x

أشهر الخطب فى التاريخ: خطبة السادات فى البرلمان بعد انتصار أكتوبر

الجمعة 05-10-2018 03:23 | كتب: يسري عبيد |
الرئيس الراحل أنور السادات
 - صورة أرشيفية الرئيس الراحل أنور السادات - صورة أرشيفية تصوير : other

تعتبر خطبة الرئيس السادات فى 16 أكتوبر 1973 أمام مجلس الشعب، من الخطب المهمة فى تاريخ مصر الحديث، فقد جسدت الانتصارات التى حققها الجيش المصرى فى حرب أكتوبر، وكانت تؤكد على عزة المصريين ونجاحهم فى الثأر من العدو وما عبرت عنه الخطبة من استرداد الكرامة وكان مما جاء فيها:

«لست أظنكم تتوقعون منى أن أقف أمامكم لكى نتفاخر معا ونتباهى بما حققناه فى أحد عشر يوما من أهم وأخطر بل وأعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء».

لقد كان الليل طويلا وثقيلا ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبدا بطلوع الفجر، وإنى لأقول بغير ادعاء إن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطا، وإنما كانت كبوة عارضة وأن حركتها لم تكن فورانا وإنما كانت ارتفاعا شاهقا.

إن قواتنا لم تعط الفرصة لتقاتل عام ١٩٦٧ دفاعا عن الوطن وعن شرفه وعن ترابه، لم يهزمها عدوها ولكن أرهقتها الظروف التى لم تعطها الفرصة لتقاتل. إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أعلى مقياس عسكرى، استوعبت العصر كله تدريبا وسلاحا بل وعلما واقتدارا، وحين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو وأن تكبح جماح غروره فإنها أثبتت نفسها، إن هذه القوات أخذت فى يدها بعد صدور الأمر لها زمام المبادأة وحققت مفاجأة العدو وأفقدته توازنه بحركتها السريعة.

ولست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم ٦ أكتوبر ٧٣ حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه كما قلت فى ٦ ساعات، وإذا كنا نقول ذلك اعتزازاً وبعض الاعتزاز إيمان فإن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة، إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف إنه قد أصبح درع وسيف».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية