7 أيام قضاها الرئيس عبدالفتاح السيسى بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة فى فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 73، وألقى خلالها 3 كلمات، والتقى نحو 20 شخصية بحث معهم الأوضاع المختلفة فى الإقليم والقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط فى مقدمتها مكافحة الإرهاب والتنمية فى الدول النامية، فضلا عن مناقشة آخر التطورات فى فلسطين وليبيا واليمن والعراق وسوريا ومناقشة الهجرة غير الشرعية وتغيرات المناخ، فضلاً عن عقد لقاءات مكثفة مع ممثلى الشركات العالمية الكبرى لجذب الاستثمارات.
واستهل الرئيس نشاطه بمقر إقامته بنيويورك باستقبال وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد، وأعرب خلال اللقاء عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة والشراكة الاستراتيجية التى تجمع بين مصر والإمارات، مؤكدًا حرص مصر على تطوير تلك العلاقات فى شتى المجالات كما عقد السيسى جلسة مباحثات مع رئيس المجلس الأوروبى، دونالد توسك، ومستشار جمهورية النمسا سيباستيان كورتز، وأكد خلال اللقاء حرص مصر على تعزيز مختلف أوجه التعاون مع الاتحاد الأوروبى فى ضوء ما يجمع بينهما من روابط متعددة وقوية، فضلًا عن المصلحة المشتركة فى التصدى للتحديات التى تواجه منطقة المتوسط.
والتقى أيضًا، رئيس البنك الدولى، جيم يونج كيم، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، والدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، والمهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، وعباس كامل، رئيس المخابرات العامة، وشدد على الأهمية الكبيرة التى توليها مصر لتطوير علاقاتها مع مجموعة البنك الدولى باعتباره أحد أهم شركاء مصر فى التنمية، وأول مؤسسة تمويلية دولية تعاونت مع مصر فى تنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادى، وهو ما ينعكس فى تطور واتساع التعاون بين مصر والبنك الدولى فى مشروعات عديدة فى مختلف المجالات.
وأعرب الرئيس، خلال استقباله المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، كريستين لاجارد، عن تقديره للتعاون البناء بين الحكومة والصندوق، فى إطار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، مؤكدًا حرص مصر على استمرار التعاون مع الصندوق، كما أكد الرئيس مواصلة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى.
وشارك السيسى فى قمة «نيلسون مانديلا» للسلام، على هامش اجتماعات الدورة، تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الأفريقى الراحل، والتقى السيسى بمقر الأمم المتحدة بنيويورك الرئيس اللبنانى ميشال عون، وأكد الرئيس دعم ومساندة مصر للبنان ودعم قيم الاعتدال، وتجنب جميع أشكال التوتر والتطرف المذهبى والدينى، واحترام التنوع الذى يميز المجتمع اللبنانى، والتقى السيسى رئيس الوزراء البلغارى بويكو بوريسوف، لبحث سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على صعيد التعاون فى المجال الأمنى وتبادل المعلومات، فضلًا عن الصعيد الاقتصادى فى ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال، ولتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والفرص التى توفرها المشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها، خاصة محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.
والتقى رئيس وزراء النرويج، إرنا سولبرج، وشهد اللقاء تبادلا للرؤى ووجهات النظر حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، وذلك على ضوء الدور التاريخى المهم الذى اضطلعت به النرويج فى تيسير المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وصولًا إلى اتفاق أوسلو عام 1993، والحاجة الملحة لإعطاء دفعة قوية لإحياء المسار التفاوضى بين الجانبين.
والتقى السيسى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى أكد خلال اللقاء أن الإدارة الأمريكية تولى اهتماماً كبيراً بتعزيز ودفع علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، وتفعيل أطر التعاون بين البلدين، وأعرب عن تطلعه لتكثيف التنسيق والتشاور مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط وسبل التوصل لتسوية الأزمات به، فى ضوء دور مصر الإقليمى المحورى، بما يسهم فى تحقيق الاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة.
وأكد الرئيس حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين، مشيرًا إلى أهمية دور تلك الشراكة فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة خاصة مكافحة الإرهاب باعتباره الخطر الأكبر الذى يهدد استقرار المنطقة والعالم، وتطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أشاد الرئيس الأمريكى بالجهود المصرية الناجحة فى التصدى بحزم وقوة لخطر الإرهاب، باعتبارها فى طليعة الدول التى تواجه هذا الخطر، مؤكدًا أن مصر تعد شريكًا محوريًّا فى الحرب على الإرهاب، ومعربًا عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية لمكافحة الإرهاب. وفى هذا السياق أكد الرئيس أهمية مواصلة التعاون المشترك المصرى الأمريكى للتصدى للتنظيمات الإرهابية لتقويض الإرهاب ومنع وصول الدعم له سواء بالمال أو السلاح والأفراد، فضلًا عن توفير ملاذات آمنة له، مستعرضًا تطورات جهود مصر للتصدى للإرهاب عسكريًّا وأمنيًّا وفكريًّا.
والتقى السيسى، عددا من قادة وملوك العالم، كما عقد سلسلة من اللقاءات الثنائية لبحث سبل تعزيز العلاقات مع عدد من دول العالم، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، كما بحث سبل مكافحة الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف، كما التقى مع سكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، وبحثا آخر المستجدات على صعيد الأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، وبخاصة القضية الفلسطينية والأوضاع فى كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث استعرض السكرتير العام للأمم المتحدة الجهود التى تقوم بها المنظمة الأممية للتوصل لحلول سياسية لمختلف تلك الأزمات، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين مصر والأمم المتحدة إزاء القضايا الإقليمية المختلفة.
والتقى الرئيس العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى بن الحسين، وأكد السيسى أهمية استمرار التنسيق والتشاور المشترك بين الجانبين خاصة فى ضوء ما يجمعهما من توافق فى الرؤى والمصالح، وفى ظل التحديات الكبيرة التى تشهدها المنطقة.
وشارك السيسى للمرة الخامسة على التوالى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وألقى بيان مصر أمام الجمعية فى دورتها الـ73 وتناول الرئيس خلاله رؤية مصر لتعزيز دور الأمم المتحدة، وكذلك المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالميين، وجهود مصر فى دعم مكافحة الإرهاب الدولى.
وأجرى لقاءً مع قناة «سى بى إس» الإخبارية الأمريكية وتناول الرئيس، خلال اللقاء، الأوضاع الداخلية والإقليمية والعلاقات المصرية الأمريكية، والتقى السيسى رئيس شركة «بوينج» العالمية، امارك ألين.
والتقى رئيس الوزراء الإيطالى، جيوسبى كونتى، حيث أكد الرئيس مجددا التزام مصر ببذل كل الجهود من قبل الأجهزة المعنية للتوصل إلى الحقيقة فى قضية مقتل الطالب الإيطالى «ريجينى».
واستقبل السيسى بمقر إقامته رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وأكد الرئيس أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة، مشيرًا إلى ما ستسهم به التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية فى توفير واقع جديد بالشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية.
وترأس السيسى الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة السبعة والسبعين التى تتولى مصر رئاستها خلال العام الجارى للمرة الثالثة فى تاريخ المجموعة حيث ألقى البيان الافتتاحى لمصر أمام الاجتماع.