x

«تل ابن سلام».. من التنقيب عن الآثار إلى مزار سياحى

الأربعاء 26-09-2018 22:12 | كتب: غادة عبد الحافظ |
بحيرة المنزلة بحيرة المنزلة تصوير : محمود الحفناوي

أكد الصيادون ببحيرة المنزلة أن منطقة تل ابن سلام تحولت خلال السنوات الماضية إلى منطقة نفوذ لتجار الآثار، حيث تجرى أعمال تنقيب غير شرعية ليلا، كما تعقد بها صفقات بيع الآثار ولا يمكن للشرطة دخولها لأنها وسط البحيرة وقبل وصول أى حملة للمكان يهرب التجار مهربو الآثار بلنشات سرعاتها كبيرة تفوق سرعة شرطة المسطحات، ولكن مع عمليات التطهير التى تتم بالبحيرة وتواجد قوات من الشرطة والجيش باستمرار اختفت عمليات التنقيب والاتجار.

وأكدت مصادر بالهيئة الهندسية أن خطة تطوير البحيرة تشمل استغلال تل ابن سلام كمزار سياحى بعد الاهتمام بها وتطويرها لتكون ضمن مشروع قومى كبير لتطوير منطقة البحيرة، وسيتم عمل لنشات تقل الزوار من شاطئ البحيرة خصيصا لزيارة التل والعودة.

ويقول طه الشريدى، رئيس نقابة الصيادين المستقلة بالمطرية: «زمان كان أهالى المطرية يتوجهون للمراكب لتل ابن سلام لقضاء الإجازات فى الهواء الطلق والاستمتاع بالتل الأثرى، لكن منذ سنوات سيطر عليه البلطجية وقطاع الطرق وهجره الصيادون وأسرهم، لكن بعد عودة الدولة للبحيرة وسعيها لتطوير التل أصبح لدينا أمل جديد فى عودة كل شىء لسابق عهده للاستفادة القصوى من البحيرة والمنطقة المحيطة بها ليعود بالنفع على الصيادين وكل المقيمين حول البحيرة، حيث ستوفر لهم فرص عمل جديدة».

وأضاف: «المحافظ السابق الدكتور أحمد الشعراوى كان قد صرح بأنه سيتم عمل ميناء لمراكب الصيد واللانشات على شاطئ البحيرة وكذلك عمل بورصة أسماك، ومع تطوير تل ابن سلام ومنطقة تنيس سوف تكون هناك فرص معيشية جديدة لكل المواطنين وستتحول البحيرة لمنطقة جذب».

وتقع منطقة تل ابن سلام، أو كما يعرف تاريخيا بمدينة تونة الأثرية، فى قلب بحيرة المنزلة جنوب مدينة تنيس، ومساحة التل حوالى 65 فدانا، وارتفاعه حوالى 5 أمتار فوق مستوى البحيرة ويعد من الأراضى الأثرية البكر التى لم تجر بها أى أعمال حفر أو تنقيب رسمية حتى الآن ولكن يلجأ بعض تجار الآثار إلى إجراء عمليات التنقيب والاستيلاء على الآثار وبيعها بعد ذلك.

وكانت تونة من أهم وأكبر المدن التابعة لمدينة تنيس الشهيرة، عاصمة الإقليم الرابع عند الفتح العربى لمصر، حيث تشتهر بصناعة النسيج.

ويذكر المقريزى فى مخطوطه أن تونة كان يصنع بها طراز تنيس ويعمل بها كسوة الكعبة أيام الدولة العباسية، كما تم العثور على قطع من النسيج مكتوب عليها «بسم الله بركة من الله» للخليفة الرشيد عبد الله هارون، أمير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل فى طراز تونة.

أما جزيرة تونة فقد أصبح يطلق عليها اسم الشيخ عبد الله، وهو اسم شيخ أو ولى أقيم له ضريح فى هذه الجزيرة ومدينتا تنيس وتونة تقعان اليوم وسط المياه فى قلب بحيرة المنزلة وسطحها قد أصيب بنوع من التبلور بحيث تئن الأرض وتتفتت تحت الأقدام.

ورغم المكانة التاريخية للمنطقة وما تحويه من آثار اكتفت الهيئة العامة للآثار بحراستها بعدد من الخفراء مشغولون بمصالحهم الخاصة بتربية المواشى وتركوا التل للعابثين والباحثين عن الثروة من خلال عمليات التنقب والاتجار فى الآثار ولا يوجد على التل ما يدل على أنه يتبع هيئة الآثار إلا حجرة مهجورة ومغلقة ومكتوب عليها بخط باهت «استراحة هيئة الآثار المصرية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية