تسلمت مصر، ممثلة في د. إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، شعلة مؤتمر وزراء الثقافة العرب في نسخته الواحدة والعشرين، من تونس الشقيق، في الفعاليات الافتتاحية التي احتضنتها دار الأوبرا المصرية مساء اليوم، بحضور وزراء الثقافة العرب، ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، وقيادات وزارة الثقافة، والفنانين عزت العلايلي وسميحة أيوب، وعدد كبير من الشخصيات البارزة مصريًا وعربيًا.
وأكدت د. إيناس عبدالدايم، على دور مصر الريادي الذي بدأنا في استعادته مرة أخرى، وهو ما نراه في احتضانها لمؤتمر وزراء الثقافة العرب للمرة الثانية، وهو ما يأتي بالتزامن مع احتفال وزارة الثقافة بمرور 60 عام على تأسيسها، فيما مثّلت الوزيرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإنابة خلال فعاليات الافتتاح، حيث أكدت اهتمام الرئيس بدور الثقافة خلال المرحلة الحالية، وتمنياته للمؤتمر بتحقيق مآلاته وأهدافه.
وقال محمد زين العابدين، وزير الثقافة التونسي، إنه لشرف لتونس أن تسلّم مصر شعلة مؤتمر وزراء الثقافة العرب لعامين قادمين، مشيرًا إلى أهمية الثقافة كرهانٍ يحدد مصير شعوبنا العربية، لما للثقافة من موقعًا هامًا حول العالم، كما أشار إلى أن إقامة المؤتمر تحت رعاية الرئيس السيسي هو شرف، ويوضح الإصرار على قيمة الثقافة في مصر مهد الحضارات، ويؤكد على دور الثقافة في التنمية اليوم، مؤكدة العمل على تأسيس مشروع ثقافى مشترك يمد جسور التواصل بين تراث الماضى العربى العريق والحاضر الواعد باعتبارنا امة ذات عمق حضارى ونسيج واحد قادر على مواجهة التحديات الفكرية والتفاعل مع الثقافات العالمية من خلال استثمار الطاقات البشرية وبناء الانسان العربى وتكاتف الجهود للعمل على تحقيق العدالة الثقافية وذلك بتنشيط حركة الترجمة والمشاركة في مختلف المحافل الدولية المتخصصة
وأكد وزير الثقافة الفلسطيني، إيهاب بسيسو، أن إقامة المؤتمر في مصر خطوة مهمة نحو تعزيز العمل العربي المشترك على مستوى الثقافة وكافة التحديات المشتركة، كما نوّه إلى أهمية حضور فلسطين بعاصمتها القدس في الدورة الحالية للمؤتمر، وهو ما يعد ردًا وإجماعًا عربي على عربية القدس وأنها بكل أبعادها مكون أصيل من مكونات الثقافة العربية، كما يسجل انتصارًا للعدالة والقيم الإنسانية، مثمنًا دور مصر في احتضان الدورة الحالية، ودور باقي الوزراء المشاركين.
وألقى أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الضوء على معضلات الثقافة العربية في الوقت الحالي، في مفترق طرق بين التجديد والمعاصرة وبين التواصل مع إرثها التاريخي، مشيرًا إلى بعض الإحصائيات التي تبين موقعنا من الثقافة العالمية، وأن حجم العناوين التي تُنشر عربيًا كل عام، يوازي ما تنشره دار واحدة في أوروبا خلال العام، وكذلك حجم الترجمة من وإلى العربية، مضيفًا إن ما حدث في البلدان العربية خلال السنوات السابقة أطلقنا عليه خطئًا الربيع العربي، وأن الثقافة كانت أحد الخسائر وهو أمر بديهي ي أوقات الحروب والدمار، متمنيًا أن يساهم مؤتمر وزراء الثقافة العرب في تحقيق التواصل الثقافي بين الدول العربية.
واستقبل المسرح الحفل الفني الذي يحمل عنوان «ملحمة التنوير»، للمخرج خالد جلال والذى ألقى الضوء على محطات هامة من تاريخ وزارة الثقافة متناولا تأثيرها الايجابى على الفكر المجتمعى ومستعرضاً مختلف اشكال الابداع التي تم رصدها وتبنيها خلال 60 عام في صياغة درامية للدكتور مصطفي سليم، اداء صوتي سيدة المسرح العربي سميحة ايوب، إعداد موسيقي احمد طارق يحيي، اداء طلبة مركز الابداع الفنى والبطولة الغنائية لكل من ريهام عبدالحكيم، رحاب مطاوع، غادة ادم بمصاحبة مجموعة من الفرق المتميزة منها اوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد عاطف، باليه اوبرا القاهرة، اوركسترا الموسيقي العربية، كورال الموسيقي العربية، كورال اطفال الاوبرا، فرقة رضا للفنون الشعبية، الفرقة القومية للفنون الشعبية، مسرح القاهرة للعرائس والسيرك القومي .