احتشد آلاف المواطنين في ميدان التحرير، الجمعة، رافضين العفو عن الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أو أي من قيادات نظامه، ومطالبين بمحاكمات عاجلة وعلنية لـ«رموز الفساد» بتهم «حقيقية أبرزها الفساد السياسي». وأكد المتظاهرون عزمهم المشاركة في مظاهرات «الثورة الثانية» التي دعا لها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» والمقررة في ميدان التحرير الجمعة القادمة، 27 مايو.
وندد آلاف المتظاهرين بما سموه «جس نبض الشارع» تجاه مصير رموز النظام السابق «خاصة بعد إخلاء سبيل سوزان مبارك بدعوى تنازلها عن أموالها» كما قال متظاهرون.
وطالب المحتشدون في ميدان التحرير بـ«الثأر والقصاص ممن أفسدوا البلاد وسفكوا دماء الشهداء وأصابوا آلاف المصريين» خلال الثورة التي اندلعت في 25 يناير الماضي، مؤكدين أنه «لا مصالحة مع الفاسدين» حسب قولهم.
وشارك في المظاهرات, التي بدأت وتزايد أعداد المشاركين فيها بسرعة عقب صلاة الجمعة، عدد من الرموز السياسية منهم جورج إسحاق, القيادي بالحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، والمستشار زكريا عبدالعزيز, رئيس نادي القضاة السابق, الذي طالب بمحاكمة علنية لـ«رموز النظام الفاسد، على أن تكون التهمة الرئيسية هي الفساد السياسي», مطالبا وزارة العدل بـ«إجراء المحاكمة في مكان يتسع لحضور أكبر عدد ممكن من المواطنين».
واتفق جورج إسحاق مع مطالبات عبدالعزيز، وأضاف حول مظاهرات «الثورة الثانية»: «ليس هناك ثورة ثانية، لكننا سوف نحتشد لتقييم ثورة 25 يناير، والضغط من أجل تنفيذ جميع مطالبها، خوفا على ضياع إنجازها الأساسي خاصة مع الدعوات التي تطالب بالصفح عن الرئيس المخلوع وقيادات نظامه».
وفي مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، رفض الشيخ مظهر شاهين, إمام وخطيب المسجد, التصالح مع الرئيس السابق مقابل رد الأموال، مستشهدا بالحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ، تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ، أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا»
وأضاف: «لن نتصالح مع مبارك وأعوانه لأن من قتل وسرق ونهب لا يمكن التصالح أو التفاوض معه ولابد أن يخضع للمحاكمة العادلة، ولابد أن يكون مبارك عبرة لمن لا يعتبر، كي يعرف الرئيس القادم أن الشعب قادر على محاكمته وحبسه».
وطالب شاهين خلال خطبته، بـ«حماية الثورة واستمرار التظاهر بميدان التحرير كل يوم جمعة على أن تكون الجمعة القادمة مليونية كبيرة وحاشدة لرفض التصالح والمطالبة بالقصاص».
وندد عدد من المصلين في المسجد بفكرة التصالح والعفو عن مبارك, كما انتقدوا قرار إخلاء سبيل زوجته. وطالب والد أحد الشهداء الذين حضروا الخطبة بالقصاص من نظام مبارك، وقال أحد المصلين: «لا تصالح مع الفاسد الذى خرب البلاد وسنحصل على أموالنا منه».