x

قيادات حزب الوسط: «الإسلام هو الحل» شعار دينى وليس سياسياً

الإثنين 23-05-2011 16:58 | كتب: محسن سميكة |

فى أكثر من إجابة حرص قيادات حزب الوسط أثناء الندوة التى استضافتهم فيها «المصرى اليوم» على عدم تصنيفهم ضمن التيارات السياسية الدينية، كما حرصوا على التأكيد على مدنية الحزب رغم مرجعيته الدينية التى يرونها تعبر عن أغلبية المصريين وكان لافتا حضور قيادات الحزب المعروفة إعلاميا مثل أبوالعلا ماضى وعصام سلطان بصحبة قيادات أخرى يمثلون الشباب والمرأة والأقباط داخل الحزب.وكشفوا عن عمق خلافاتهم الممتدة منذ تأسيس الحزب قبل سنوات حتى الآن مع جماعة الإخوان المسلمين التى يرونها غير واضحة فى كثير من المواقف خاصة بالنسبة للمرأة والأقباط.

فى أى نقطة على الخريطة السياسية المصرية يقع حزب الوسط؟

- أبو العلا ماضى: الوسط يمثل المساحة الغائبة فى الساحة السياسية المصرية التى تحكمت فيها 4 تيارات سياسية منذ ثلاثة عقود وهى التيار الليبرالى واليسارى والقومى والإسلامى رغم أن التيار الإسلامى كان غائبا لسببين الأول يتعلق بسعى النظام السابق لإقصائه والثانى يتعلق برؤية التيار الإسلامى للاوضاع القائمة والوسط حاول خلال رؤية تجديدية ليقدم تصوراً سياسياً بمرجعية إسلامية مدنية حضارية تحتاجها الساحة وهى أقرب ما تكون إلى فكرة الخلطة السياسية للشعب المصرى فالخلطة السياسية للشعب المصرى هى أنه متدين بطبعه منذ الحكم القبطى والحكم الإسلامى لكن أى نوع من التدين هو المشكله وهناك أشخاص يقدمون فهما متشددا للدين بما لا يتفق مع الطبيعة المصرية المسالمة والمتسامحة ومن هنا جاء الوسط الذى شارك فى تأسيسه من جماعة الإخوان المسلمين عدد ضئيل جدا لا يتجاوز 3% من عدد الأعضاء وبعد فترة أصبحوا أقل من نصف فى المائة والوسط كان فى بدايته يريد تقديم عينة من النسيج المصرى الذى يضم مسلمين وأقباطا وسيدات ورجالاً، وباختصار كنا نريد «لو غمضت عينك وتخيلت الشعب المصرى لابد أن ترى الوسط».

ما هى المرجعية؟

- أبوالعلا ماضى: المرجعية الحضارية العربية الإسلامية التى تجمع كل المصريين فالإسلام دين وحضارة والأخيرة قائمة على الدين ومبادئ الإسلام لكنها فى النهاية اجتهاد بشرى يقوم به الأفراد مع بعضهم البعض وهؤلاء من المسلمين والأقباط والصابئة وبنوا فى الماضى حضارة فى العمارة والاقتصاد والفن وهذه الحضارة وهى العربية تجمع بين كل المصريين وهذا هو مفهومنا.

هل من أهداف الحزب إقامة دولة إسلامية؟

- أبوالعلا ماضى: لا هذا ليس مطروحا، نحن نحتاج دولة مدنية حديثة تتوافق مع العصر والدول الإسلامية حتى التى كانت موجودة وقت الخلافة كانت تعانى من الاستبداد نحن نريد إقامة دولة عادلة دولة مدنية حديثة ديمقراطية تلبى رغبات الشعب.

ما رأيكم فى شعار «الإسلام هو الحل».. دينى أم سياسى؟

- أبوالعلا ماضى: سبق أن خضت الانتخابات مع الإخوان المسلمين تحت هذا الشعار وكنا نتعامل به كشعار دينى وليس سياسياً.. ومازلت أراه كذلك شعاراً دينياً.

