بالرغم من الفوز الصعب الذى حققه الفريق الكروى الأول بنادى الزمالك على المقاولون العرب بنتيجة 3/2 فى اللقاء الذى جمعهما، السبت، ضمن الجولة الثانية والعشرين من الدورى الممتاز، فإن الفريق خرج بعدة مكاسب، أولها زيادة آماله فى الحصول على اللقب هذا الموسم بعد غياب ست سنوات، واتساع الفارق مع منافسه التقليدى الأهلى إلى ثلاث نقاط فى صراع المنافسة، حيث يتصدر الزمالك المسابقة برصيد 46 نقطة، يليه الأهلى فى المركز الثانى برصيد 43 نقطة.
وقَبِل أبناء القلعة البيضاء الهدية التى قدمها لهم الأهلى بتعادله مع الإنتاج الحربى 2/2 فى نفس الجولة، كما زادت ثقة جماهير الزمالك فى إصرار لاعبيها على المنافسة على اللقب بعد أن حققوا الفوز فى الدقيقة 88 بتسديدة قاتلة للموهوب شيكابالا، فضلاً عن ظهور أكثر من لاعب بمستوى مرتفع، خصوصاً محمد عبدالشافى وعمرو زكى ومحمد أمين عودية، بينما لايزال تواضع مستوى عبدالواحد السيد، حارس المرمى، لغزاً محيراً للجهاز الفنى والجماهير وكل المراقبين. وفى الوقت الذى احتفلت فيه جماهير الزمالك مع الجهاز الفنى بقيادة حسام حسن واللاعبين، وعلى رأسهم شيكابالا، وهتفت بقوة هزت أرجاء الملعب «الشعب يريد الدورى يا عميد» - دخل الجهاز الفنى للمقاولون العرب بقيادة محمد رضوان ولاعبوه فى مشادة كلامية مع مدحت عبدالعزيز حكم اللقاء. وحاول محمد عودة، مدرب الفريق، الاعتداء عليه ومنعه من دخول غرفة خلع الملابس، وطالبوا رجال الشرطة بإخراجه من الملعب بزيه التحكيمى، ولولا سيطرة رجال الأمن على الموقف لتعرض مدحت عبدالعزيز للأذى، وظلت جماهير المقاولون العرب القليلة تهتف ضد الحكم عبدالعزيز ورددت: «لجنة الحكام.. بتخاف من حسام». وكان محمد رضوان، المدير الفنى للمقاولون العرب، قد دخل فى مشادة كلامية أيضاً مع الحكم قبل استئناف الشوط الثانى، وطالبه بمنح فريقه حقه فى المباراة، وهو ما دفع مدحت عبدالعزيز لطرده خارج الملعب، فيما نجح شيكابالا، لاعب الزمالك، فى احتواء أزمة بين عامل غرفة الملابس بناديه وأحد رجال الشرطة.
من جانبه، وجه حسام حسن، المدير الفنى للزمالك، لوماً لجماهير الأهلى التى تسبه بوالدته فى مباريات فريقها، وقال: «حسبى الله ونعم الوكيل فيهم». ورفض المدير الفنى الاستفاضة فى هذا الأمر، وأكد أن الزمالك هو الأقرب والأجدر بدرع الدورى هذا الموسم لأن لاعبيه هم الأفضل وجماهيره وفية ومخلصة، وتستحق أكثر من لقب الدورى.
وأوضح حسام أنه لعب للفوز من بداية اللقاء وأنه درس فريق المقاولون جيداً، خصوصاً أن لاعبيه خاضوا المباراة بروح معنوية مرتفعة بعد الفوز على الإسماعيلى بملعبه فى الجولة السابقة، إلى جانب رغبتهم فى تحقيق الفوز للهروب من دوامة الهبوط. وقال: «وضعت الخطة والتشكيل المناسبين للمباراة، ورسمت فى فكرى سيناريو المباراة»، لكنه وصف هدفى المقاولون العرب بالمفاجأة التى يصعب تكرارها، لكن إصرار اللاعبين ورغبتهم فى إسعاد الجماهير كانا وراء الفوز. ورفض حسام حسن تحميل عبدالواحد السيد مسؤولية الهدف الأول، وأشار إلى وجود مشكلة فى اختلاف الكرة التى يلعب بها الفريق فى كل المباريات. وحمّل اتحاد الكرة المسؤولية، وقال: فى الدورى الإسبانى يلعبون بكرة موحدة، أما فى الدورى المصرى فالمسألة مختلفة. وشدد على أن عبدالواحد هو الحارس الأول فى مصر وأحد اللاعبين المؤثرين بالفريق وقائده، وتابع: الكل يتحمل مسؤولية أى هدف يدخل مرمى الفريق، وأنا أولهم. وأوضح حسام أن فريقه أهدر عدة فرص سهلة فى الشوط الثانى، من بينها فرصة لأحمد جعفر، وأخرى لحسن مصطفى لا تضيعان، لكن التوفيق حالف اللاعبين فى نهاية المباراة. ودعا المدير الفنى وسائل الإعلام للكف عن الحديث فى مسألة تجديد عقد شيكابالا، وأكد أن اللاعب سيجدد فى الوقت المناسب، وتساءل: لماذا لم تتحدث وسائل الإعلام عن تجديد عقود بعض لاعبى الأندية الأخرى؟! وتساءل أيضاً: لو كان إبراهيم حسن هو الذى اعتدى على حكم مباراة الإنتاج الحربى، فهل كانوا سيصمتون أم يعلقون له المشانق؟ ورفض المدير الفنى اتهام الدفاع بتراجع المستوى، وأكد أن مباراة السبت كانت من أفضل المباريات أداء للاعبين، وأوضح أن فريقه سيحارب من أجل الفوز بالبطولة، مؤكداً صعوبة جميع المباريات المقبلة. وشكك حسام حسن فى ركلة الجزاء التى احتسبها الحكم مدحت عبدالعزيز، مؤكداً صعوبة احتسابها، لكنه راض عن القرار.
يأتى هذا فى الوقت الذى أشاد فيه إبراهيم حسن، مدير الكرة، بأداء اللاعبين وإصرارهم، واصفاً محمد عبدالشافى بالظاهرة التى لا تتكرر فى مركزه، وقال: كنت ظهيراً أيمن، وأعلم قدرات عبدالشافى جيداً، وهو هدية السماء لنادى الزمالك. وأكد إبراهيم حسن احترامه للأهلى وجماهيره، وطالب بتهدئة الأوضاع بين الناديين الكبيرين. فيما أعلن حسن مصطفى، لاعب الفريق، أنه سيجدد عقده خلال الأيام المقبلة، بينما أكد سمير عبدالتواب، وكيل شيكابالا، وجود انفراجة فى تجديد عقد اللاعب بعد أن حصل على وعد بتوفير المبالغ المالية التى طلبها.
فى المقابل، أكد زيزو، المدرب العام للمقاولون العرب، أن الجهاز الفنى لم يعترض بطريقة غير لائقة على الحكم، وإنما كان الاعتراض بنفس الطريقة التى تصدر عن بقية الأجهزة الفنية فى جميع دوريات العالم. وشدد على أن فريقه تعرض للظلم التحكيمى، وأوضح أن فريقه قدم عرضاً طيباً طوال شوطى المباراة، وكان نداً قوياً للمنافس الأول على لقب الدورى حتى الآن. ولفت إلى أن الجهاز ادخر محمود سمير وعلاء كمال للشوط الثانى باعتبارهما ورقتين رابحتين لتغيير سير اللقاء، لكن خبرة لاعبى الزمالك وإصرارهم على الفوز حسما المباراة.