سجلت كتلة «نداء تونس»، حزب الرئيس التونسى، الباجى قايد السبسى، بالبرلمان، استقالة جديدة من صفوفها، وهو خامس انسحاب من «نداء تونس» فى أقل من أسبوع، وسط توقعات باستمرار مسلسل الاستقالات وهروب النواب إلى كتلة «الائتلاف الوطنى»، المساندة لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد.
وأعلن النائب محمد بن صوف، فى تدوينة عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، استقالته من كتلة «نداء تونس»، معتبراً أنها «لم تعد فضاء ممكناً لتمثيل الحزب، بشكل قلب المعادلات السياسية وخالف منطق القوانين البرلمانية».
وتأتى الاستقالة بعد 3 أيام من قرار 4 نواب مغادرة الكتلة نفسها احتجاجاً على طرق التسيير أحادية الجانب من قِبَل رئيس الكتلة، سفيان طوبال، ليرتفع العدد الإجمالى للنواب المستقيلين إلى حوالى 20 نائباً.
وأفقدت هذه الاستقالات حزب «نداء تونس»، الذى أسّسه «السبسى»، الغالبية البرلمانية التى كان يتمتع بها عقب الانتخابات التشريعية عام 2014 بعدد 86 نائباً، قبل أن يتراجع إلى المرتبة الثالثة بـ38 عضواً، مقابل صعود كتلة «الائتلاف الوطنى» حديثة التأسيس بـ47 نائباً، وحفاظ كتلة «حركة النهضة»، التى أصبحت أول قوة فى البرلمان، على تماسكها بـ68 نائباً.
ومنذ 2015، يعيش حزب نداء تونس أزمة سياسية وحركة انشقاقات تعمقت منذ الربيع الماضى بالصراع بين «الشاهد» والمدير التنفيذى للحزب، حافظ السبسى، نجل الرئيس قايد السبسى، حيث وصل الأمر إلى حد تبادل الاتهامات بالإضرار بالحزب ومصالحه. وكان الرئيس التونسى قد أعلن الأسبوع الماضى أن التوافق السياسى القائم منذ 5 سنوات بينه وبين حركة «النهضة» انتهى بطلب منها، مشدداً على أن الانتخابات ستجرى فى موعدها المقرر ديسمبر العام المقبل. وأكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة فى تونس، عبدالكريم الهارونى، أن «أزمة حركة نداء تونس أثرت على الحكومة والبرلمان، ونأمل أن تُحَلّ قريباً».
وجدد «الهارونى»- على هامش الانعقاد الـ22 لمجلس شورى حركة النهضة بمدينة الحمامات- تمسك الحركة باستقرار الحكومة، وأن يحدد «الشاهد» موقفه من البقاء فى حزب السبسى أم لا وترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.