x

نادية مراد.. من جحيم داعش إلى نوبل (بروفايل)

السبت 06-10-2018 02:02 | كتب: أ.ف.ب |
نادية مراد نادية مراد تصوير : آخرون

فى الخامسة والعشرين من عمرها، انتصرت نادية مراد على أسوأ الحقبات التى مر بها إيزيديو العراق حتى صارت متحدثة بارزة فى الدفاع عن تلك الأقلية وحازت جائزة نوبل للسلام، أمس.

كانت مراد، صاحبة الوجه الشاحب والشعر البنى الطويل، تعيش حياة هادئة فى قريتها كوجو على أطراف قضاء سنجار معقل الإيزيديين فى منطقة جبلية فى شمال غرب العراق على الحدود مع سوريا.

تغيرت حياة مراد عندما بدأت رحلة ظلام، بعد اجتياح تنظيم داعش الإرهابى لبلدتها فى أغسطس 2014، حين تعرض أبناء ديانتها من رجال ونساء، كانت هى من بينهن، وتحولن إلى ضحايا الرق الجنسى من قبل الإرهابيين.

استولى الإرهابيون آنذاك على مساحات شاسعة فى شمال العراق وغربه، إثر هجوم كاسح انهار على إثره الجيش العراقى، وارتكبوا مجازر طالت غالبية الأقليات.

وكان عدد الإيزيديين فى العراق يبلغ 550 ألف نسمة قبل دخول داعش، هاجر نحو مائة ألف منهم، فيما فر آخرون إلى إقليم كردستان العراق الشمالى.

لم تتوقف مراد حتى يومنا هذا، كما هى حال صديقتها لمياء حاجى بشار، التى حصلت معها على جائزة «ساخاروف» لحرية التعبير من البرلمان الأوروبى فى العام 2016، عن التذكير بوجود أكثر من 3 آلاف إيزيدى مفقود، ربما لا يزالون أسرى لدى داعش.

فى منتصف سبتمبر 2016، عينت مراد سفيرة للأمم المتحدة للدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، خصوصا ما تعرض له الإيزيديون.

خطفت مراد من قريتها ثم نقلت إلى مدينة الموصل معقل تنظيم داعش حينها، وكانت بداية كابوس دام لأشهر، بعدما تعرضت للتعذيب والاغتصاب الجماعى قبل أن يتم بيعها مرارا بهدف الاستعباد الجنسى.

أرغمها التنظيم المتطرف أيضا على التخلى عن ديانتها الإيزيدية التى يعتبرها كفرا وعبادة للشيطان.

وتعود الديانة الإيزيدية إلى آلاف السنوات، حين انبثقت من الديانة البابلية القديمة فى بلاد ما بين النهرين، فيما يقول البعض إنها خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.

وفى أحد خطاباتها أمام مجلس الأمن الدولى فى نيويورك، تحدثت نادية عن «زواجها» من أحد خاطفيها الذى كان يضربها ويرغمها على التبرج وارتداء ملابس تبرز مفاتنها.

بعد ذلك قررت الهرب، وبمساعدة أسرة مسلمة من الموصل كانت تقيم عندها، حصلت نادية على هوية سمحت لها بالانتقال إلى كردستان العراق.

وبعد هربها، عاشت الشابة التى تقول إنها فقدت 6 من أشقائها ووالدتها فى النزاع، فى مخيم للاجئين فى كردستان، حيث اتصلت بمنظمة تساعد الإيزيديين أتاحت لها الالتحاق بشقيقتها فى ألمانيا.

وبعد وصولها إلى ألمانيا قررت مراد الدفاع عن الإيزيديين، وتدعو مرارا إلى تصنيف الاضطهاد الذى تعرض له الإيزيديون على أنه «إبادة».

قالت مراد أمام نواب أوروبيين بعد تسميتها سفيرة أممية لكرامة ضحايا الاتجار بالبشر، إن الإرهابيين «أرادوا المساس بشرفنا، لكنهم فقدوا شرفهم».

تقول مراد إنها من ألمانيا تقود «كفاح» شعبها. ومن أجل تلك القضية، جمعت حليفات كثيرات، من بينهن أمل كلونى، المحامية البريطانية اللبنانية الأصل والمدافعة عن حقوق الإنسان، والتى قدمت كتاب مراد «لكى أكون الأخيرة»، الذى صدر باللغة الفرنسية فى فبراير.

قبل عام تماما، تعهد مجلس الأمن الدولى بمساعدة العراق على جمع أدلة على جرائم تنظيم داعش.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية