x

3 روايات عن وفاة «طبيبة المطرية».. لماذا رفضت «الصحة» استخراج شهادة وفاة؟

الأربعاء 17-10-2018 14:14 | كتب: نورهان مصطفى |
طبيبة المطرية طبيبة المطرية تصوير : اخبار

«وفاة طبيعيّة أم صعقًا بالكهرباء؟»، سؤالٌ انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب وفاة الطبيبة «سارة أبوبكر مصطفى»، مساء السبت الماضي، والتي كانت تعمل نائبة أطفال بمستشفى المطرية، ثم أخلت طرفها من العمل بالمستشفى، مُنذ شهر يوليو عام 2017، وانتقلت للعمل بمستشفى آخر.

ماتت الطبيبة الثلاثينيّة صعقًا بالكهرباء في حمام سكن الطبيبات بمستشفى المطرية التعليمي، حسب شهادة زميلاتها بالمستشفى، إلا أن وزارة الصحة والسكان نفت ذلك في بيان رسمي، وعبر تصريحات المتحدث الرسمي، إذ قالت: «الوفاة طبيعية نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى توقف في عضلة القلب».

«المصري اليوم» ترصُد التسلسل الزمني لواقعة وفاة طبيبة مستشفى المطرية، مُنذ السبت الماضي، وحتى الآن:

(1)

مساء السبت، دخلت الطبيبة والشابة الثلاثينيّة، سارة أبوبكر، من بوابة مستشفى المطرية التعليمي، كي تقضي ليلتها داخل سكن الأطباء المتواجد في المستشفى، برفقة زميلاتها، حسب شهادتهن، إذ قالت إحداهن عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»: «سارة كانت بتاخد (دش) في حمام سكن المستشفى، واكتشفناها بالصدفة، لما دخلت زميلتنا طبيبة التخدير، ولقت الباب مقفول بقاله فترة طويلة، خبطنا محدش رد، فشكّت وصحتنا عشان نفتح الباب».

الباب المقفول كانت ترقُد وراءه جثة الطبيبة الثلاثينية. هكذا وجدها زُملاؤها، فزعهم مشهد زميلتهم التي لم تتحدّث أبدًا.

(2)

«وفاة الطبيبة سارة أبوبكر صعقًا بالكهرباء»، هكذا دوّن زملاء سارة شهادتهم عن وفاة صديقتهم وزميلتهم في العمل، إذ ذكروا أن الطبيبة الثلاثينيّة توفيت صعقًا بالكهرباء، نتيجة وجود «سلك عريان» داخل حمام المستشفى، حسب شهادة الدكتورة سهيلة شوقي، صديقة سارة، إذ قالت: «سارة مماتش موتة طبيعية، ماتت حرقًا بالكهرباء، ومتفحمتش لحد ما اكتشفنا الريحة، لأ اكتشفناها بالصدفة، لقينا زميلتنا، طبيبة التخدير، بتقول إن باب الحمام مقفول من فترة طويلة، خبطت محدش رد، فتحنا الباب، لقينا سارة واقعة في الأرض.. جسمها كان متشنّج وكان في حرق لونه أسود على الفخذ».

(3)

تطلّبت شهادة زملاء سارة بأن صديقتهم الطبيبة توفيت نتيجة «الإهمال»، ردًا رسميًا من الجهات المسؤولة، إذ قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة: «فور وفاة طبيبة مستشفى المطرية تم إبلاغ نقطة الشرطة الخاصة بالمستشفى والنيابة العامة، والنيابة العامة صرحت بتسليم الجثة لذوي الطبيبة بعد المعاينة، وأكدت أن الوفاة طبيعية جدًا نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية أدى لتوقف في عضلة القلب».

وأضاف، خلال مداخلة هاتفية على فضائية «dmc»: «وبناءً عليه تم استخراج تصريح دفن وتسليم جثمانها لذويها منذ الأمس، وما يتم تناوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنها توفيت إثر تعرضها لصعق كهربائي غير صحيح على الإطلاق، وتم استدعاء المدير المناوب وضابط شرطة وعدد من فريق الصيانة للتأكد من الأسلاك الكهربائية المؤدية للحمام، والذي أكد أن جميع الأسلاك سليمة تمامًا ولا توجد أي شبهة في حدوث ماس كهربائي».

من جانبها، نعت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والعاملون بالوزارة، بمزيد من الحزن والأسي الطبيبة «سارة أبوبكر مصطفى»، متمنين أن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

وأكدت وزارة الصحة والسكان أن الطبيبة «سارة أبوبكر» توفيت وفاة طبيعية، نتيجة «هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى توقف عضلة القلب»، نافية بذلك ما تم تناوله في بعض وسائل الإعلام وصفحات «الفيسبوك» بأن الطبيبة توفيت إثر صعق كهربائي بحمام سكن الطبيبات بمستشفى المطرية التعليمي.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن الطبيبة المتوفاة كانت تعمل نائبة أطفال بمستشفى المطرية وقد أخلت طرفها من العمل بالمستشفى منذ شهر يوليو عام 2017، وانتقلت للعمل بمستشفى آخر، وفي يوم الوفاة، مساء السبت الماضي، كانت في زيارة شخصية لزميلاتها بالمستشفى، وقررت المبيت بسكن الطبيبات، حيث دخلت إلى الحمام للاستحمام إلا أنها أطالت في الوقت ولم تخرج، مما دفع زميلاتها للقلق عليها، ثم طرقن عليها الباب فوجدنها ملقاة على الأرض وقد وافتها المنية، وأمرت النيابة العامة بتسليم جثة الطبيبة لذويها والتصريح لها بالدفن بعد معاينة المستشفى وسكن الطبيبات.

وفي نهاية البيان، ناشدت الوزارة وسائل الإعلام المختلفة ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، لعدم إثارة البلبلة لدى الرأي العام.

(4)

عقب بيان وزارة الصحة، الذي طالب روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بعدم «إثارة البلبلة»، أكدت زميلات سارة ممن شهدن الواقعة أنها ماتت «صعقًا بالكهرباء»، ورفضن التصديق على رواية أن الوفاة «طبيعية».

أكد أهل سارة في البداية لـ«المصري اليوم»، صباح أمس الثلاثاء، أن الوفاة «طبيعية»، ورفضوا روايات زميلاتها التي تقول إن الطبيبة تُوفيت «صعقًا بالكهرباء»، ولكن بحلول المساء، كشف مصطفى أبوبكر، شقيق الطبيبة المتوفاة، تفاصيل جديدة عن الواقعة، موضحًا أن شقيقته طبيبة منتدبة في القاهرة وتنتقل من مستشفى المطرية إلى مستشفى الدمرداش، ودخلت الاستراحة للاستحمام وصعقت بسبب الكهرباء وتوفيت في الحال، معقبًا: «نستعوضها عند الله، واللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها، ولله ما أعطى ولله ما أخذ».

وأضاف «أبوبكر»، خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامي معتز الدمرداش، ببرنامجه «آخر النهار»، المذاع عبر فضائية «النهار»، مساء الإثنين، أن جميع التحقيقات انتهت، متابعًا: «أختي سليمة وكاملة ومفيش فيها إلا خدوش مكان الواقعة، وجزء من جسدها بسبب صاعق الكهرباء، ومش متفحمة زي ما الناس بتقول».

وأوضح أن إثبات وجود إهمال يتطلب تشريح الجثمان، وأسرتها رفضت تشريحها ولذلك انتهت التحقيقات، مستكملًا: «مش هندخل نفسنا في ثغرات القانون، ومش هعذب أختي علشان أثبت إهمال، وتنازلنا عن كل شيء علشان أستلم جثمان أختي، استراحة الأطباء بالمستشفى لا ترقى للحيوانات أن تعيش بها، ويوجد تقصير إداري».

(5)

وبين شهادات زملائها ورواية الوزارة بأن الوفاة «طبيعيّة»، قال مصطفى أبوبكر، شقيق سارة، إنه توجّه، أمس الثلاثاء، في تقرير نُشر في وقت سابق لـ«المصري اليوم»، إلى مكتب صحة المطرية لاستخراج شهادة الوفاة الخاصة بشقيقته التي تم دفنها بمقابر الأسرة في بني مزار بالمنيا، لكنه فوجئ بالطبيبة المسؤولة عن مكتب الصحة تطالبه باسترجاع الجثمان مرة أخرى حتى تعطيه شهادة الوفاة.

وأضاف: «النيابة العامة أعطتنا أمس تصريحا بالدفن ممهورا بتوقيع ممثل النائب العام، والآن مكتب صحة المطرية يرفض منحنا شهادة الوفاة دون الاطلاع على الجثمان الذي تم دفنه بالأمس»، مشيرا إلى أنه ذهب لمكتب صحة بني مزار للمطالبة بشهادة الوفاة، لكنهم رفضوا بحجة أن الحالة توفيت بالقاهرة وبالتالي يجب استخراج شهادة الوفاة من هناك.

كما قالت عدالة محمد عثمان، والدة الطبيبة الراحلة سارة أبوبكر، إنها لم تتلق أي اتصالات للتعزية سواء من وزيرة الصحة أو من المسؤولين بالوزارة خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أنها تنازلت عن حق ابنتها حتى لا يتم تشريح الجثمان، ويتم دفنها في أقرب وقت.

وأضافت لـ«المصري اليوم»، أن الراحلة هي ابنتها الوحيدة، بالإضافة إلى شقيقين لها، وأنها منذ علمها بخبر الوفاة وهي في غاية الحزن والألم على فراقها، واستطردت السيدة وهي منهارة في البكاء، أنها لم تندم على قرارها بعدم فتح تحقيق في الواقعة وتشريح الجثمان، مطالبة زملاءها من الأطباء بأن يبحثوا بأنفسهم عن الإهمال والمتسبب عنه ويحاسبوه حتى لا يتكرر معهم، واختتمت حديثها قائلة: «خلاص الموضوع انتهى، وحق بنتي عند ربنا، هو المنتقم الجبار».

من جانبه، قال الدكتور محمد شوقي، وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، إن أسرة الطبيبة الراحلة ارتكبت خطأ إجرائيا دون قصد، وذلك عندما اعتبروا خطاب النيابة بديلا عن شهادة الوفاة وقاموا باصطحاب الجثمان ودفنه دون استخراج شهادة الوفاة، وعندما عادوا اليوم لاستخراج شهادة الوفاة بعد الواقعة بثلاثة أيام رفض مكتب الصحة استخراجها لأن الشهادة تستخرج بنظام مميكن ومن الصعب استخراج الشهادة بتاريخ قديم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية