شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأحد، في جلسة «ما بعد الحروب والنزاعات» بمنتدى شباب العالم، المنعقد حاليًا بمدينة شرم الشيخ.
وقال السيسي «إننى لا أتناول مسألة النزاعات والحروب من منظور سياسي، ولكنني أتحدث معكم من واقع التجربة المصرية، والتي شهد بها الجميع»، مشيرًا إلى أن التكاليف المالية والأخلاقية والسياسية التي دفعتها الدول التي تشهد نزاعات أكبر بكثير من المتوقع، متابعا: «انظروا إلى صورة الدول التي تعاني نزاعات بشكل كلي، هل الطفل والطفلة داخل معسكر اللاجئين الذين لم يشاهدوا في حياتهم سوى الدمار هل سيصبحون أسوياء عندما يكبرون»؟.
كما أكد الرئيس أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تجرى حاليًا في مصر تعد الأكبر على مدار تاريخها الحديث، مشددا خلال كلمته بجلسة «ما بعد الحروب والنزاعات»، أنه لولا استيعاب المصريين وحرصهم على وطنهم لما وصلنا لتلك النتيجة من الإصلاحات التي تمت، مشيرا إلى أنه يجب على الدول التي تريد النهوض الاقتصادي الحقيقي، الخروج بدستور حتى وإن كان به عوار، أفضل من البقاء بلا دستور، ومن ثم تنشب الخلافات فيما بينها.
وأوضح الرئيس أن صراع الإنسان مع نفسه من أجل رفضه للواقع المحيط به حفاظًا على استقرار وطنه، أهم من الصراعات مع غيره، متابعا أن الجهد الذي بذلته الدولة المصرية خلال الخمس سنوات السابقة لإعادة الاستقرار والسلام للدولة المصرية غير مسبوق، مشيرا إلى أن هناك فترة مرت على مصر كان كل ما يهمنا العودة للحالة التي كنا عليها قبل 25 يناير.
وقال الرئيس إن مصر أحبطت مخططات لدول خارجية حاولت التدخل في شؤون الدولة المصرية، مشيرا إلى أن التحرك غير المدروس الذي شهدته مصر خلال الأعوام السابقة، فتح أبواب الجحيم على بلادنا، محذرا، من محاولات التغيير بالقوة، قائلا: التغيير بالقوة يجعلنا نفتح أبواب الجحيم، مؤكدا أن مصر كانت من الدول المرشحة لـ«الانتحار القومي»، وأنه حذر كثيرا من هذا الأمر، مشددا على أن قوة حشد الشباب والرأي العام لتغيير المجتمعات بقوة قد يخرج عن السيطرة، ما ينشئ فراغا هائلا، مشيرا إلى أن الفراغ الذي قد ينشأ، يؤدي إلى تدافع القوى المحلية والخارجية من أجل التدخل في شؤون الدولة، ومن ثم سقوط المؤسسات.
وأوضح أن التحطم الاقتصادي للدول من أكبر المشاكل التي تواجهها، موجها حديثه للشباب قائلًا: «كلنا محتاجين نتعلم مقومات الحفاظ على الدول واستمرارها» .
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الجهد المبذول خلال الخمسة أعوام الماضية غير مسبوق، وأنه يسعى للوصول بالدولة إلى حالها قبل سنة 2011، مؤكدا أن الدولة حصلت على قدر كبير من الاستقرار الاقتصادي والأمني، مضيفا أن فتح باب الفوضى تسبب في كسر حاجز استخدام السلاح من قبل الجماعات الإرهابية التي كانت تقطن مصر منذ فترة، مضيفا أن الجماعات الإرهابية لديها استعداد للاستيلاء على السلطة باستخدام السلاح
وأوضح الرئيس، أن أقل التقديرات الإصلاحية المقدمة عن سوريا تصل إلى 300 مليار دولار وأقصى تقدير تريليون دولار، مؤكدا أن الحكومة لا تستطيع مواجهة ذلك التحدي الكبير، ولفت إلى أن الصراع الدائر في جميع أنحاء العالم يقوم على الصراع على السلطة والمال.