استبعد سامح شكرى، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، أن تتبع أمريكا سياسية إقصائية حال وصول الإسلاميين للحكم فى مصر، وقال: «الإدارة الأمريكية تعى أن ما تستخلصه من علاقاتها مع مصر يفوق بكثير ما تعطيه لها، لأن هناك توافقاً وتماثلاً، من حيث الاعتبارات السياسية والمصلحة المشتركة».
وأضاف شكرى، خلال لقائه وفداً من الصحفيين المصريين، فى محل إقامته بواشنطن لمناقشة أوضاع مصر الحالية ونظرة الولايات المتحدة لما يحدث فى القاهرة: «لابد أن تصل الولايات المتحدة إلى الاقتناع بأن فكر الإسلام السياسى ليس مناهضاً لها وذلك لن يتحقق إلا من خلال إفصاح التيارات الإسلامية عن توجهاتها وكيفية استخلاص مصالحها، فإذا توافقت مع المصالح الأمريكية، فسيكون ذلكجيداً وإذا لم يكن فستظل المخاوف قائمة».
ورأى شكرى أن هناك تركيزاً مبالغاً فيه من قبل الإعلام الأمريكى على نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية وما أبرزته من بزوغ توجه إسلامى سياسى، مرجعاً سبب مخاوف الإعلام إلى حدة الخلاف القائم منذ 25 عاماً بين إيران والولايات المتحدة، وتابع: «يتعين على كل التيارات السياسية فى مصر، سواء الإسلامية أو الليبرالية، أن تطرح رؤيتها ومشروعها السياسى».
وعن رأيه فى اللقاءات التى أعلنت عنها الإدارة الأمريكية مع الإخوان المسلمين قال: «المشكلة أن اللقاءات كانت رسمية ولم تسفر عنها أى تقارير، لكن ربما حصلت خلالها الإدارة الأمريكية على تطمينات من الإخوان».
وعن دور السفارة المصرية فى الوقت الحالى، قال: «دورنا هو التعامل بشكل مباشر فى نقل وجهة النظر بين القاهرة وواشنطن»، مشيراً إلى أن «الدبلوماسية المصرية تعمل لصالح الدولة وليس النظام، فنحن مؤسسة مهنية وليست سياسية».
وأضاف: «معظم المصريين بالولايات المتحدة غير مهتمين بالتعامل مع السفارة المصرية وكان بعضهم ينظر إليها باعتبارها بوقاً للنظام السابق، وحاولنا قبل الثورة وبعدها إزالة هذه الفكرة، لذا أصبح هناك انفتاح على السفارة المصرية وأكدنا للمواطنين أننا نريد أن نكون حلقة وصل بينهم وبين مؤسسات الدولة، ومنها التصويت فى الخارج وحاولنا تحقيق مطالبهم وأصبح هناك احتياج متبادل بيننا».
وأشار إلى أن عدد الذين سجلوا فى المرحلة الثانية من الانتخابات كان 20 ألف مصرى وصوَت منهم 5 آلاف فقط من إجمالى مليون مصرى.
وتابع: «مصر تمر بمرحلة انتقالية تتبلور فيها من خلال الانتخابات التى تمثل الشعب المصرى واختيار الجهة التى تمثله، لافتاً إلى أن المصريين وحدهم لهم حق اختيار من يمثلهم ونظام الحكم الذى يريدونه»، مطالباً أى طرف أجنبى باحترام اختيار الشعب والتعامل مع من يحظى بثقته، ولفت إلى أن النتائج تلقى قبولاً نظرياً من قبل الإدارة الأمريكية».
واستطرد: «الإدارة الأمريكية تحاول، من خلال اتصالاتها مع التيارات المختلفة، تأمين مصالحها واستمرار العلاقات الثنائية من توافق حتى فى وصول الإسلاميين للحكم، ولكن يجب عدم تعجل الأمور لحين الانتهاء من الانتخابات وتشكيل نظام الحكم الجديد وتعيين حكومة تبلور سياستها وتضع الإطار العام للدولة».
وأكد أنه ليس هناك تخوفات لدى الإدارة الأمريكية من فكرة عدم تسليم السلطة للمدنيين من قبل المجلس العسكرى، لأنها ترى أن المجلس يسير فى اتجاه الخطة التى وضعها وأن المرحلة الانتقالية تسير رغم التعثرات التى تمر بها.
ونفى شكرى تدخل الإدارة الأمريكية فى وضع خطة المجلس العسكرى لنقل السلطة فى مصر، قائلاً: «لا أتصور أن تسمح أى من مؤسسات الدولة المصرية برسم مستقبلها من قبل أى دولة أجنبية، فنحن عشنا احتلالاً لسنوات، ولن نقبل فى أى مرحلة الإملاء من أى جهة خارجية».
وأعرب عن أمله فى أن تستطيع حكومة الجنزورى أن تواجه التحديات، وتلبى الاستحقاقات المختلفة، مضيفاً: «نشعر بالقلق لأن التحديات كبيرة ويجب أن يكون الحوار فى مصر كثيفاً فى المرحلة الحالية، لنبحث عن نقطة التوافق الفكرى والعملى لصالح البلاد».
ومضى يقول: «كنت أفضل رؤية تمثيل أكثر للشباب والتيارات التى كان لها الفضل فى تحقيق ثورة 25 يناير فى حكومة الجنزورى، لكن لابد من الأخذ فى الاعتبار أنها حكومة مؤقتة، ولذا نأمل فى أن يكون هناك تمثيل من قبل الشباب فى الوزارة المقبلة، لأن ذلك سيكون أبلغ تعبير عن التوجه الثورى وإتمام المرحلة الانتقالية».
وقال: «توجهنا بقوة للإدارة الأمريكية منذ الثورة فى العقبات الاقتصادية التى تواجه مصر، من منطلق العلاقات الوثيقة، وحرص واشنطن على نجاح المرحلة الانتقالية».
ونفى شكرى ذهاب المشير حسين طنطاوى إلى الولايات المتحدة أثناء الثورة، مشيراً إلى أن زيارة الفريق سامى عنان، التى تمت فى يناير الماضى، كانت مرتبة قبل الموعد بشهرين على الأقل.
وعن رؤية الولايات المتحدة لمرشحى الرئاسة قال إنهم «يرصدون مواقف المرشحين ويحللونها للتعرف على سياستهم، فواشنطن متفهمة تماما أنها ليست لها أى قدرة للتأثير على اختيارات الشعب المصرى، واستوعبت عدم قدرتها على التدخل فى الشأن المصرى».
من جهة أخرى، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيرها البريطانى وليام هيج بمقر الخارجية الأمريكية فى واشنطن، الاثنين ، أن الشعب المصرى له الحق فى أن يفخر ببدء عملية اختيار قادته الجدد.