x

انقسام سلفى حول الانضمام للأحزاب والمشاركة فى الانتخابات.. ومشايخ يطالبون الدعاة بالتفرغ للدعوة

الأحد 22-05-2011 19:22 | كتب: حمدي دبش |
تصوير : آخرون


يشهد التيار السلفى فى مصر حالياً أول انقسام معلن، حول مشاركة السلفيين فى الحياة السياسية، فبينما انشغل بعض المنتمين للتيار بتكوين أحزاب، أعلن البعض الآخر عزوفه عن خوض معترك السياسة حتى لا تشغله عن الدعوة، واستنكر بشدة مشاركة السلفيين فى الحياة السياسية.


ويعد محمد حسان ومحمد حسين يعقوب والدكتور جمال المراكبى أبرز رموز التيار السلفى، الذين كوّنوا مؤخراً مجلساً أطلقوا عليه اسم «شورى العلماء»، برئاسة عبدالله شاكر، وأكدوا فى أول بيان صدر عن المجلس أنهم سيحثون المسلمين على المشاركة السياسية واختيار من يرونه أكثر تبنياً لقضايا الشريعة الإسلامية، لكنهم فى الوقت نفسه أهابوا بالعلماء والدعاة عدم ترشيح أنفسهم فى الانتخابات، حتى لا تشغلهم السياسة عن الدعوة.


وقال جمال المراكبى، أحد أعضاء مجلس شورى العلماء، إنهم أصدروا قرارا يمنع جميع أعضاء المجلس من ممارسة السياسة، سواء بترشحهم فى الانتخابات أو انضمامهم إلى حزب سلفى، مؤكداً أن دورهم سيقتصر فقط على الدعوة وتوعية الناس باختيار أفضل من يمثلهم.


وأضاف: «أعضاء المجلس اتخذوا القرار بعد أن وجدوا أنهم ليسوا أهل خبرة وقوة للترشح فى أى انتخابات، فنحن نحترم دورنا جيداً، وليس معنى ذلك أننا ضد ترشيح السلفيين، فمن حق أى سلفى أو غيره أن يرشح نفسه ولن نقف ضده».


وتابع «المراكبى»: «كون أعضاء مجلس الشورى سلفيين لا يعنى أننا سنساند حزب الفضيلة، وكل منا له دوره وفكره ونحن سنساند الحزب الذى له برنامج سياسى واقتصادى وليس دينياً فقط، وسنساند الحزب الذى يضع لنا ضمانات لتنفيذها وأن يكون ضمن برنامجه تغيير مواد القانون الجنائى المخالفة للشريعة الإسلامية، على أن تعاد صياغتها مرة أخرى، طبقا لأحكام الشريعة».


وأوضح: «من الطبيعى أن تحدث بيننا خلافات فى وجهات النظر فنحن لسنا نسخاً كربونية من بعضنا، لكن بيننا مصالح، ولن نختلف حول كل ما له علاقة بالشريعة الإسلامية، ونرفض المساس بالمادة الثانية من الدستور». وأكد المراكبى «أن المجلس لايزال متمسكاً بفتوى عدم الخروج على الحاكم، حتى لو كان ظالما، منعا لسفك الدماء».


ورغم أن بعض شباب السلفيين أنشأوا روابط على الموقع الاجتماعى «فيس بوك»، لمطالبة محمد حسان بترشيح نفسه فى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، وإصرار بعضهم على تنظيم وقفة أمام منزله وعدم العودة إلى منازلهم إلا بعد موافقته على طلبهم ــ فإن «محمود»، شقيق «حسان»، أكد أنه سعيد بهذه الثقة التى منحها الشباب لشقيقه، إلا أنه أعلن فى الوقت نفسه رفض شقيقه ترشيح نفسه فى أى انتخابات، ولذلك انضم لمجلس شورى العلماء، الذى يرفض المشاركة فى السياسة.


وقال «محمود»: «خلال خطبة الجمعة الماضية، أكد شقيقى أنه لا يجد فى نفسه القدرة على تولى منصب سياسى، لهذا سيبتعد تماماً عن ممارسة السياسة وسيكتفى بنشر الدعوة الإسلامية، حتى إن عمرو موسى اتصل به وطلب منه أن يكون له دور سياسى لكنه رفض».


وأضاف: «الشيخ (حسان) أكد أنه لابد من الفصل بين الدعوة والسياسة، ولن يدعم أى حزب سياسى إلا إذا كان يسعى لمصلحة البلد، حتى لو كان لديه بعض القصور فى الناحية الدينية، لكنه أمين على مصر وشعبها».


ومن بين السلفيين الذين اتجهوا للعمل السياسى الدكتور حسام البخارى، عضو حزب «الفضيلة»، الذى أكد أن المشايخ الذين لا يريدون الدخول فى السياسة يخشون فقد أرصدتهم لدى الناس لأنهم يرون أن وجودهم فى حزب سيكون عائقاً أمامهم بشكل غير مباشر، وسيشغلهم عن الدعوة.


وأضاف: «هناك أناس لايزالون يعملون بفكر ما قبل الثورة وفى اعتقادهم أن العمل فى السياسة يُحدث نوعاً من التفرقة بين المسلمين أما قيادات سلفيى الإسكندرية فقد انضم جميعهم إلى حزب النور».


وتابع «البخارى»: «لا أرى أى مشكلة فى دخول الحياة السياسية فمن حقنا المشاركة».


وقال دكتور هشام كمال، أحد مؤسسى حزب «الفضيلة»، إن السلفيين فى مصر ليسوا تياراً واحداً، فهم مجموعات تتفق وتختلف، فهناك سلفية تنادى بعدم الدخول فى السياسة وتحرم التظاهر والخروج على الحاكم، وهؤلاء يرون أن الدعوة إلى الله والموعظة الحسنة أفضل من دخول السياسة، وهناك من يرى عكس ذلك.


وأضاف: «حزب الفضيلة ينادى بالانفتاح على جميع التيارات الدينية والسياسية الموجودة فى البلد، ومعظم مؤسسيه كوادر علمية لديها فكر واسع وهؤلاء ينتمون إلى السلفية الحركية، المنفتحة على كل الأفكار».


وتابع «كمال»: «من الصعب جداً أن تتفق كل هذه التيارات على فكر واحد، بسبب خلافات فكرية منذ سنوات عديدة، كانت عائقاً أمام توحد السلفية فى تنظيم واحد حتى الآن، لكن فى كل الأحوال الطرق السلفية تكمل بعضها البعض».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية