x

فلسطينيو الشتات: أنا لاجئ.. لا أنسى ولن أغفر (تقرير)

السبت 20-10-2018 02:20 | كتب: عبدالله سالم |
فلسطينيون هجرتهم العصابات الصهيونية بعد قيام دولة إسرائيل - صورة أرشيفية فلسطينيون هجرتهم العصابات الصهيونية بعد قيام دولة إسرائيل - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

من الشتات والمخيمات، ينادي اللاجئون الفلسطينيون ربّات البيوت في القدس والخليل وطبريا وبيسان وكل ربوع الوطن المحتلّ نداءً قديمًا للشاعر محمود درويش: «ماذا طبختِ لنا يا أمّاه؟ فإنا عائدون!»، والطبخة الأمريكية المسمومة والمغلفّة بأوراق برّاقة وخادعة «صفقة» لا نقبلها، مقدمًا ومن حيث المبدأ، وحتى نعود «سنظل فوق الصخر، وتحت الصخر، صامدون».

الإجراءات الأمريكية الأخيرة بحق الفلسطينيين، التي حملت توقيع الرئيس دونالد ترامب، لا تعني للاجئين غير استمرار «المخططات الصهيونية المتحالفة مع الغرب الاستعماري من أجل تصفية القضية بشكل علني ووقح»، كما يقول أحدهم لـ«المصري اليوم»، مع إصرار على «حتمية العودة، ولو أخذنا ألف جنسية وجواز سفر، ولو مرّ عشرات الأجيال، ولو بعد ألف عام».

يبلغ تعداد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في وكالة الغوث «الأونروا» أكثر من 5 ملايين لاجئ في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان، وتصرّ الولايات المتحدة على حصارهم بشتّى الطرق، بدء من التشكيك في تعدادهم، وليس انتهاء بإلغاء الدعم المقدم إلى الوكالة، الذي تنفق منه على خدمات التعليم والصحة والدعم الاجتماعي والإغاثة وتحسين البنى التحتية وتطوير المخيمات.

«المصري اليوم» تواصلت مع عدد من اللاجئين في الشتات؛ لاستطلاع آرائهم حول الأوضاع الراهنة وما يحاك للقضية في دهاليز السياسة الأمريكية، فأبدوا جميعهم تمسكًا مطلقًا بحق العودة، ورفضًا قاطعًا لما يثار حول التعويض، باعثين بتحذير إلى السلطة الفلسطينية من مغبّة أي تفريط، مع تذكيرها، كما تقول لاجئة، بأن «الشعب الفلسطيني يمهل ولا يهمل».

سامر: اللاجئ «يتيم الوطن».. والقدس معلقة في كل بيت

يعرّف الشاب الفلسطيني سامر الحسني اللاجئ بأنه «يتيم الوطن»، واللجوء بـ«أن يكون هنالك شيء ما كبير تفتقده؛ الوطن ورائحته». يقول الشاب اللاجئ الآن في الأردن: «صحيح كل بلاد العرب أوطاني، لكن روحي ما زالت تهفو إلى الأصل، إلى الجذر الذي ولد وتربى وسكن فيه آبائي. وطنٌ كان لهم، أرضٌ كانت لهم، بيوت وبيارات برتقال ومزارع زيتون ومسجد وكنيسة».

لم يولد «الحسني»، 35 عامًا، على أرض فلسطين بطبيعة الحال، ولد في مخيم اليرموك، وعاش في أجواء المخيمات المتشابهة في كل من سوريا ولبنان والأردن 30 عامًا. يقول «الحسني»: «أبي وأمي وأجدادي وجداتي ولدوا في فلسطين وأخرجوا منها، وأنا عشت في مخيم اليرموك، وهو بالنسبة لكل من عاش فيه فلسطين الصغيرة».

يتذكر «الحسني» قولًا كان يردده لاجئو المخيم باستمرار «عندما تعبس المدن الكبرى يبتسم المخيم، رغم القهر والفقر والحرمان». رغم ذلك ظل قلب الشاب مشتتًا بين قرية الدامون في عكا وحي المنشية في يافا، حيث مسقط رأس أمه وأبيه، ويقول: «لم أكفّ يومًا عن الحنين لأرض لم تطأها قدماي، أشعر بلونها ورائحتها، فلسطين هي أمي، جنتي في الأرض، حلمي الأبدي، وعشقي إلى الممات».

