كانت حياة الشاعر التونسى أبوالقاسم الشابى قصيرة لم تتجاوز ٢٥ سنة وظل الناس ومحبو الشعر يذكرونه بمطلع إحدى قصائده والذى يقول فيه: «إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر».
وولد أبوالقاسم في ٢٤ فبراير ١٩٠٩ بقرية الشابية بتونس، وتخرج في جامعة الحقوق في ١٩٣٤ وجاب المدن التونسية برفقة أبيه بحكم عمله كقاض، وتوفى أبوه في سبتمبر ١٩٢٩.
وبدت على «الشابى» أعراض مرض القلب في ١٩٢٩ وازدادت حالته سوءاً وتعرض لصدمة موت حبيبته كما لم يمتثل إهماله لنصيحة الأطباء بعدم الزواج لكنه امتثل بالتوقف عن الرياضة وساءت حالته أكثر في آخر ١٩٣٣ إلى أن توفى «زى النهارده» في ٩ أكتوبر ١٩٣٤.
ومن قبيل الفرز النقدى المعاصر للقيمة الأدبية لكتابات الشابى يقول الدكتور محمد عبدالمطلب، أستاذ النقد بكلية آداب عين شمس: يبدو غريبا أن مطلع قصيدة واحدة للشابى تعلق بأذهان الناس الحالمة بالثورة والرافضة للاستبداد والاستعمار يحقق شهرة لشاعر لم يتم التوقف نقديا وبدقة وبأمانة إزاء منجزه الشعرى، فلا أحد يذكر له قصائد قوية أو تعد علامة أو إضافة للمشهد الشعرى العربى ولتاريخه وأنا أرى شعره متوسط الجودة، غير أن ما يصدمنا في مسيرته الكتابية كتاب نثرى حط فيه من شأن الثقافة العربية قال فيه: «إن الثقافة العربية سافلة ومنحطة ولا تعرف من المرأة إلا نصفها الأسفل»