x

أبطال سيناء المشاركون بحرب أكتوبر يروون قصص مقاومتهم الاحتلال الإسرائيلي

في ندوة «الحياة تنتصر» في ذكرى انتصارات أكتوبر
الأحد 07-10-2018 12:27 | كتب: خالد محمد |
مشاهد حرب أكتوبر - صورة أرشيفية مشاهد حرب أكتوبر - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

روى مناضلون من أهالي سيناء ضد الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم عن أدوار فدائية قاموا بها ضمن آخرين من الأبطال.

جاء ذلك في ندوة «الحياة تنتصر» في ذكرى انتصارات أكتوبر، التي نظمتها مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية بسيناء، وشارك فيها ابطال من أبناء سيناء شاركوا في مقاومة احتلال إسرائيل لسيناء بعد حرب يونيو 1967م وحضر الندوة لفيف من قيادات المجتمع المدنى بشمال سيناء ورموز شعبية وجمع من الشباب.

تحدث في الندوة المناضل «موسى أبورويشد»، وهو بطل سيناوى فقد بصره على اثر انفجار لغم في جسده كان يعده لتفجير محطة وقود اسرائيلية وسط مدينة العريش، استهل الرويشد حديثه أنه لم يخطوا خطوة في عمليات نفذها إلا ابتغاء وجه الله ومن أجل الوطن وزوال المحتل.

وأوضح أن بدايته كانت مع أسرته والده الذي قام بدور في استضافة الجنود على خلفية حرب يونيه 1967م، ووالدته وشقيقه، وكان لأحد من اووهم الفضل في تعليمهم سر تفكيك وجمع الألغام ونقلها والتعامل معها توفى والده، واستشهد شقيقه وهو يجهز لتفجير حافلات نقل جنود اسرائيليين.

وتابع الرويشد بالتأكيد ان الوطنية جرعة كانت حصلوا عليها مبكرا ونمت واستمرت، وكان لوالدته دور في مساعدته واعدادة لتنفيذ عمليات بجهود فردية بحتة، من خلال قيامها بجمع الغام ونقلها وتجهيزها له، وقام هو بتنفيذ عدد من العمليات كان بينها تفجير أتوبيس اسرائيلى على مشارف شرق العريش، وتفجير
مخزن اسلحة في وسط سيناء.

والتسلل لمقر تدريب في إحدى الجامعات في اسرائيل بعد ان استغل مهنته كسائق في معرفة المكان ثم العودة ودخول الموقع مرتديا بدلة ضابط طيار اسرائيلى والحصول على وثيقة مهمة وتسليمها لمن قاموا بتأمين وصولها للجانب المصرى.

وقال إنه فقد صديق له وهو سلام عرادة وهما يجهزان لتفجير محطة وقود في العريش، عندما أطلق برج مراقبة النار عليهم وانفجر بهما اللغم واستشهد صديقة
ونقل هو للسجون يعانى حروق في كل جسده، ودخل مرحلة تعذيب شديدة للاعتراف استخدمت خلالها وسائل ضغط بينها إحضار والدته كي تضغط عليه وهى التي كانت تظنه استشهد وعند ما رأته قالت «راح العود اللحم يجود شد حيلك»، ومن ألطاف القدر بحسب قوله أنه انتقل لمرحلة تعذيب بسكب الماء الساخن عليه ليشاء الله ان تكون سببا في تطهير جراحه، ثم أودع السجون في إسرائيل حتى جاء قرار الإفراج عنه ضمن اخرين بعد زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس.

وبدوره استعرض «عبدالعزيز الغالى» أحد المؤرخين بطولات أبناء سيناء، جانب من شخصيات قامت بأدوار في معترك النضال بينهم رجال وسيدات، وأشار إلى أنه وثق لهذه البطولات في كتابه رجال من ذهب وكتاب اخر يعد لإصداره، وأردف «اننا تعرضنا على مر الزمان في سيناء لأزمات وحروب زادتنا التصاقا بالأرض .

وشارك الدكتور بكر سويلم خلف، مدير جمعية الجورة لخدمة المجتمع، بعرض جانب من دور الشيخ خلف حسن الخلفات، أحد أبرز رموز سيناء القبلية التي
لعبت دورا في مقاومة احتلال الأرض .

وقال ان الشيخ خلف من سكان قرية الجورة، جنوب مركز الشيخ زويد، وبعد احتلال سيناء حدث حالة عدم اتزان في المنطقة، فكان دور الشيخ خلف رائدا
بتحفيز الأهالى على الثبات في ارضهم، والتمسك بحب الوطن والتأكيد على عقيدة ان كل احتلال لزوال .

وكشف ان مما لايعرف عن الشيخ خلف قصة تؤصل لمعاني كثيرة، وهى أنه عثر أحد رجال الشيخ على جريح من الجنود المصريين في أعقاب حرب 1967 بعد ان دهسته دبابة إسرائيلية وتركته في منطقة صحراوية، وامر الشيخ ان يتم عمل اللازم له ورعايته رعاية كاملة، وبعد فترة تماثله للعلاج لاحظ من حول الشيخ انه اثناء
دخولهم الصلاة في المسجد يتوارى المجند الجريح ولا يرافقهم، ولكنه كان فطنا ذكيا وعرف انه غير مسلم، واقترب منه الشيخ وطلب منه ان يصارحه ولايخاف من شئ فعرفه على نفسه انه «مسيحى الديانة» واسمه مجدى برتبة نقيب.