يقول «الحسيني»: «نزرع حب فلسطين في الأطفال، نرسم لفلسطين ونغني لها، الشعب الفلسطيني له قدرة هائلة على التأقلم في كل المجتمعات ومع كل الشعوب، وخرائط فلسطين والقدس ما زالت موجودة ومعلقة في كل بيت، وما أن تسنح الفرصة، أقل فرصة، سنعود، ولو بعد ألف سنة ولو مر عشرات الأجيال ولو أخذنا ألف جنسية وجواز سفر، نحن فلسطينيون وسنعود لأرض الوطن».

يرى الشاب الفلسطيني أن إجراءات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحق الفلسطينيين تأتي ضمن «مخططات الحركة الصهيونية المتحالفة مع الغرب الاستعماري لقضاء على القضية الفلسطينية بشكل علني وواضح ووقح، وأهم معالم القضية الفلسطينية وعناوينها هي القدس واللاجئين»، ويشدد على رفضه القاطع لـ«التعويض مقابل العودة»، ويقول: «أعطوني حق العودة، ولا أريد تعويضًا».

يستفيد «الحسني» جزئيًا من دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، خاصة في مجالي الصحة والمساعدات، ويقول إن «أكثر من 90% من اللاجئين يعتمدون بشكل كلي على الوكالة في السكن والصحة والتعليم والدعم المادي»، قبل إلغاء الدعم الأمريكي المخصص لها، ضمن إجراءات ترامب لحصار اللاجئين وطمس حق العودة.

ويقول إن «حق العودة للاجئين مقرر في القانون الدولي، ولا يملك أي شخص ولا السلطة ولا منظمة التحرير التنازل عنه؛ لأنه حق غير قابل للتصرف، وغير قابل للتنازل، وغير قابل للسقوط أو التقادم»، ويحذر الجميع من التعرض له فضلًا عن التنازل: «إذا تنازل أحد عنه فهو خائن للشعب الفلسطيني وشهدائه وأسراه».

نايا: «نمهل ولا نهمل»

الأبواب الموصدة في طريق الفتاة الفلسطينية نايا ديب لا تزيدها إلا إصرارًا وتمسكًا بقضية وطنها وحقها في العودة، ولكن أملها يخيب إزاء معظم الدول العربية التي تعتبرها «لاجئة»، وترفض السماح لها بالدخول إلى أراضيها. عاشت نايا جل عمرها داخل مخيمات اللاجئين، وتجاوزت جميع مشكلات اللجوء التي تقول إنها «نتيجة طبيعية لسياسات الإغلاق والحصار من قبل الحكومات العربية في وجه ساكني المخيمات».

نايا البالغة 18 عامًا تقول: «كل عائلة فلسطينية تشكل القضية بحد ذاتها، وهذا ما كبرنا عليه ونقله لنا آباؤنا عن أجدادنا، لذلك لا أعرف أن هناك شخصًا أغلق ملف القضية وحق العودة؛ لأن حق العودة اختيار شخصي، وجميع من أعرفهم أحسنوا الاختيار. وأرى أن القضية حقنا ما دمنا أحياء، وحق العودة لا يجوز تجاوزه أو إلغائه، وهو يعني لي هويتي ونفسي، ولن أتنازل عن الاثنين مقابل تعويضات».

تعرف نايا نفسها بأنها «لاجئة فلسطينية، كنت أعيش في سوريا، ولكن بعد المعارك هجرنا إلى لبنان، وهو التهجير الخامس في عائلتي، وأنا الآن طالبة أدرس تربية حضانية، وأعمل مساء معلمة روضة»، وتقول: «صفقة القرن لا تعني أحد من الفلسطينيين، وليس هناك من فلسطيني يجرؤ أن يفكر ولو للحظة في هكذا ترهات ولو من قبيل الفضول. الشعب الفلسطيني يمهل ولا يهمل، وفي التاريخ أمثلة كثيرة لما آل إليه مصير كل خائن».

تستفيد نايا من وكالة الغوث بجزء بسيط، عبارة عن مبلغ شهري ضئيل، ولكنها تقول: «من الممكن التعرض لبعض المشكلات إذا توقف هذا المبلغ البسيط،؛ لأنه يساهم في سد الكثير من حاجات العيش»، وترى أن «السلطة الفلسطينية ليس لها أن تسقط حق العودة، ولا تجرأ على ذلك؛ لأنها ستواجه غضب الشعب الفلسطيني، وسيكون رد فعل جماعي لأولاد شعبي، وهم مستعدين لأي شئ مقابل الالتزام والحفاظ على حقهم في العودة».

لا تنس الفتاة العمل الطوعي من أجل قضيتها، وتقول: «قمت بنشاطات مع مجموعة لاجئ في المخيم، وهي مجموعة شبابية تساعد أهل المخيمات وتعمل على نشر ثقافة العودة، والآن تطوعت في مخيم صيفي تعليمي للأطفال اللاجئين، وهو عبارة عن دروس في اللغة الإنجليزية والتراث الفلسطيني لتعريفهم بقراهم التي هجر منها أهلهم، حتى ينشأ الجيل الجديد وهو أشد تمسكًا بعودته إلى فلسطين التاريخية لأن العودة جوهر القضية».

يقع منزل نايا في قرية العباسية التابعة لقضاء صفد، وتقول: «ليست لديّ ذكريات شخصية عنه للأسف، ذكرياتي نقلها إليّ والدي عن جدي، وبالتالي أصبح حديث الذكريات مكونًا من مكونات الأحاديث اليومية للعائلة». لا يغيب عن ذاكرة الفتاة مشهد تهريب جثمان أحد الشهداء الفلسطينيين من أعلى جدران أحد المستشفيات، وتقول: «المشهد لا يزال في ذاكرتي، وأشعر بالغضب، تخيل أننا شعب لا يستطيع دفن أبطاله».

شذا تبعث بتحذير للسلطة

شذا عشا، لاجئة فلسطينية في الأردن، رغم حصولها على الجنسية الأردنية تبقي على موقفها من قضية وطنها، وترفض مع أهلها الانسلاخ عن هويتها الأم وحقها الأصيل في العودة إلى الديار. يقع منزل شذا في قرية الدوايمة التابعة لقضاء الخليل، التي شهدت «مذبحة من أكبر جرائم الاحتلال، وخرج على أثرها ما تبقى من أجدادي إلى أريحا ومن ثم إلى مخيم البقعة في الأردن».

تقول طالبة الماجستير، البالغة 26 عامًا: «ولد أبي وعاش معظم عمره في المخيم، وكذلك ولدت أنا، لكني لم أعش فيه سوى أول عامين من عمري. درست في مدارس وكالة الغوث، وكل من درس فيها يعرف أنها تؤصّل الارتباط بحق العودة سواء بالأنشطة واللوحات المعروضة والرسومات على الجدران».

تستدعي شذا أحداث طفولتها داخل مدارس اللاجئين، وتقول: «كنت طالبة نشطة نوعًا ما، كان احتفالنا بيوم الأرض يعتمد على نشاط وطني فلسطيني. وفي الجامعة كنت عضوة في كتلة طلابية، وواصلت العمل الطلابي بتنظيم الوقفات داخل وخارج الجامعة لدعم الأسرى والمطالبة بحقوقهم، أو بتنظيم حفلات وتخصيص ريعها لدعم الأسرى وأهالي غزة».

الشابة الفلسطينية استمرت في نشاطها الداعم للقضية بعد تخرجها في الجامعة، وساهمت في تنظيم وقفات تضامنية داخل العاصمة عمان، وشاركت في حملات إلكترونية لمقاطعة مشروع استيراد الغاز من دولة الاحتلال وجميع مشروعات التطبيع بشكل عام، وتقول: «هنا، في الأردن، يهتم الجميع بالقضية، فما بالك بمن يولدون وصور الشهداء، ومنهم الشيخ أحمد ياسين، معلقة على جدران بيوتهم».

