أسبوعان فقط يفصلان واقعة حفل عشاء معبد الكرنك بالأقصر، عن حفل عشاء معبد فيلة الأثري بأسوان، مما يثير حاليا جدلا وغضبا واسعا بين الأوساط السياحية والأثرية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا، حيث اعتبروه تكرارًا للعبث بالتاريخ الأثري وحضارة الأجداد.
أخبار متعلقة
مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صورًا وفيديوهات لإقامة حفل عشاء في ليلة زفاف أحد عائلات كبار مستثمري السياحة في مصر، داخل أعمدة معبد فيلة، وذلك على الرغم من النفي المطلق للأثريين المشرفين على الحفل بحدوث أي تجاوزات، إلا أن ما تم رصده في الصور التي التقطت خلال هذا الحفل يدل على عكس ذلك.
وبينما يصر المسؤولون بالآثار على أن الحفل تم تنظيمه في المكان المخصص للحفلات- وهو مكان عرض الصوت والضوء بالمعبد- لكن الصور تظهر عكس ذلك، حيث ظهر العروسان في لقطات مختلفة بكل أرجاء المعبدمن الداخل والخارج بعيدا عن المكان المخصص لإقامة الحفلات.
وأظهرت إحدى الصور تقبيل العريس لعروسه داخل المعبدبشكل لا يليق بالحضارة الأثرية المصرية.
كما شارك المدعوون العروسين في تجولهم بحرية كاملة والتقاط الصور التذكارية داخل أرجاء المعبد المختلفة، وتوجد لقطات فيديو توضح ذلك
كما ظهر تواجد باند موسيقي بالقرب الشديد من الآثار، وبعيدا عن المكان المخصص للحفلات.
وعلى الرغم من قول الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير عام أثار أسوان، بأنه كان متواجد بجانب عشرة من المفتشين طوال الحفل، وتحدى أن يكون قد تواجد أي فرد في المكان المخصص للحفلات أمام المعبد، إلا أن الصور توضح انشغال الأثريين بالتصوير مع السادة المدعوين من رجال الأعمال والسياسة والفن عن تنظيم الحفل حسب اللوائح والقوانين.
وقال سعيد، في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، إن جميع الصور التي تظهر أي تجاوز هي مجرد صور مفبركة عن طريق الفوتوشوب، وتساءل: لماذا لم تظهر هذه الصور في نفس يوم الحفل وظهرت بعده ب3 أيام أو أكثر، وأجاب: بالطبع ليتم عمل فوتوشوب عليها.
وشدد سعيد على أنه طوال فترة عمله بالآثار لم يشهد التزام من المدعوين أو من شركة السياحة مثلما شهدت من هؤلاء المدعوين.
وقال: «كنا 12 مفتش آثار، 6 بالداخل و6 بالخارج، وعدد الزائرين المتفق عليه كان ألف بينما الحضور كان 850 فقط، وذلك حرصا منا على عدم وقوع أي تجاوز خاصة بعد»واقعة معبدالكرنك«.
وأضاف سعيد: لن يكون أي إنسان غيور على آثار بلده مثل الأثري، لأن هذه الآثار «تعد مصدر رزقه وأكل عيشه»، على حد قوله.
وتابع: «حال وقوع أي تجاوز من أي شخص كل ما يقوم مفتش الآثار عمله هو محضر، وتتنهي مسؤوليته عند هذا الأمر».
وأكد أحمد صالح، مدير آثار أسوان، إنه لم ير الصورة التي يقبل فيها العريس عروسه داخل المعبد، معتبرا أنها تعد مخالفة واضحة. وقال صالح، في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، إن عدد المدعوين كان حوالي ألف مدعو، وعدد المفتشين لم يكن بالكافي، فبالتالي لم يكن من السهل متابعة تصرفات الألف مدعو أثناء الحفل.
وأبدى صالح اندهاشه من فيديو تجول إحدى المدعوات داخل المعبد، مشددًا على أن التجول داخل المعبدممنوع.
وأشار صالح إلى أن الحفل كان حفل عشاء، موضحًا: حرصنا خلاله على عدم وجود أي مشروبات كحولية أو شيشة أو مسرح وراقصة.
يذكر أنه في واقعة حفل معبدالكرنك، أصدرت وزارة الآثار حينها بيانا «بعد إقامة حفل العشاء بساحة معبدالكرنك تخلله عقد قران لعروسين شابين بين أعمدة المعبدومعالمه التاريخية»، تقول فيه إن وزارة الآثار قد حررت محضرا في شرطة السياحة والآثار ضد الشركة السياحية المنظمة للحفل، لمخالفتها للموافقة الرسمية التي حصلت عليها من الوزارة الآثار والتي نصت على عمل حفل عشاء كما هو متبع وليس عقد قران، وتم أيضًا وقف التعامل مع هذه الشركة تمامًا، وإحالة مفتشي الآثار المشرفين على الحفل إلى التحقيق،- وفقا لبيان وزارة الآثار- لكن في رد الفعل اختلف في واقعة معبدفيلة، حيث التزمت وزارة الآثار الصمت دون توضيح السبب.