ووجه الشيخ له الحديث قائلا ولما تتردد لا تخف ومن اليوم انت في حمايتى واحضر الشيخ أتباعه وقال لهم إنه له من الابناء ابن واحد وهو «محمد» ومن اليوم أصبح لديه 2 من الأبناء وهما «محمد» و«مجدي»، ولا فصال في القول، واستمرت معاملته له على انه احد ابناءه حتى لا يتعرض لأى اذى أو اهمال في معاملته وبعد تماثله التام للشفاء قرأ الشيخ في عينه انه يريد الرحيل، وهو لم يطلبه احتراما وأدبا.

وجهز له راحلة نقلته من قرية الجورة حتى بئر العبدحيث أحد رجال المقاومة من ابناء قبيلة البياضية ممن ينقلون الجنود واوصى من ينقله ان يبلغ الرجل ان هذا ابنه مجدى وعليه سرعة نقله وتدبير امره وقد كان ذلك وعاد البطل، وشاء القدر ان يتم تعيين الشيخ خلف عضو مجلس شعب، وفى احد المرات اثناء تواجده في القاهرة بحث عن عنوان «مجدى» ووصل إليه برفقة ابنه محمد وكانت المفاجئة انه لم يجده وبمجرد ان فتحت زوجته باب البيت قالت في مفاجأة غير متوقعة انت الشيخ خلف، قال كيف عرفتي قالت من كثرة حديث زوجى عنك، واستأذن في الانصراف غياب زوجها ولكنها أبت وقالت كيف تحضر لمنزل ابنك ولا تدخل، وعند حضوره كان
احتفاله به شديدا وهو يحاول ان يقبل قدميه وفاءا لجميل صنعه معه.

وأضاف ان للشيخ دور في التصدي لبيع الأرض وقيام اسرائيل بتزوير حجج بيع اراضى بأسماء الأهالى، واستخدم منابر سياسية اسرائيلة منها المعارضة لفضح
حكومتهم، كما رفض عروض ان تبنى له قرية جديدة بمسجد في سبيل التخلى عن قريته، انتهت تلك العروض بتهديدات وسجن اجبارى بعد ان رفض مخططاتهم قائلا «
أنتم لا تملكون شيئا لكى تعطوه أو تمنعوه الملك لمصرنا الغالية«.

وفى شهادة حية على نموذج من أدوار البطولة، استعرض البطل ماهر الكاشف ادوار قام بها، مشيرا أنه نشأ في بيت بطولة وشاء قدره ان يكون من أصغر الابطال في عمره عندما بدأت أدواره وهو في العاشرة، وكان بيتهم ملتقى للفدائيين من كل أنحاء سيناء حيث كان والده تاجر معروف ووالدته أمينة سر كل مايحدث، كانت تأتي المعلومات من الأبطال لتنقل للقيادة من مقر المنزل.

وأضاف انه كان من ضمن مهامة الرصد ونقل المعلومات لتحركات الجيش الاسرائيلى وتم القبض عليه وإيداعه السجن وهناك التقى بكثير من الأبطال. وبدورها عرضت فرحانه الرياشية دور بطولي له يؤكد ان للمرأة السيناوية دورا حيويا في تلك الفترة، وقالت انها هاجرت من الاحتلال واقامت مع أسرتها في الصعيد، ثم حصلت على تصاريح للعمل في التجارة ونقل بضائع من مصر لسيناء، وكان هذا البداية لدور قامت به وهى عمليات نقل رسائل الابطال في سيناء للقيادة، والعمل على توصيل لهم ما تريد ان تنقله القيادة، ورصد على أرض الواقع لتحركات العدو وآلياته .

وأشار المهندس عادل محسن، من رموز مدينة العريش، الدور الوطنى لأبناء سيناء لافتا انه تاريخ نفتخر به وقال «لا نحتاج شهادة من احد وهذا
الوطن قوي واطرافه قوية«.

وقال الدكتور عبدالكريم الشاعر، وكيل تعليم شمال سيناء، ان بطولات أبناء سيناء نبراس لكل جيل، وهى تستحق ان تدرس وتوثق، وتنقل من جيل لجيل، ورغم السنوات كل يوم يتكشف عنها الجديد.

وقال إسلام عروج، الأمين العام لمؤسسة حياة، انه يأمل ان يتم تدريس بطولات ابناء سيناء في مناهج المدارس ليعرف الاحفاد ماذا قدم اجدادهم.

وقال الإذاعى احمد حماد انه من حق الأجيال القادمة معرفة بطولات ابناء سيناء وتوثيق تلك الفترة بإعتبارها تاريخ لاينسى وذكرى نفتخر بها.واختتم الإذاعي عادل رستم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياه الندوة بتوصيات أبرزها تعريف طلاب المدارس بدور مجاهدين سيناء من خلال ندوات بصفة دورية، الدعوة لنشر قصص الابطال، والعمل مع جهات الاختصاص على نشر وثائق تتعلق بهذه الحقبة من التاريخ وماتحمله من اسرار حافلة لسيرة هؤلاء الأبطال.

وقال «اننا في مؤسسة حياه ماضون في إداء دورنا كمجتمع مدنى مساندون لدور الدولة في التنمية وتبنى مشروعات كبيرة على رأسها إنشاء مستشفى حياة الخيرى للأورام على ساحل مدينة العريش بتضافر كل مؤسسات الدولة مع اهالى سيناء .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية