شهدت الجولة الأولى للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في 9 محافظات، ظاهرة جديدة تمثلت في اتهام مرشحين للقضاة بتسويد بطاقات الانتخاب في 4 محافظات، بالإضافة إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسب العنف مقارنة بالمرحلة الأولى، إذ سجلت غرفة عمليات نادي القضاة اشتباكات بالأعيرة النارية بين أنصار المرشحين، ومحاولة قتل أحد المرشحين، والاعتداء على مرشح أحد القوائم من قبل قوات الجيش والشرطة، بالإضافة لاستمرار عمليات كسر فترة الصمت الانتخابي، والاستمرار في عمليات الدعاية خارج وداخل اللجان. وتورط معظم المرشحين سواء من المستقلين أو الأحزاب في هذه الانتهاكات، كما أغلق قضاة وضباط جيش عدد من اللجان قبل موعد انتهاء التصويت الرسمي رغم كثافة الناخبين.
في هذا السياق، أصيب 5 أشخاص في اشتباكات بالأسلحة النارية و«الشوم» بين أنصار الكتلة المصرية وحزب الغد في قرية تل الزوكة مركز طما، بالدائرة الثالثة في سوهاج، واندلعت الاشتباكات في المدرسة الابتدائية في القرية، فيما فرضت قوات الأمن والقوات المسلحة طوقًا أمنيًا حول المكان للفصل بين أنصار المرشحين، ودعمت السياج الأمني بسيارات مصفحة،وطالب ضباط القوات المسلحة، عبر مكبرات الصوت، الأهالي بوقف إطلاق النار، محذرين من أي تجدد للاشتباكات بين الطرفين.
وشهدت مدرسة خالد بن الوليد فى مدينة الصف بمحافظة الجيزة، تبادل إطلاق أعيرة نارية بين أنصار مرشحين لمدة ساعتين، كما أشهر رئيس لجنتي 429 و430 بمدرسة عزيز أباظة بمنيا القمح في الشرقية، سلاحه في وجه عصام محمد عرفات المرشح الفردي في الدائرة الثانية بالشرقية، ومقرها بلبيس، وشقيقه الوكيل عنه، بسبب مشادة كلامية بين القاضي رئيس اللجنة وبين شقيق المرشح، وتم احتواء الموقف وإبرام صلح بين الطرفين.
واعتدي ضباط من الجيش والشرطة على ياسر الرفاعي مرشح قائمة الثورة مستمرة بالزقازيق، وتم احتجاز المرشح بغرفة العناية المركزة بعد إصابته بكسر في القفص الصدري، وضربة في الرأس، وأحبطت عناصر الشرطة العسكرية والمدنية محاولة قتل أحد الناخبين بقرية «نجع حسين» التابعة لمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، أثناء محاولة ثلاثة مسلحين ملثمين قتل المدعو علاء محمد مصطفى، خلال وجوده في لجنة القرية للإدلاء بصوته.وأفادت تحريات الأمن بأن هناك خصومة ثأرية بين علاء مصطفى وعائلة «أولاد عبد العال» بالقرية.
كما شهدت هذه الجولة اتهامات جديدة للقضاة بتسويد بطاقات الانتخاب، وفي سوهاج حرر المرشح أحمد محمد عبد الظاهر، رأس قائمة الثورة مستمرة وعضو حزب «التحالف الشعبى الاشتراكي» بالدائرة الشمالية بمركز شرطة ساقلته، محضرا يتهم فيه القاضى بالتصويت ببطاقات إبداء الرأى بدلا من الناخبين لصالح حزب النور، بالمقابل تقدم القاضى رئيس اللجنتين رقمى 989 و990 بمدرسة الطوايل الابتدائية بمذكرة ضد المرشح لتصويره الناخبين داخل اللجنة دون وجه حق، ورفع القاضى مذكرته إلى النيابة العامة.
وفي محافظة الشرقية، قدم محامي عوض المسلمي مرشح حزب النور، بلاغا ضد رئيس لجنتي67 و68 بمدرسة بسطة الإعدادية بالزقازيق، يتهمه فيه بطرده من اللجنة ومنعه من متابعة العملية الانتخابية لاعتراضه على ما وصفه بالتجاوزات التي تمثلت في التصويت الجماعي وطرد جميع المندوبين باستثناء مندوب الحرية والعدالة، كما تعددت شكاوى الأهالي من تدخل أحد القضاة فى العملية الانتخابية بلجنة المعهد الديني في قرية الكتيبة مركز بلبيس، وتم إبلاغ المستشار إيهاب سرحان، رئيس اللجنة العليا المشرفة على انتخابات الشرقية، والذي أوفد المستشار نور الدين يوسف إلى اللجنة، وفحص الشكاوى، وأكد للمواطنين تحقق الحياد الكامل من جانب القضاة تجاه جميع الأحزاب والمرشحين.
وفي ذات السياق، قدم إسماعيل الخولي، رئيس لجنة حزب «الوفد» بمحافظة البحيرة، بشكوى للجنة العليا للانتخابات ضد رئيس اللجنتين 588 و589 اتهمه فيها بتوجيه الناخبين للتصويت لصالح أحزاب بعينها.
وفي محافظة الجيزة، تلقت اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات بالمحافظة عدداً من الشكاوى من المرشحين وأنصارهم، تزعم تورط ثلاثة من رؤساء اللجان الفرعية بمدرسة شجرة الدر فى عمليات تزوير لصالح مرشحى حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أدى إلى انتقال المستشار مصطفى أبوطالب، رئيس اللجنة العامة، ومعه قوة من مباحث الجيزة للتأكد من الواقعة.
وتوقفت عمليات التصويت فى اللجان الانتخابية في مدرسة «شجرة الدر» بعد ورود شكاوى من وجود بطاقات مسودة خارج الصناديق، واتهم المرشحون وأنصارهم القضاة بالضلوع فى الأمر، وهو ما أدى إلى صدور قرار بوقف التصويت فى اللجان الأربع داخل المقر، ثم تطور الأمر ليطال كل اللجان بمدرسة «شجرة الدر».
وأغلق عدد كبير من اللجان الانتخابية في المحافظات التسع التي تجري فيها الانتخابات أبوابها أمام الناخبين رغم وجودهم بكثافة، وهو ما أثار اشتباكات بالألفاظ والأيدي بين الناخبين من جانب والقضاة المشرفون على الانتخابات وضباط الجيش والشرطة من جانب آخر، بالإضافة إلى استمرار كسر فترة الصمت الانتخابي وتورط مرشحي الأحزاب والمستقلين في الدعاية خارج وداخل اللجان.