ما هو موقف الحزب من المادة الثانية من الدستور؟

- عصام سلطان: فيما يتعلق بالمادة الثانية التى تتحدث عن مبادئ الشريعة الإسلامية قلنا فى أكثر من مناسبة إننا داخل «الوسط» نتبنى فهم المحكمة الدستورية العليا الذى يقول إن المخاطب بهذا النص هو المشرع يعنى مجلس الشعب وبالتالى لا قلق من وجودها ولا تصلح أن تكون فرصة للذين يبحثون فى بعض الصغائر أو التفاصيل أو بعض المظاهر البعيدة كل البعد عن الإسلام.

ماذا سيكون موقف الحزب إذا حدث صراع حول تلك المادة؟

- عصام سلطان: نحن أعلنا موقفنا وقلنا إن الدساتير يتم وضعها بالتوافق وليس بالأغلبية والدساتير لابد أن تراعى تطلعات وحقوق جميع الفئات حتى لو كان بينها من لا يتجاوز عدد أعضائها 1% أو أقل من ذلك نحن مع وجود المادة الثانية ولا بأس أن تضاف فى مادة أخرى أو توضع مادة أخرى لطمأنة الخائفين والمادة الثانية تعبر عن رغبة عدد كبير من المجتمع حتى لو يترتب عليها أثر ولكن الناس شعرت بأنها نوع من أنواع الهوية ولذلك نرى أن تظل المادة الثانية كما هى وهناك 3 مواد أخرى يمكن إضافتها تتعلق بفكرة المواطنة وحرية العقيدة وإقامة الشعائر وهناك مادة أخرى يمكن إضافتها أيضا وتتعلق بالأحوال الشخصية للأقباط أو لغير المسلمين وبذلك نضمن توافق الجميع.

بماذا تفسرون عدم قبول جماعة الإخوان لحزب «الوسط»؟

عصام سلطان: ربما ذلك كان لفترة بسبب الفهم الخاطئ لنا من كثير من الأطراف وليس من الإخوان المسلمين فقط وذلك منذ بداية تأسيس الحزب عام 1996 والبعض تخيل ظهورنا نوعا من توزيع الأدوار بيننا وبين الجماعة بمعنى أنه إذا نجحنا سوف ينسب نجاحنا للإخوان وإذا فشلنا فسيكون شأننا وهناك أطراف أخرى حسبتنا على الحكومة وأننا قمنا بالتنسيق معها لضرب جماعة الإخوان أو غيرها وأتصور أن هذا الالتباس فى الفهم استمر فترة والآن لم يعد بيننا وبين أحد عداء خاصة مع القوى السياسية بشكل عام باستثناء الحزب الوطنى واكتشف الجميع أن «الوسط» حزب وله أهداف واضحة ومرجعية واضحة وأيضا أهداف وله تواجد.

كان هناك قلق فى المجتمع يتعلق بتوافق القوى الإسلامية حول الموافقة على التعديلات الدستورية فى الاستفتاء؟

- د. طارق الملط: منطلق حزب «الوسط» فى الموافقة على الاستفتاء كان واضحا وكان لدينا إحساس أن المؤسسة العسكرية لا ترغب فى صدارة السلطة لفترة طويلة والشعب قدر تماما الدور الذى تقوم به المؤسسة العسكرية وكنا نشعر أن دورنا فى أن نقول نعم سيكون عاملا مهما فى تقليص مدة بقاء القوات المسلحة فى موقعها الحالى، وهذا لا يمنع أننا داخل الوسط مع ضرورة تغيير دستور 1971 ولكن لضيق الوقت قلنا نعم وبعد ذلك تأتى مرحلة تغيير الدستور بالكامل ولكن لم نذكر أن كلمة نعم واجب دينى وهنا أوضح أن أسرتى بالكامل قالت لا وأنا فقط قلت نعم لقناعتى بموقف حزبى لأن اختيار نعم كان فيه تقديم مصلحة الوطن على مصلحة «الوسط».

- زكريا الفيومى: نصحنا البعض بأن نقول لا، لأن كلمة نعم تضعنا مع جماعة الإخوان فى خندق واحد ولكننا اخترنا القرار الأصعب.

على كم مقعد سيخوض الانتخابات البرلمانية؟ وكيف ترون المنافسة بشكل عام؟

- ليس فى مخططنا الآن اكتساح البرلمان المقبل ولكن سنخوض بعدد كبير ولو نجح منهم 30% سيكون ذلك أمرا جيدا بالنسبة للحزب، أما ما يتعلق برؤيتنا للمنافسة فإن الانتخابات المقبلة سوف تحكمها 4 عوامل، الأول منها يتعلق بقدرتنا التنظيمية داخل الحزب والعامل الثانى يتعلق بقدرتنا على إعداد الكوادر بشكل جيد فى هذا الوقت القصير أما الثالث فيتعلق باختيار المرشحين، والرابع يتعلق بالتوافق مع القوى الوطنية، ونحن نسعى الآن من خلال حوارنا مع تلك القوى إلى أن نحدد قائمة موحدة خاصة أن البرلمان المقبل هو الأهم فى تاريخ مصر لأنه سوف يصنع الدستور القادم الذى يعبر عن تركيبة الشعب المصرى ولذلك نسعى للتوافق من خلال القائمة الوطنية أو لتكون الأغلبية معبرة عن رأى الشارع المصرى.

التيار الدينى يثير الجدل الآن، فما الذى يميز حزب الوسط عن تلك التيارات وعن جماعة الإخوان المسلمين؟

- د/طارق الملط: لدينا برنامج واضح، نحن حزب مدنى يدعو إلى دولة حرة ديمقراطية والشعب فيه مصدر السلطات والمرأة والأقباط والمسائل الحساسة محسومة فى برنامج حزبنا، فالمرأة لها جميع المناصب حتى رئيس الجمهورية والأقباط لهم حرية إقامة الشعائر وبناء الكنائس ومن الناحية السياسية عندما نعرض أنفسنا نطرح برنامجنا السياسى والثقافى والاجتماعى والاقتصادى وفى هذا الصدد نحن نعلم أن الخريطة الانتخابية سوف تتغير لكن لا نعلم إلى أى مدى.

- عمرو فاروق: نرى أنه من الأفضل أن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية غير المشروطة لأنها ستسهم فى تقوية الأحزاب والقضاء على الرشاوى الانتخابية.

- طارق الملط: نحن نتحدث عن برنامح سياسى واضح والإخوان مشروعهم واضح فى أمور معينة وغامض فى أمور كثيرة أما برنامج «الوسط» فقد عملنا عليه، لدينا برنامج سياسى واضح وتحدثنا عن قيمة العدل وتبنى فكرة الاقتصاد الحر القائم على العدالة الاجتماعية أما كلمة التيارات الإسلاميه فهى مفتوحه وتبدأ من تنظيم القاعدة وتنتهى عند حزب الوسط الذى تعدى مراحل ماذا نفعل فى الشريعة وأمور أخرى، نحن نريد أن تتم مقارنة برنامجنا مع برنامج حزب الوفد أو غيره من الأحزاب الموجودة على الساحة.

هل الأقباط داخل حزب الوسط بالنسبة للتعديلات الدستورية آثروا الالتزام الحزبى أم الالتزام الكنسى؟

- فؤاد جورج: فى أى حزب سياسى مدنى لا تقاس المواقف بالمذاهب الدينية، داخل الوسط جمعتنا الفكرة السياسية وليست الدينية وهناك أعضاء داخل الحزب أخذوا موقفا مغايرا وهم ليسوا من الأقباط وتركناهم وشأنهم ولم تكن هناك مشكلة، خاصة بعد قرار الهيئة العليا للحزب بالمشاركة بنعم وكنا نقول من يريد أن يقول لا فليقل بها والكنيسة لم تتدخل فى قضية الاستفتاء على التعديلات الدستورية على الإطلاق ولم تنصح الأقباط باستخدام إحدى الكلمتين، فقط كانت تحثهم على المشاركة.

- عصام سلطان: الحديث الآن عن الانتخابات البرلمانية أولا ثم الرئاسية والكلام الذى يحمل معنى الحسم فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية رجم ولا يستطيع أحد سوا كان مرشحا أم متمنيا له حظا سعيدا أن يجزم بشىء الآن، والوقت مبكر جدا، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نرى أن نتائج الانتخابات البرلمانية ستحسم بشكل كبير الخطوط العامة للانتخابات الرئاسية ونتوقع أن تأتى الانتخابات البرلمانية بشخصيات ورموز وطنية ستكون مفاجأة للجميع وسوف تسقط فيها شخصيات سبق أن شغلت مقعدها فى البرلمان لسنوات طويلة لأسباب قبلية أو لأسباب متعلقة بالنظام السابق أو بتوجها المرجعى وسنرى شخصيات وطنية استطاعت أن تقنع الناس ببرامجها وأفكارها ونحن نرى أن فرص جميع من أعلنوا نيتهم للترشح للرئاسة متساوية.

ولكن البرادعى وارتباطه بالجمعية الوطنية للتغيير والوسط عضو فيها ستكون له أبعاد أخرى؟

- عصام سلطان: نحن مرتبطون بحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير وكل الحركات الاحتجاجية التى تضم أيمن نور وحمدين صباحى والبرادعى، كما أن عمرو موسى زاملنا لساعات فى ميدان التحرير، وبالتالى فإن ارتباطنا بكل المرشحين قائم وعلاقتنا بالجميع جيدة، ونرى أنهم جميعا وجوه وطنية محترمة وأتوقع أن تكون المعركة الرئاسية قوية وساخنة لكن عدد اللاعبين لم يكتمل حتى الآن وسنرى لاعبين جدداً مع قرب موعد الانتخابات.

هناك أكثر من مؤتمر لجماعة الإخوان لم يشارك فيها حزب «الوسط»؟

- أبوالعلا ماضى: هناك إشكالية تاريخية بين الوسط وجماعة الإخوان، وبعد الثورة أنفسنا أصبحت صافيه للإخوان ولكن مازال هناك خلاف حقيقى رغم أننا منفتحون فى التعاون مع الجميع بلا استثناء لكن قيادات الإخوان مازالت مترددة فى الانفتاح على الوسط، والدليل أنهم نظموا 4 حوارات وطنية ولم يدعونا وفى أحد الحوارات وقف الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء وسأل قادة الجماعة لماذا دعوتم قادة حزب «التجمع» ولم تدعو قادة «الوسط» وأنا على علم بأنهم ناقشوا الموضوع وانتهوا لعدم دعوتنا، وبعد الثورة دعوا لاجتماع خامس ولم يدعونا أيضا، ومن الواضح أن هناك موقفاً واضحاً عند الإخوان من «الوسط» وهم فى حاجة إلى تفسيره.

هل لدى المعارضة القدرة على التنسيق فيما بينها؟

- أبوالعلا ماضى: بعض القوى الوطنية فى موقف صعب لأنها ارتبطت بالنظام السابق وبالتالى قبول قيادات هذه القوى لدى الرأى العام فى غاية الصعوبة الآن لكن القوى الجديدة والتى لم تتورط مثل الكرامة والوسط والجبهة والغد جناح أيمن نور والعديد من الشخصيات المستقلة قادرون على التفاهم والسؤال هل سوف ننجح أم لا؟ لا نستطيع الإجابة منه الآن ولكن عندنا رغبة فى النجاح والتنسيق.

بعض القوى الليبرالية واليسارية تسعى لتشكيل تحالفات سياسية فهل ينضم الوسط إلى ائتلاف للتيارات الإسلامية؟

- نريد الائتلاف على أساس وطنى وليس أيديولوجياً والتحالف فى الأساس يخدم بعض التيارات التى يصعب عليها تكوين أحزاب ولو حدث تحالف فى يوم من الأيام وطلب أحد من «الوسط» الانضمام لتحالف الإسلاميين فى مواجهة الليبراليين واليساريين فلا أظن.

هل لو عرض عليكم أحد أقطاب الحزب الوطنى تمويل الحزب مقابل ترشيحه فى الانتخابات المقبلة ستقبلون؟

- عصام سلطان: لا لأن هناك موقفاً من الشعب المصرى كله تجاه الحزب الوطنى، والوسط جزء من هذا الشعب وبيننا وبين الحزب الوطنى حاجز نفسى ومادى وإصابات ودم الشهداء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية