قال القمص إبرام إيميل، الوكيل البابوى الجديد للكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، إن اللجنة المختصة بتقنين أوضاع الكنائس والمبانى الخدمية وافقت على تقنين أوضاع 16 كنيسة ومبنى خدميا بالإسكندرية، مشددا على تمسك الكنيسة بنصوص الكتاب المقدس، فيما يتعلق بالطلاق والتصريح بالزواج الثانى، وعدم مخالفة قوانين ولوائح الكنيسة فى هذا الشأن.
وطالب، خلال حواره لـ«إسكندرية اليوم»، الشعب القبطى بعدم زيارة دير السيدة العذراء فى وادى النطرون، مؤكدا أنه ليس ديرا معترفا به من قبل المجمع المقدس والكنيسة القبطية، لافتا إلى أن تعيين أسقف ثالث للإسكندرية له نتائج جيدة ويسهم فى تجويد المتابعة والخدمة الروحية فى الكنائس ويمنح القدرة على التركيز فى الرعاية الأبوية.. وإلى نص الحوار:
■ بداية ما رأيك فى قانون الأحوال الشخصية الجديد؟ وما وجه الخلاف بين الكنائس على بعض مواده؟
- فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لدينا قواعد وقوانين معتمدة على نصوص الكتاب المقدس وآباء الكنيسة، وعبر هذه النصوص نفصل فى قضايا الأحوال الشخصية، وتكمن المشكلة فى تعارض القانون المدنى مع الكتاب المقدس، وهناك، مثلاً، حالة تحصل على الطلاق فى المحكمة، وحسب نصوص الكتاب المقدس والقوانين الكنسية لا يصلح الطلاق كنسياً، ومن هنا تحدث مشكلة؛ وفى القانون الجديد، طلبت الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية تحقيق التوافق بين القانون والكتاب المقدس، وأن يكون الحكم الصادر بحسب شريعة الإنجيل وقوانين الكنيسة، وقد تكون هناك نقاط تحتاج توافقاً بين الكنائس.
■ هل القانون سوف ينهى الخلاف فى القضايا العالقة بالنسبة للزواج الثانى؟
- يتولى المجلس الإكليريكى فحص الملفات العالقة ودراستها بعناية فائقة، لأن الملف شائك جداً، ويتطلب الحكمة والروية فى فحصها؛ خاصة أن هناك أقباطا يعانون من مشاكل منذ سنوات، ونُعمل القلب مع الالتزام بثلاثية «صحيح الآيات المقدسة المُحددة للطلاق، فى حالات معينة بالكتاب المقدس وقوانين الكنيسة، والأبوة الكهنوتية»، وبالتالى فإن الكنيسة الأرثوذكسية لن تخرج عن مسار الآيات المقدسة والطقوس الكنسية ولن تخالف الكتاب.
■ هل يوجد لدى المجلس الإكليريكى حصر بعدد الطلبات التى تسلمتها البطريركية وعدد الأقباط الراغبين فى الحصول على تصريح بالزواج الثانى؟
- للأسف لا يوجد حصر بعدد الطلبات التى تسلمتها البطريركية، ونحاول قدر المستطاع حل المشاكل بحكمة ونضع أمام أعيننا نقاطا مهمة، منها أن أصحاب هذه الطلبات يعانون من مشاكل فى حياتهم لسنوات ونحاول إراحتهم، تماشيا مع قوانين ونصوص الكتاب المقدس دون تأخير.
■ جاءت الإسكندرية ضمن الموافقات الجديدة بشأن تقنين أوضاع الكنائس والمبانى الخدمية الملحقة بها.. فكم يبلغ عددها؟
- صدر قرار من اللجنة المختصة بتقنين أوضاع 16 كنيسة ومبنى خدمات فى الإسكندرية؛ خاصة فى منطقتى وسط وشرق، ونشر القرار فى الجريدة الرسمية، وأصبحت هذه الكنائس مقننة، وهناك مبان تمت معاينتها من اللجنة، وتنتظر قرار التقنين، وبعضها لم تتم معاينته حتى الآن، «بس النسبة مش بطالة»، لا سيما وأن الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية قدمت كشوفاً بـ3615 كنيسة وبيت خدمة غير مرخصة لبحث تقنينها.
■ تتولى الكنيسة ترميم الأيقونات والمذابح وواجهات الكاتدرائية.. حدثنا عن المشروع وأهدافه؟
- نسعى من خلال مشروع ترميم شامل، لإدراج كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس فى الإسكندرية على خريطة السياحة الدينية، وتتولى بعثة أثرية يونانية المشروع، وانتهت من 80% من المرحلة الأولى، بتكلفة 7 ملايين جنيه، لترميم الأيقونات المقدسة والمقتنيات الأثرية والدكك الخشبية وأجهزة التكييف، وتشمل أعمال المرحلة الأولى حجاب الهيكل (حامل الأيقونات المقدسة)، وأجهزة التكييف والهياكل الخشبية والدكك ونظافة السقف والجدران وتغيير مداخل الكنيسة، ويعد حامل الأيقونات أثراً، ويرجع تاريخه إلى عام 1870 وشُيد على الطراز اليونانى، والمشروع يعد الأول منذ توسعة الكنيسة فى عام 1990، ويعتمد تمويل المشروع على تبرعات الشعب القبطى، وتعد البطريركية أول كنيسة فى مصر وأفريقيا، ولذا لها أهمية خاصة؛ لأنها تعتبر رمزا للكنيسة القبطية فى مصر، وتزورها جاليات أجنبية من مختلف الجنسيات والأديان، باعتبارها رمزا دينيا وتاريخيا وأثريا.
■ ماذا عن المرحلة الثانية من مشروع الترميم؟
- تشمل تغيير إضاءة الكنيسة، من خلال تركيب نجف جديد، فضلاً عن تغيير الخشب، مع الحفاظ على الطابع الأثرى اليونانى؛ خاصة أن الكنيسة تجمع بين العبادة باعتبارها مكان صلاة للأقباط، وكونها مزارا سياحيا، وقبلة للجاليات الأجنبية، ومن المقرر إعادة تصميم الفناء الخاص بالكنيسة ليضم أماكن لخدمة السائحين وإعداد بروشورات وتذكارات دعاية تحكى تاريخ الكنيسة، إضافة إلى إنشاء استراحات للسائحين، أسوة بالمواقع الأثرية المفتوحة فى مصر.
■ كيف ترى أزمة دير السيدة العذراء فى وادى النطرون؟ وما رأيك فى هذه المشكلة؟ وبم تنصح الأقباط؟
- ما تتحدث عنه ليس ديرا ولا نعترف به، والراهب يعقوب المقارى جرى تجريده بقرار من لجنة الرهبنة بالمجمع المقدس، وعودته لاسمه العلمانى شنودة وهبة عطا الله، وبالتالى فأى أفعال كنسية يقوم بها لا تعتد بها الكنيسة على الإطلاق، وأفعاله الكنسية كأن لم تكن، فلا صلة له بالإكليروس، ونصيحتى للشعب القبطى، حسبما علمتنا الكنيسة، عدم زيارة الأماكن غير المعترف بها؛ ومنها هذا المكان ولا نتبرع له ولا نتعامل مع من فيه.
■ ما رأيك بشأن التوسع فى تقسيم الإسكندرية كنسياً؟ وهل يؤدى إلى ارتباك القيادات الكنسية ويؤثر على الخدمة الروحية والرعوية؟
- بالعكس.. التقسيم يأتى بنتائج جيدة ويسهم فى تجويد المتابعة والخدمة الروحية فى الكنائس ويمنح القدرة على التركيز فى الرعاية الأبوية، وتجربتا الأنبا بافلى، أسقف كنائس المنتزه، والأنبا إيلاريون، أسقف كنائس غرب أثبتتا، قدمتا نتائج إيجابية فى هذا الاطار، واختيار أسقف ثالث للإسكندرية للإشراف على أحد القطاع- يؤكد اهتمام البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بشعب الإسكندرية، وحرص قداسته على تنشيط قطاعات الخدمة.