمى «مينا» بأحد مقاعد الميكروباص، بعد أن ألقى بجسده المنهك أسفل المقعد.
الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، حرص على مرافقة مينا، ووجه شباب الكشافة الذين ينظمون العزاء بوضع كرسى ملاصق له وجلس مينا بجواره وأخذ «مكاريوس» يحادثه ويداعبه ويحضر له مشروبات.
مقعد مينا فى الجلوس كان قبل الأنبا مكاريوس، أى أن «مينا» كان أول من يستقبل العزاء، الذى حضره عدد من كبار رجال الدولة وأعضاء مجلس النواب.
«مينا» يتذكر واقعة فقد أمه، بقوله: «زرنا الدير وقضينا وقت جميل وفى طريق عودتنا فوجئنا بسيارتين يستقلهما مسلحون.. وتم إطلاق أعيرة نارية بشكل كثيف تجاهنا، ماما وأخويا باسم اضّربوا بالنار».
هايدى ميلاد يوسف شحاتة، شقيقة الشهيدة ريهام، قالت: «فادى لم يعلم حتى الآن باستشهاد والدته، ويود سماع صوتها، ونخبره أنها مصابة وترقد فى مستشفى بالقاهرة وحالتها صعبة».
وأضافت «هايدى» وهى تبكى: «كنت هاروح معاهم لكن ظروفى ما سمحتش، وكنت معاهم ليلة الحادث، وساعدتهم فى إعداد مأكولات للرحلة، وكلهم كانوا فرحانين بشكل غير عادى».
3 أشقاء شهداء هم «كمال» و«نادى» و«رضا» يوسف شحاتة، أعمارهم فى العقد السادس، قرروا أن ينالوا بركة القديس الأنبا صموئيل المعترف، وشهداء الحادث الإرهابى الذى استهدف زوار الدير، فى مايو من العام الماضى، فاتفقوا على أن يجمعوا زوجاتهم وأبناءهم ومن تزوج منهم، وتوجهوا فجر الجمعة الماضى، ليشاركوا فى القداس الإلهى بكنيسة الدير، بجانب تنزه الأطفال فى حدائق الدير، ثم العودة لمنازلهم بمنطقة 6 أكتوبر جنوب مدينة المنيا، ولم يخطر ببال الأشقاء الثلاثة أن رحلتهم ستكون الأخيرة.