ترى شذا أن «حق العودة حق أصيل يولد معنا، والتنازل عنه ليس في يد السلطة التي لا تمثل سوى نفسها»، وتقول إن «وقف الدعم عن وكالة الغوث يمسّنا جميعًا سواء في التعليم أو الصحة، وهو إشارة من ترامب وأعوانه إلينا بأننا لم نعد في اعتبارهم لاجئين، وأن حق العودة ساقط». وتضيف: «أنا مؤمنة بأن حق العودة لا يمكن تعويضه ماديًا، وطرح ترامب لهذا التعويض ما هو إلا كلام فارغ».

مناقشة أحوال فلسطين طقس ثابت عند عائلة شذا، وتقول: «نتحدث يوميًا عن سير الأمور سواء في الضفة أو غزة، ولديّ أصدقاء لاجئين فلسطينيين حول العالم، وتربطني علاقة جيدة بمن في الداخل؛ لأننا نجتمع على هم واحد»، وتبعث بتحذير إلى السلطة الفلسطينية وتقول: «إذا لجأت السلطة إلى الموافقة أو حتى المفاوضة ستسقط حتمًا».

وليد: الإدارة الأمريكية خالفت كل قرارات الشرعية الدولية

يعرّف الشاب الفلسطيني وليد عيد اللجوء فيقول «أن أكون إنسانًا بلا وطن ولا هوية ولا أرض ولا بيت ولا حقوق متساوية مع الآخرين، أن أكون محرومًا من حقي في العودة إلى وطني رغم صدور القرار الأممي رقم 194 القاضي بحق العودة للاجئين وتعويضهم عن ممتلكاتهم المفقودة»، ويبقى الأمل في العودة العزاء الوحيد للاجئي المخيمات الذين يعيشون وسط أجواء من القلق والترقب والفقر وسوء الخدمات والازدحام وغياب فرص العمل.

«حق العودة إرث يتناقله الفلسطينيون جيلًا فجيلا»، يقول «عيد» اللاجئ في ألمانيا، ويضيف: «مهما اندمج اللاجئون في المجتمعات يظلون محافظين على تمسكهم بهذا الحق؛ لأنه حق قانوني وشرعي، أقرته الشرعية الدولية ولا يسقط بالتقادم»، ويعرج على التطورات السياسية الأخيرة فيقول إن «موقف الإدارة الأمريكية وضغوطها على الفلسطينيين يعبر عن انحياز وشراكة كاملة مع المشروع الصهيوني».

يضيف الشاب البالغ 37 عامًا أن «الإدارة الأمريكية خالفت كل قرارات الشرعية الدولية التي تدين وترفض الاحتلال وإجراءاته في البلد المحتل، وتدين وترفض الاستيطان واستخدام القوة ضد الشعب الأعزل، وطالما كانت الإدارة الأمريكية ترفض لفظًا الاحتلال والاستيطان، لكنها اليوم بإدارة ترامب تتبنى علنًا الاحتلال وتدعم الاستيطان وتخالف الشرعية الدولية».

يرى «وليد»، الذي كان موظفًا في «الأونروا»، أن «إلغاء دعم وكالة الغوث يهدف إلى تصفية حقوق الفلسطينيين ومطالبهم العادلة في حق العودة والقدس بإزاحة هذه القضايا عن طاولة المفاوضات، ما يعني فرض واقع احتلالي بالقوة بدعم من أمريكا»، ويضيف: «كل اللاجئين يستفيدون من الوكالة بنسب متفاوتة، ورغم تقلصها إلا أنها تفيد اللاجئين في مجالات التعليم والصحة والإغاثة».

يقول الشاب الفلسطيني إن «مطلب إلغاء الدعم الأمريكي للوكالة هو مطلب إسرائيلي تبناه ترامب ومستشاروه حرفيًا»، ويضيف: «وجود وكالة الغوث دليل ملموس وواقعي على استمرار جريمة طرد اللاجئين من بلادهم منذ 70 عامًا، لذا يعمل ترامب على إلغاء الوكالة وتقديم تعريف جديد للاجئين من أجل شطب حق العودة، وإجبار الدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين على توطينهم».

