ارتفعت حصيلة الزلزال المدمر الذى بلغت قوته 7.5 درجة على مقياس «ريختر»، وموجات المد البحرى «تسونامى» التى تبعته، والتى بلغ ارتفاعها 6 أمتار، والتى ضربت إندونيسيا، السبت، إلى 832 قتيلا، وسط مخاوف من وجود عشرات المفقودين- بحسب ما أعلنت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، التى حذرت من أن الحصيلة قد ترتفع.
وأعلنت الوكالة أن الوفيات أحصيت كلها تقريبا فى مدينة «بالو» الأكثر تضررا، والتى يقطنها 350 ألف نسمة فى جزيرة سولاويسى، مشيرة إلى إحصاء 11 حالة وفاة بمنطقة دونجالا شمال بالو، ودمر الزلزال أبنية ومؤسسات وفندقين ومسجدا ومركزا تجاريا وجسورا، وأجبر الأهالى على الهروب إلى أماكن مرتفعة أو حتى تسلق الأشجار، وتسببت الأمواج العاتية فى انقطاع الكهرباء عن العديد من أحياء بالو، وتواصلت الهزات الارتدادية القوية فى جزيرة سولاوسى، وانتشرت جثث القتلى فى شوارع المدينة، بينما يعالج المصابون فى خيام بسبب الأضرار التى لحقت بالمستشفيات.
ولا يزال العشرات فى عداد المفقودين، يُعتقد بأن بعضهم محاصر تحت أنقاض المبانى المنهارة فى مدينة بالو، وقال المتحدث باسم الإدارة سوتوبو نوجروهو، إن كثيرا من الناس حوصروا وسط أنقاض مبانٍ تهاوت بفعل زلزال وأمواج تسونامى، وأسفرت سلسلة من الزلازل فى شهرى يوليو وأغسطس الماضيين عن مقتل 500 شخص فى جزيرة لومبوك السياحية، جنوب غربى جزيرة سولاويسى.
وقال سوتوبو إن «تسونامى جرف السيارات والأشجار والمنازل، لقد جرف كل شىء على الأرض». وأضاف أن بعض السكان نجا من الأمواج عبر تسلق الأشجار التى بلغ ارتفاع بعضها 6 أمتار.
وقضى الناجون ليلتهم مستلقين على أسرّتهم فى الهواء، وحث المسؤولون السكان على عدم العودة لمنازلهم كإجراء احترازى، بعد أن سوى الزلزال بعض المنازل بالأرض، وقال يوسف كالا، نائب الرئيس الإندونيسى، إن عدد القتلى ربما يصل إلى آلاف.
وتتعرض إندونيسيا باستمرار للزلازل لوجودها فى منطقة «طوق النار»، وهى حزام من سلسلة من الزلازل المتواصلة والثورات البركانية التى تحيط بسواحل المحيط الهادى، وتعيد تلك الكارثة للأذهان المأساة الأكبر بعد أن ضرب زلزال مدمر لحقته أمواج «تسونامى» ضربت أيضا إقليم أتشيه الإندونيسى عام 2004.
وواجهت وكالة الأرصاد الجوية الإندونيسية انتقادات شديدة بسبب تعاملها مع الكارثة، لكن مسؤولين قالوا إن الأمواج العاتية ضربت الجزيرة أثناء التحذير بعدما ألغته الوكالة، إذ علق المئات عندما اجتاحت الأمواج ساحل «بالو»، التى تضررت 4 مناطق فيها، وأظهر فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعى أشخاصا يصرخون ويفرون من الهلع، وقال مسؤول فى إدارة الكوارث إن الأمواج تحركت بسرعة 800 كيلو متر فى الساعة قبل أن تصل للشاطئ.
وتنقل السلطات المساعدات من العاصمة، جاكراتا، إلى مطار بالو عبر مدرج للطائرات لم يتضرر من الزلزال، ونقل بعض المصابين والمتضررين على متن طائرة نقل عسكرية، ويتلقى المرضى الرعاية الصحية فى العراء أمام مستشفيات المدينة، وجرى إنشاء مستشفى ميدانى عسكرى فى المنطقة، بينما وضعت جثث القتلى فى حقائب على الأرض للسماح للأقارب بتحديد هوياتها، وطلب الرئيس الإقليمى لاتحاد الأطباء الإندونيسيين، كومانج، من السلطات إرسال مساعدات فورية، ويسابق عمال الإغاثة والإنقاذ الزمن للبحث عن ناجين واستخراج جثثت الضحايا من تحت الأبنية المدمرة، فيما تواجه جهود الإغاثة صعوبات كبيرة بسبب انقطاع التيار الكهربائى والأضرار التى لحقت بالطرق والبنى التحتية، وخصصت الحكومة 560 مليار روبية (37.58 مليون دولار) لأعمال الإغاثة، وأرسلت منظمة «أنقذوا الطفولة»، ومقرها بريطانيا، فريق تقييم إلى المنطقة المنكوبة، فيما هرب أكثر من نصف السجناء فى سجن بالو بعدما انهارت جدرانه. وقال مسؤول السجن: «من الصعب للغاية على الحراس منع السجناء من الهرب لأنهم كانوا فى حالة فزع شديدة».