بعد 94 يومًا من مواجهة مونديالية في غاية الإثارة جذبت أنظار العالم، التقى بالأمس منتخبا كرواتيا مع إنجلترا في مباراة جمعت بينهما ضمن المرحلة الثالثة من المجموعة الرابعة في التصنيف الأول لدوري الأمم الأوروبية.
وشتان الفارق بين المواجهة السابقة بين البلدين، ومواجهة يوم أمس التي انتهت بنتيجة سلبية في أجواء هادئة مع ملعب دون جمهور تنفيذًا لعقوبة "يويفا" بحق كرواتيا.
ولم يستغل منتخب إنجلترا فرصة الملعب الخالي للانتقام من المنتخب الذي أقصاه من نصف نهائي مونديال روسيا 2018، وحرم الإنجليز من الوصول لنهائي كأس العالم للمرة الثانية في تاريخهم، حتى وأن أخطر فرص المباراة كانت من نصيب الضيوف الذين سددوا في القائم والعارضة، وأهدر مهاجمهم ونجم مانشستر يونايتد، ماركوس راشفورد، فرصتين محققتين للتهديف.
وعدل مدرب المنتخب الإنجليزي جاريث ساوثجايت من طريقة اللعب للمرة الأولى منذ تصفيات كأس العالم 2018، فالمدرب الإنجليزي كان ينتهج أسلوب لعب 3-5-2، لكنه قرر تعديل طريقة اللعب إلى 4-3-3 في مباراة الأمس، وهي الطريقة التي منحت المنتخب الإنجليزي سيطرة أكبر وخطورة مستمرة على مرمى مضيفه ولاسيما في الشوط الثاني الذي شهد إهدار المنتخب الإنجليزي لأكثر من هدف محقق بسبب سوء الحظ أو سوء الإنهاء.
وشهدت المباراة إقحام إنجلترا للجناح الإنجليزي الشاب وأفضل صانع أهداف في البوندزليجا هذا الموسم، جادون سانشو (لاعب بوروسيا دورتموند)، ليصبح سانشو (18 عام و200 يوم) أصغر لاعب يلعب لأول مرة مع المنتخب الإنجليزي الأول منذ رحيم سترلينج (17 عام و342 يوم) ضد السويد في نوفمبر 2012.
وأصبح سانشو هو ثاني أصغر لاعب في تاريخ إنجلترا تكون مشاركته الأولى مع المنتخب الأول في مباراة تنافسية، بعد دانكان إدواردز (18 عام و183 يوم) في أبريل 1955 ضد إسكتلندا.
وبشكل عام وعلى مدار تاريخ إنجلترا، أصبح سانشو هو عاشر أصغر لاعب يشارك للمرة الأولى بقميص المنتخب الإنجليزي الأول (على الصعيد الرسمي أو الودي).
نتيجة التعادل لم تكن جيدة للطرفين، وبالأخص المنتخب الكرواتي الذي استهل مشواره في البطولة بالخسارة بنتيجة 6-0 من المنتخب الإسباني، في حين أن تأهل منتخب إنجلترا للمرحلة الأخيرة من المسابقة أصبح امرًا صعبًا، لأن المنتخب الإنجليزي بحاجة للفوز في مباراتيه القادمتين وتعرض إسبانيا للخسارة في المباراتين القادمتين، وهو الأمر الذي يبدو عمليًا صعبًا.
وعلى الرغم من أن النتيجة غير مرضية للإنجليز، إلا أن منتخب الأسود الثلاثة حافظ على سلسلة نجاحه في المباريات التنافسية خارج ملعبه، فإنجلترا لم تعرف الخسارة على أرض منافسيها في آخر 20 مباراة محققة 14 فوز و6 تعادلات، في سجل ممتد منذ 9 سنوات (أكتوبر 2009).
وجاءت النتيجة لترسخ التراجع الذي تعيشه الكرة الكرواتية بعد الإنجاز التاريخي في مونديال 2018، فكرواتيا ومنذ الفوز على إنجلترا بنتيجة 2-1 في نصف نهائي المونديال، لم تعرف طعم الفوز حتى الأن، متعرضة لخسارتين (النهائي وضد أسبانيا في دوري الأمم الأوروبية) ومتعادلة في مباراتين (مباراة الأمس ومباراة ودية ضد البرتغال).