اعتمدت وزارة النقل السعودية منذ سنوات خططاً طموحة تستهدف مد آلاف الكيلومترات من السكك الحديدية لتخدم الأنشطة الاقتصادية، ونقل البضائع، والركاب، وذلك ضمن إطار رؤية المملكة 2030 التي يجري تنفيذها تحت رعاية سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس الوزراء، لذا، تتبنى حكومة المملكة سلسلة طويلة من مشروعات البنى التحتية في مجال النقل التي تستهدف مد خطوط ربط عملاقة بطول البلاد وعرضها.
فعلى مساحة جغرافية تزيد على 2.149 مليون كيلو متر مربع تمتد أراضي المملكة العربية السعودية لتشغل موقعاً استراتيجياً يربط شرق العالم بغربه، ويزداد معه الطلب على مد خطوط السكك الحديدية القادرة على نقل الركاب والحمولات الثقيلة لمسافات بعيدة، وبسرعات كبيرة للمساهمة في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية محلياً وإقليمياً.
وتعمل الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) على تنفيذ حزمة من مشاريع الخطوط الحديدية التي تربط عدداً من مناطق المملكة لمسافات تزيد في إجماليها على 4500 كم، إلى جانب بناء محطات لنقل الركاب، وأخرى لشحن البضائع، بالإضافة إلى أنظمة متكاملة للإشارات والاتصالات، لتمكين فرق التشغيل من التحكم الآمن وإدارة حركة مختلف القطارات على مسار الشبكة.
وحققت الخطوط الحديدية السعودية، خلال الفترة من يناير إلى أغسطس من العام ٢٠١٨م نمواً كبيراً في نقل الركاب بلغت نسبته 19.5%، حيث تم نقل 1.14 مليون راكب، بزيادة 186 ألف راكب عن نفس الفترة من عام ٢٠١٧م، ومن المتوقع أن تتم مضاعفة تلك الأرقام خلال السنوات المقبلة.
ويُعد مشروع قطار الشمال التابع للشركة السعودية للخطوط الحديدية أكبر مشروع لإنشاء خطوط سكك حديدية في العالم حاليًا، حيث يصل طوله نحو 2750 كيلومترًا ويسهم بنقل المواطنين والوافدين في مدن الشمال السعودي إلى العاصمة، كما يخدم «قطار الشمال» عملية نقل المعادن والفوسفات والبضائع.