x

قرعة «الإسكان الاجتماعى»: تجارب عشوائية للتخصيص.. والاختيار بـ«ضغطة زر»

الخميس 18-10-2018 03:04 | كتب: وفاء بكري, علاء سرحان |
الإسكان الاجتماعي - صورة أرشيفية الإسكان الاجتماعي - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

«هوه مافيش غير أرضى وأخير».. جملة ترددت كثيراً من جانب عدد من مستحقى وحدات الإسكان الاجتماعى، الذى تنفذه وزارة الإسكان، رفضاً للسكن فى هذه الطوابق فى العمارات المختلفة، وسط اتهامات من جانب البعض بوجود ما سموه «تلاعب فى التخصيص» وأن «الطوابق المتكررة» تكون من نصيب «الحبايب». طلبت «المصرى اليوم» من صلاح حسن، رئيس الجهاز التنفيذى للإسكان الاجتماعى، حضور «القرعة» الخاصة بتسكين الوحدات السكنية، حيث رحب بالأمر، وكان ذلك فى مقر وزارة الإسكان، بالطابق الـ14 فى شارع قصر العينى، وهو بالمناسبة «الطابق الأخير» بالمبنى، لحضور اجتماع الجلسة 2616 لـ«لجنة التخصيص» والتى تم فيها تخصيص 7917 وحدة بمدينة 6 أكتوبر، وهى المدينة الأكبر من حيث عدد وحدات مشروع الإسكان الاجتماعى، بخلاف باقى المدن الجديدة مثل العبور، والعاشر من رمضان، وبدر، وبرج العرب، بجانب بعض المحافظات مثل الغربية وبورسعيد.

بدأت الجلسة برئاسة محمد فريد، نائب رئيس الجهاز، الذى طلب من «المصرى اليوم» فى البداية اختيار «رقم» من واحد إلى مليون، ولكننا رفضنا الاختيار قبل معرفة السبب، فأوضح أن الرقم سيكون عدد مرات التجارب العشوائية لتسكين أسماء المواطنين المستحقين على الوحدات الجاهزة، من خلال «برنامج إلكترونى» دون تدخل من أى عضو فى اللجنة التى تضم 6 من موظفى الجهاز، حيث تم تغذية البرنامج بـ«مليون تجربة عشوائية» للمستفيدين، ويتم اختيار «رقم مختلف» فى كل جلسة، لترتيب المستحقين وتسكينهم على الوحدات، ثم يتم تثبيته فى الجلسة المحددة بالنسبة لكل المدن والمحافظات، عملاً بمبدأ «تكافؤ الفرص».

وأوضح صلاح حسن، رئيس الجهاز، قبل بدء التجربة العشوائية التى شهدتها «المصرى اليوم» أن تخصيص الوحدات هو المرحلة الثالثة، فى «مشوار الحصول على وحدة من المشروع»، حيث تبدأ المرحلة الأولى فى بنك التعمير والإسكان، ويقوم فيها المواطن بتقديم المستندات المطلوبة، وإجراء الاستعلام الميدانى، وتبدأ المرحلة الثانية فى صندوق التمويل العقارى، الذى يقوم بالاستعلام المالى، والتأكد من مدى انطباق الشروط على المتقدم، ثم يأتى لنا هنا فى مقر الجهاز التنفيذى لمشروعات الاسكان الاجتماعى، لنقوم بالمرحلة الثالثة والأخيرة والخاصة بالتخصيص، وكل هذه الإجراءات إلكترونية وليست ورقية.

وقال حسن: «الانتقادات التى يتم توجيهها إلينا ليست فى محلها، ومنافية للحقيقة، فليس فى مصلحتنا تخصيص طوابق متكررة لمستحقين بعينهم، لأننا لا نطلب نسب تميز من المستحقين نهائياً، عكس أى مشروعات سكنية أخرى، فجميع المتقدمين بالمشروع سواسية.

وأشار المسؤول عن تصميم البرنامج الإلكترونى الخاص بالتسكين، ويدعى عصام، إلى أنه قام بهذا الأمر لإنهاء الأزمات التى كانت تلاحق المشروعات السابقة، والاتهامات ومنها محاباة مستحقين محددين، موضحاً: «البرنامج يقوم بلخبطة أسماء المواطنين المستحقين، وتسكينها على الشقق الجاهزة، بأرقام الوحدات والأدوار والعمارات، ويمكن أن نصل إلى مليون تجربة عشوائية، فمثلا لو تم اختيار رقم 3 من قبل أحد أعضاء الأمانة الفنية للجنة، لا يتم حفظ أو تثبيت التجربتين الأوليين، عكس الطريقة المعتادة للقرعات، والتى يتم فيها الاختيار ورقياً، مع عدم التأكيد بأنه من الصعوبة تغذية الكمبيوتر بأى معلومات أو طرق لاختيار أسماء بعينها، وبعد تثبيت الاختيار يتم إرسال الأسماء إلى صندوق التمويل العقارى لاستكمال إجراءات التعاقد، أى أنه من المستجيل لأى شخص أن يساهم فى اختيار شقة بعينها لشخص محدد».

وأضاف صلاح حسن، أنه «يتم تطبيق التجربة على جميع الأسماء والوحدات المسجلة، وليس على اسم بعينه أو وحدة بعينها، فمثلا نقوم بفتح القرعة على عدد معين من الوحدات الجاهزة فى العبور، بناء على خطاب من جهاز المدينة، ونحن نقوم بجلسة أو اثنين فى الأسبوع، حسب عدد الوحدات الجاهزة التى تأتى لنا من المدن، ومؤخرا جاء لنا نحو 8 آلاف وحدة بـ6 أكتوبر، لذلك قررنا فتح التخصيص اليوم».

وطلب أعضاء اللجنة الفنية من «المصرى اليوم» اختيار «رقم» للقرعة، فاخترنا الرقم «7»، وشرح حسن، ما يحدث على الشاشة، حيث يتم اختيار المدن الجديدة أولاً ثم اختيار مدينة 6 أكتوبر، لأنها تضم أكبر عدد من الوحدات التى سيتم تخصيصها، وداخلها سنجد أكثر من فئة؛ وهى: إعلان خلال عام وإعلان تحويل وإعلان أسر شهداء ومصابين وإعلان نقابات، وكل منها تحتوى على نوعين أحدهما لمتحدى الإعاقة والنوع الثانى بدون إعاقة.

وضغطت «زينب» عضو اللجنة على أيقونة باسم «محاولات القرعة العشوائية للتخصيص» والبداية بقرعة التخصيص لمتحدى الإعاقة، وعددهم 20 مواطناً، فظهر اسم «بلال محفوظ » واستحقاقه لشقة رقم 1 بالطابق الأرضى «المخصص للمعاقين» بعمارة رقم 19، وتلاه عدد من الأسماء الأخرى، ثم ضغطت زينب، الزر للمرة الثانية فظهر اسم مينا رزق عوض بسيط، والثالثة باسم سيد شعبان، والرابعة باسم محمد سامى، والذى تكرر فى التجربة الخامسة أيضاً، وبعده رجب فى التجربة السادسة، ليعود مينا رزق مرة أخرى ليفوز بالتجربة فى المرة السابعة بعد أن خسرها فى الثانية.

وعندما سألنا عن سبب تكرار بعض الأسماء فى التجارب السبع، أكد محمد فريد، عضو اللجنة أن عدد متحدى الإعاقة فى القرعة 20 مواطناً وهو قليل يؤدى بسهولة لتكرار الأسماء، وهو ما تأكد لـ«المصرى اليوم» فى باقى التجارب للأعداد الكبيرة عند الاختيار، حيث لم تتكرر الأسماء عند إجراء التجربة لسبع مرات.

وبعد انقضاء نحو ساعة من بداية إجراء القرعة، تم تخصيص نحو 10 آلاف وحدة سكنية، للمستفيدين، فى عدة مدن على رأسها 6 أكتوبر والعاشر من رمضان وبرج العرب والعبور والشروق، حيث أكد صلاح حسن أن الجهاز التنفيذى لديه قرار من مجلس الوزراء، يعطى الحق للمواطنين بطلب إعادة التخصيص فى حال تخصيص الطابقين الأرضى أو الأخير، لأسباب مرضية، موضحاً أنه بعد انتهاء جلسة التخصيص يتم إرسال الأسماء خلال 3 أيام إلى صندوق التمويل العقارى والبنوك الممولة، لإنهاء إجراءات التعاقد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية