تحدث عدد من الفلاحين عن وعيهم الكامل بمخاطر حرق قش الأرز، وأشادوا بالدور الكبير الذى تقوم به وزارة البيئة هذا العام وهو ما دفعهم إلى البعد عن الحرق، وكبس القش للاستفادة منه مادياً ومنع خطره البيئى والصحى.
ويقول محمد حامد، أحد الفلاحين من محافظة الدقهلية: «لا نحرق قش الأرز، بل نكبسه بالمكابس الخاصة بالأفراد أو التابعة لوزارة البيئة، لدينا مواشى تأكل هذا القش، ونضع عليه المولاس وهى مادة سائلة مستخرجة من مصانع البنجر وتشبه العسل، وهنا يتحول إلى علف، قد لا يكون ذا فائدة صحية للمواشى لكنه يملأ معدتهم، بعض ممن يحرقون قش الأرز يقولون إنه يفك الأرض ويقتل الآفات بباطنها وهذا غير صحيح، والأفضل هو كبسه، القش حالياً يتم بيعه ولم نعد فى قديم الزمن، ووزارة البيئة تبحث عن القش فى الوقت الحالى لشرائه».
ويضيف: «من يحرق قش الأرز قد يكون فلاحاً وقته ضيق أو لا يملك المال لدفع تكاليف كبس القش، وحرقه لا يفيد الأرض ولا يقتل الحشرات أو الآفات، العفش فى باطن التربة والنار لا تطوله، الأرض أمامنا سنحرثها بعد الأرز ونزرع فيها (بنجر)، وسيخرج الأرز والعفش إلى سطح الأرض مع البنجر سواء كان محروقا أو غير محروق، وهو دليل على أن نار حرق القش لا تقتل الحشائش الضارة، والحل الأمثل هو جمع القش وكبسه، فطن القش المكبوس يباع بـ 500 جنيه، والبالة الواحدة يتم كبسها بـ 3 جنيهات ويتم بيعها بـ 7 جنيهات، وهناك مزارعون باعوا البالة بـ 10 جنيهات حسب حجمها».
ويقول محمد لطفى، أحد المزارعين من كفرالشيخ: «نصنع الأعلاف من قش الأرز والمصانع تشتريه لصناعة الأوراق، وبعضهم يصدره للمملكة العربية السعودية، وبعض الفلاحين يجلبون القش للأراضى الصحراوية المراد استصلاحها بغرض الزراعة حيث يتم الحفر فى الأرض، ووضع بالة وفوقها شجرة لأنها تولد عناصر تنبت الزرع، وهناك من يفرم قش الأرز ويحوله إلى التبن لعلف المواشى، والزراعة والبيئة تحرران محاضر لمن يحرقون قش الأرز، ويتم توقيع غرامة كبيرة، وفى بعض الأحيان قد تصل العقوبة إلى الحبس، ويتم تطبيقها بلا تهاون».
من جانبه يقول الدكتور عبدالعظيم طنطاوى، أستاذ زراعة الأرز ورئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، لـ(المصرى اليوم): «قش الأرز قليل هذا العام بسبب انخفاض مساحة الأرض عن العام الماضى، وهناك اهتمام به بشكل كبير لأن قيمته كبيرة، حيث يدخل فى الأعلاف بدلاً من التبن الذى وصل سعر الحِمل منه إلى 600 جنيه، والمزارعون يقدمونه كخلطة مع البرسيم أو يفرمونه ويخلطونه بالمولاس للمواشى، هذا العام لن نجد سحابة سوداء بسبب جهود وزارة البيئة وكبسها لقش الأرز وتقديم حوافز للفلاحين وتوعيتهم، فقش الأرز يتم تقديمه ليلاً للمواشى وعليه مولاس يشتريه الفلاحون من محطة البحوث الحيوانى، كما يستخدم القش فى تدوير المخلفات الزراعية لاستخدامه إما كسماد عضوى أو حقنه بالأمونيا كعلف للحيوان، عند».