x

السيسى وبوتين يوقعان «شراكة استراتيجية شاملة»

الخميس 18-10-2018 04:38 | كتب: محسن سميكة |
جلسة مباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين في مدينة سوتشي جلسة مباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين في مدينة سوتشي تصوير : آخرون

وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين بمدينة سوتشى الساحلية، أمس، اتفاقية شراكة استراتيجية بين مصر وروسيا.

وأكد الرئيس أن المباحثات التى أجراها مع الزعيم الروسى على مدار اليومين السابقين كانت جيدة، وناقشت ملفات مهمة مثل عودة السياحة الروسية مرة أخرى عبر خطوط الطيران المباشر إلى مدينتى شرم الشيخ والغردقة وغيرها، بالإضافة إلى مناقشة آخر المستجدات الخاصة بالمشروعات المشتركة العملاقة وعلى رأسها مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى اتفاقه مع نظيره الروسى، على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالاً بجهود التصدى للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية فى تلك الدول، مشيرا إلى ضرورة منع الدول من مرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى، والمنظمات الدولية المعنية، وانفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا فى هذا المجال، باعتبار البلدين شريكين تقليديين، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة، إزاء هذا التحدى الخطير على استقرار المنطقة»

وقال السيسى، خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى المشترك، أمس مع بوتين: «أؤكد لكم بالغ سعادتى بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية الروسية، على مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التى تحققت فى مختلف المجالات، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل فى اتفاقية إنشاء المحطة النووية فى الضبعة، وهو المشروع الذى يعد بدون شك، عنواناً لنقلة نوعية فى مستوى التعاون بين بلدينا الصديقين، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين، من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون فى التصنيع، والذى أثق أنه سيفضى إلى طفرة حقيقية فى حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة فى مصر».

وأضاف: «لقد تكللت جهودنا المشتركة فى تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التى سنكتب من خلالها فصلاً جديدا، على درب التعاون فيما بيننا، وستفتح آفاقاً ممتدة، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية، وشراكتنا الاستراتيجية كما تجدر الإشارة إلى اتفاقى مع الرئيس بوتين على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا، حيث نأمل أن يشهد هذا العام العديد من المناسبات الاحتفالية، التى تعكس التواصل الثقافى والحضارى والفنى بين البلدين والشعبين الصديقين، وكما تتعاون مصر وروسيا فى تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما، فإن التنسيق بيننا يمتد ليشمل تناول المستجدات الإقليمية فى المنطقة، إيماناً منا بالأهمية القصوى، لاستعادة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب وما تسببت فيه من دمار.

وتابع السيسى: «فى هذا السياق، تطرقنا إلى القضية الفلسطينية، ولمسنا التقارب الكبير فى مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، لاسيما تأكيد الثوابت، المتمثلة فى ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولى، ومبادرة السلام العربية كما حظيت تطورات الأوضاع فى سوريا بحيز مهم من النقاش، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا، حول هذا الملف الحيوى، والعمل على تفادى المزيد من التصعيد الميدانى فى سوريا، بالتوازى مع بحث سبل دعم الحل السياسى، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممى، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور فى أقرب فرصة، كخطوة مهمة، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولاً إلى حل سياسى شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السورى الشقيق، ويحافظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية».

وعن الأوضاع فى ليبيا، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «لقد تطرقت المباحثات إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسى والأمنى، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات التى تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة فى ليبيا، وحَرِصتُ فى هذا الإطار، على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر إزاء الحل السياسى فى ليبيا، والجهود المبذولة من القاهرة على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها بفاعلية».

وقال السيسى: «ناقشنا تداعيات الاشتباكات الأخيرة، التى شهدتها مدينة طرابلس، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات فى توفير الأمن، الذى يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطنى، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولى، بالتنفيذ الكامل، لمبادرة المبعوث الأممى «غسان سلامة» للحل فى ليبيا، بجميع عناصرها، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول فى مسارات موازية للحل، لن تُفضى إلا لإطالة الأزمة، وتوسيع هوة الخلاف فى الرؤى بين الأطراف المعنية، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبى أو دولى».

ورحب الرئيس فلاديمير بوتين بوجود الرئيس السيسى فى روسيا، مشيرًا إلى أنه ناقش معه، أمس الأول، فى جو غير رسمى، مجمل العلاقات الثنائية، والقضايا الدولية والإقليمية المشتركة، وكذلك مكافحة خطر الإرهاب العالمى.

وأكد الرئيس الروسى أن العلاقات المصرية الروسية تتمتع بقوة كبيرة، وأن الدولة الروسية احتفلت فى أغسطس الماضى بمرور 75 عاما على بدء العلاقات.

وأوضح بوتين أن مباحثاته مع الرئيس السيسى شملت أيضا العلاقات الاقتصادية، موضحا أن البلدين يعملان حاليا على تطوير التعاون فى مجالات الصناعة، مشيرا الى مشروعات الضبعة النووية، والمدينة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس وغيرها من المشروعات الصناعية العملاقة.

وأبدى الرئيس الروسى ترحيبه بتوقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد الأورواسى، معربا عن تمنياته بأن تفتح هذه الاتفاقية مجالا إضافيا لتعميق التعاون الاقتصادى والتجارى وزيادة التبادل التجارى بين مصر ودول الاتحاد الخمس.

وفيما يتعلق بالمنطقة الصناعية الروسية فى مصر بشرق مدينة بورسعيد، قال بوتين: إنه «من المخطط جذب أكثر من 7 مليارات دولار من الاستثمارات إليها وتشغيل أكثر من 35 ألف شخص، كما أن المنتجات التى سيتم تصنيعها فى هذه المنطقة قد تصل ليس فقط لسوق الشرق الأوسط ولكن كذلك إلى أفريقيا».

وأشار الرئيس الروسى إلى أن المباحثات تناولت التعاون الثنائى فى المجال العسكرى والفنى والتقنى، قائلا: «إننا نبدى الأهمية الخاصة للتعاون العسكرى مع مصر»، مشيرا إلى أن روسيا ومصر تتعاونان فى هذين المجالين على مدى عقود وفى هذه الأيام تجرى فى مصر مناورات تكتيكية لقوات المظلات.

وتابع: «نحن فى كل من روسيا ومصر، نبدى اهتماما خاصا للثقافة والعلاقات الإنسانية والتقاليد» مشيرا إلى أنه والرئيس السيسى رحبا بالمبادرة لإعلان عام 2020 عاما للتبادل الإنسانى بين مصر وروسيا.

وأضاف بوتين: «لدينا خبرة جيدة فى مجال النفط والغاز، وهناك تصديرات روسية لمصر للمنتجات النفطية والغاز المسال»، معلنا عن اتفاقية كبيرة بقيمة مليار يورو لشراء 1300 عربة قطار لمصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية