آثار الدكتور مصطفي الفقي، المفكر السياسي، مدير مكتبة الإسكندرية، قضية جدلية، خلال الاجتماع الذي نظمه المجلس الأعلى للإعلام بين الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، وعدد من الكتاب ورؤساء تحرير والإعلاميين.
طالب «الفقي» خلال اللقاء الذي انتهي قبل قليل من داخل مقر المجلس بمبني ماسبيرو، بضرورة إعادة النظر في مسألة إتاحة التعليم المجاني لجميع المصريين.
وقال أمام الحضور موجها حديثه للدكتور طارق شوقي:«سيدي الوزير أثق فيك، وأثق في مجهوداتك الواضحة من أجل تطوير منظومة التعليم، وتغيير الثقافة العامة حول تلك القضية المحورية، لكن أرجو أن يتسع صدرك لما سأقوله».
وتابع «الفقي»:«أعتقد أنك تركز على مجموعة من الإجراءات، وتغفل أن تطوير منظومة التعليم يحتاج إلى مجموعة من السياسات، كما يحتاج إلى وعي عام، وموارد مالية، ووحدة واحدة للتعليم نتفق حولها».
وأضاف:«مصر الآن ليست مصر واحدة، فنحن نرى أمامنا أكثر من مصر، وأقصد إذا نظرنا إلى نوعيات وأشكال التعليم المختلفة، فهناك التعليم الحكومي، عام وخاص وأزهري ولغات، وهناك النظام البريطاني والأمريكاني والفرنساوي والياباني وغيره الكثير».
وشدد المفكر السياسي البارز على أنه يعتقد أن المشكلة الحالية في خلق منظومة جديدة للتعليم، هي أن وزارة التربية والتعليم، تحاول أن تشيد مبنى جديد على أرض قديمة، وهي معضلة كبيرة، بحسب وصفه، مشيرا إلى أن الواقع يفرض علينا تحديات كثيرة، قائلا:«ينبغي أن نسأل أنفسنا وعلينا الإجابة بأمانة..هـل مصر تحتاج إلى تعليم للجميع، وهل الأفضل أن نركز مسألة تلقي التعليم الحكومي في مجموعة معينة من الشعب، وليس بالضرورة أن يتلقي الجميع التعليم الحكومي، بحيث تكون هي القاطرة التي تدفع البلد للأمام بدلا من إهدار مواردنا وجهودنا في تعليم الجميع دفعة واحدة، والمحصلة هي ما نراه ونعيشه الآن».
وآثار كلام الدكتور الفقي، حفيظة عدد من الحضور مثل مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع، الذي أكد أن هذا الكلام خطير، ويثير غضب غالبية المصريين على حد تعبيره.
قال «بكري» معقبا على كلام «الفقي»:«مجانية التعليم هي قضية أمن قومي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التشكيك فيها، لأن هذا الأمر سيثير مشاعر القلق والغضب عند جموع المصريين»، وأضاف:«أن التعليم مثل الماء والهواء كما قال طه حسين».
وهنا تدخل «الفقي» قائلا:«التعليم كالماء والهواء لمن في المرحلة الأساسية، وهي مرحلة ما قبل التعليم الجامعي».
وأكد «الفقي» إنه لم يقصد إطلاقا المطالبة بإلغاء مجانية التعليم، وأَضاف: «كل ما طرحت للنقاش والتساؤل هو هل نحن في حاجة لإتاحة التعليم الحكومي المجاني لكل من هم دون سن التعليم الجامعي، على أن يتم تقنين أو إلغاء التعليم المجاني لمن هم في المرحلة الجامعية مثلما يحدث في كافة دول العالم».