يصف «عيد» مطالب القبول بالتعويضات للتخلي عن الحق في العودة «مقايضة غير مشروعة»، ويقول: «العودة حق، والتعويض حق، وهذه الحقوق إنسانية أقرتها الشرعية الدولية، فالقرار الأممي 194 الصادر عن الجمعية العامة، والذي يتم التصويت له سنويًا منذ 70 عامًا، يقر بحق العودة والتعويض، لكن إسرائيل لا تنفذه، وتقاعس المجتمع الدولي عن حل مشكلة اللاجئين يشجعها على التمادي والإمعان في جرائمها».

يقول الشاب الفلسطيني: «السلطة لن تتخلى عن حق العودة لأنه مبرر وجودها كممثل للشعب الفلسطيني. ولا أحد يملك حق التصرف بحق العودة، فهو حق جماعي لكل اللاجئين وفردي لكل واحد منهم، وأهم نشاط يؤديه الفلسطيني هو تمسكه بحق العودة ودعم هذا الحق الذي كفلته الشرعية الدولية، ولا قضية لي ولا هم شخصي أو عائلي سوى الاستمرار في دعم مطلب حق العودة».

يقع منزل «عيد» في قرية كويكات الواقعة شمال شرقي مدينة عكا، ويقول: «أحمل في ذاكرتي كل ما يجعلني أكثر تصميمًا على تمسكي بحق العودة، حيث تناقلت لي الذكريات الشفوية والوثائقية عن قريتنا وبلادنا من جدي وجدتي وعمتي، حيث كانوا ضحايا جرائم إسرائيل وماتوا وهم يحلمون بحق مقدس لم يتخلوا عنه يومًا، ونقلوه أمانة لنا ولكل الأجيال، ولن يضيع حق وراءه مطالب».

لاجئة: «لن نفرّط.. وسنعود»

عاشت اللاجئة الفلسطينية كاميليا (اسم مستعار) في مخيم اليرموك حتى السنة الثانية من الحرب السورية، وإلى الآن ما زالت تنتظر العودة إلى بيتها في المخيم «مع أن حلمي الوحيد أن أعود إلى فلسطين»، وتقول: «أحيانًا تبعدنا ظروف الحياة اليومية عن حلمنا، ويبقى الحل لجميع مشكلاتنا ومعاناتنا هو العودة، وكل الأجيال تعي ذلك، حتى الأطفال دون السابعة يعرفون أسماء قراهم في فلسطين».

اللاجئة التي تنتمي إلى تنظيم فلسطيني، لم تسمه، وتعمل في مؤسسة إغاثية، رفضت الكشف عن اسمها الحقيقي بسبب «محاذير النظام السوري من الاتصالات الخارجية»، وهو الأمر الذي تتفهمه وتحاول الامتثال له. وتقول إن التطورات الأخيرة بشأن فلسطين كلها «مشروعات تهدف إلى تصفية القضية، التي مرت منذ النكبة بكثير من النكسات والمؤامرات من جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، ولكن شعبنا لا ينسى، والحق لا بد سيعود».

ترى كاميليا أن «الدول الداعمة لوكالة الغوث، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لا تقدم خدماتها دون مقابل، وهي الآن تريد تصفية القضية بشكل علني وصريح وخنق الشعب الفلسطيني اللاجئ»، وتقول: «أنا درست في مدارس الأونروا، ومنذ 2013 قدمت الوكالة للفلسطينيين في سوريا المساعدات الغذائية والعينية، ورغم قلتها فإنها تساهم في تلبية جزء من احتياجات الكثير من الأسر التي تعتمد عليها، خاصة في ظل الظروف الراهنة».

لا تقبل كاميليا، البالغة 50 عامًا، بالتخلي عن حق العودة، وتؤكد: «ليس من حقي ولا من حق أحد التخلي عن هذا الحق، لا سلطة فلسطينية ولا نظام عربي ولا غيره، ستبقى فلسطين نصب أعيننا ووجهتنا، وبكل الوسائل سنعود إليها». وتنتقل إلى ذكرياتها عن قريتها في فلسطين، وتقول: «أعرف عنها ما نقله والدي والكبار من أهلها ومن بعض قراءاتي. قريتي هي نمرين في قضاء طبريا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية