الإصابة بعيوب خلقية وبعض الأورام، والمعاناة من السمنة، والعوامل الوراثية، أسباب قد تؤدى إلى إصابة الطفل بارتفاع ضغط الدم، وهو ما يحذر أطباء الأطفال من مضاعفاته، لما له من آثار ضارة على عضلة القلب ومخ الطفل.
قالت الدكتورة سونيا على الصعيدى، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، إن إصابةالأطفال بارتفاع ضغط الدم يعد مؤشراً قوياً لمعاناتهم من أعراض مرضية معينة، تسببت فى إصابتهم بضغط الدم، منها أمراض الكلى والسمنة والغدد، والإصابة ببعض الأورام، والانفعالات النفسية، وجميعها يتسبب فى ارتفاع ضغط الدم، وأضافت: «إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم، ليست له سن معينة، لكن الأسر تنتبه له فى أغلب الأحوال فى عمر 6 أشهر».
وأوضحت أن معاناة الأطفال من ضيق فى الشريان الأورطى، يعد أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يمكن للأطباء اكتشافه بسهولة من خلال ظهور نبضات الطفل فى اليد دون ظهورها فى القدم، ومعاناة الطفل من «النهجان» وهبوط وعدم قدرته على الرضاعة بشكل جيد.
وقالت الدكتورة «سونيا» إن المرض يظهر فى الشريحة العمرية ما بين سن 4 و5 سنوات، مع مراعاة أن أغلب إصابات أطفال المدن بالمرض، يرجع إلى إصابتهم بالسمنة الناتجة عن تناول الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية بكثرة، أما أطفال الوجهين البحرى والقبلى فيكثر إصابتهم بالمرض، بسبب العادات الغذائية للأسرة، فى تناول وجبات تحتوى على كميات كبيرة من الملح، وقد يضاف إليها المخللات والجبن القديم وغيرهما، ومنهم أطفال محافظتى الأقصر وأسوان.
وأضافت: «معاناة الطفل من أى ألم، قد تسبب له ارتفاع ضغط الدم، كما أن الفتيات من أطفال الشوارع اللاتى يتناولن حبوب منع الحمل، دون استشارة طبية، يتعرضن لارتفاع ضغط الدم».
وحذرت «سونيا» من خطورة إهمال الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، لأن أعراضه تتسبب فى إصابتهم بتضخم وضعف فى عضلة القلب، بالإضافة إلى بعض المشاكل فى المخ، قد تصل إلى حد النزيف.
وأكدت أهمية معالجة المرض، الذى يتسبب فى ارتفاع ضغط الدم، ويكون العلاج بالأدوية تحت إشراف الطبيب، مع الحرص على ممارسة الطفل الرياضة بصفة منتظمة.
من جانبها، رجحت الدكتورة ليرين الشاذلى، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس، إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم نتيجة معاناتهم من عيوب خلقية فى الكلى، أو مشاكل فى الحالب، نتيجة عامل الوراثة، وتنصح «ليرين» بترشيد تناول الطفل الملح فى الطعام، وتهيئة الظروف المحيطة به، لتجنب انفعاله وارتفاع ضغطه، وإذا لم يستجب الطفل لذلك يتناول الأدوية المخفضة لضغط الدم.
وقالت: «قد يتسبب علاج الطفل بأدوية تحتوى على الكورتيزون فى ارتفاع ضغط الدم، وفى تلك الحالة ينخفض ضغط الدم، ويعود لطبيعته بالتقليل من تلك الأدوية أو منعها، لكننا أحياناً نجد حالات مصابة بارتفاع فى ضغط الدم، دون أن نجد سبباً أو تفسيراً واضحاً لها».
وعن أكثر الأعراض التى يمكن من خلالها معرفة إصابة الطفل بارتفاع فى ضغط الدم، أشارت الدكتورة «ليرين» إلى أن من بينها الصداع المتكرر مع البكاء، و«الزغللة» فى العين، ونزيف الأنف من الناحيتين، لأن نزيف الأنف من ناحية واحدة قد يكون لمرض فى الأنف نفسه.