x

رئيس شبكة تليفزيون «الحياة»: الدولة لا تعرف قيمة الإعلام.. والقنوات الخاصة لا تقوم بـ«الواجب»

الأربعاء 18-05-2011 16:48 | كتب: شيماء البرديني |
تصوير : نمير جلال

رغم الأزمات التى تمر بها السوق الإعلانية فى مصر فى أعقاب ثورة يناير، أعلن محمد عبدالمتعال رئيس شبكة تليفزيون الحياة عن إطلاق عدد من البرامج الجديدة، لمواجهة ما وصفه بـ«حرب الريادة» بعد تراجع تليفزيون الدولة عن أداء دوره.. عبدالمتعال أكد فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن الدولة مصرة على تجاهل الإعلام كأحد أسلحتها، وأن الإدارتين «الحالية والسابقة» للإعلام المصرى قبل وبعد الثورة اتفقتا- دون اتفاق مسبق- على الانسحاب من سوق الإعلام لصالح القنوات العربية.. وإلى نص الحوار:

عندما نقلت برامج «الحياة» أنباء المظاهرات سواء الاستعداد لها يوم 24 يناير، أو انطلاقها يوم 25 يناير، هل كنت تتوقع أن تنتهى هذه المظاهرات بثورة؟

- أكذب إذا قلت إننى توقعتها، صحيح أنها كانت مظاهرات مختلفة عن كل ما سبقها، والحشود كانت غير مسبوقة، لكن أحدا لم يكن ليتخيل أن هذه المظاهرات «هتطير» نظام بحاله، وأقصى ما توقعته أن تغير وزيرا أو حكومة، لا أن تسقط نظاما.

فى الفترة ما بين اندلاع المظاهرات وتنحى الرئيس السابق..انحياز «الحياة» كان لمن؟

- لم نكن مع أحد ضد أحد، وهو ما حرصت على نقله من خلال شاشة الحياة، كنا مع الحقيقة والمهنية، وكل العناصر العاملة فى برامج الحياة تعمل وفق هذين المنهجين، الحقيقة والمهنية، وانعكس ذلك على الشاشة، وتابعنا الجمهور لأننا كنا ننقل له الحقيقة، «لا توجد لدينا مذيعة بكت على الهوا عندما أعلن مبارك عدم ترشيحه مرة أخرى، ولا يوجد لدينا من مدح فى الرئيس السابق وقت الثورة»، كنا نسعى وراء المهنية والحقيقة وأدركناهما، بدليل أن كاميراتنا الموجودة فى ميدان التحرير وقت الثورة تكسرت، وأصيب المصورون بإصابات بالغة دخلوا على أثرها المستشفيات، على يد الأمن، ويوم موقعة الجمل ومظاهرات ميدان مصطفى محمود تعرضنا للضرب من الجانبين، فى التحرير ومصطفى محمود، وإذا كنا مع طرف ضد الآخر، كان أحدهما لن يضربنا.

متى شعرت أن تأييد سقوط النظام من خلال «الحياة» أصبح واجبا حتى لو كان ضد المهنية؟

- بعد موقعة الجمل، لأنها علامة فارقة فى تاريخ الثورة، وهى التى أكدت أن مصر لا يوجد بها نظام بل بلطجة، وأن من يفكر بهذه الطريقة يجب أن يتم تغييره.

وقت الثورة كانت الفرصة سانحة لتحويل أى من قنوات الحياة إلى قناة إخبارية.. لماذا لم تفعل؟

- لا أحتاج أن أكون قناة إخبارية حتى يتابعنى الجمهور، لأن المشاهد يذهب للشاشة التى يصدقها، بغض النظر عن تصنيفها هل هى قناة دينية أو عامة أو إخبارية، ونحن من قبل هذه الأحداث وبيننا وبين المشاهد قرب، وكما أننا حققنا انفرادات فى الأخبار، حققنا انفرادات فى اللقاءات والحوارات، وجاء برنامج «الحياة اليوم» فى المركز الأول خلال فترة الثورة، حيث انفردنا بقصيدة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى عن الثورة، وقصيدة فاروق جويدة، وعدد كبير من الشعراء خصوا البرنامج بقصائدهم، فضلا عن أغنية إزاى لمحمد منير التى عرضت أول مرة فى الحياة، لم نعتمد على الأخبار فقط، كان أول ظهور لأحمد شفيق كرئيس وزراء على شاشتنا، كما استضفنا د.عصام شرف ود. يحيى الجمل ود.أحمد جمال الدين موسى أثناء الثورة وقبل توليهم المسؤولية بأيام، حتى إن د.جابر عصفور كتب فى مقاله بالأهرام ذات مرة أنه عندما كان يدخل غرفة استراحة برنامج «الحياة اليوم» أثناء اللحظات العصيبة للثورة كان يجد نصف عقول مصر وكأنه صالون سياسى أدبى، والحمد لله ربنا كرمنا بأفضل موقع تصوير للجماهير فى ميدان التحرير، «ده مش كلامى ده كلام المخرج الكبير خالد يوسف».

لكنك كنت قلقا من هروب المشاهد المصرى للقنوات الإخبارية العربية بسبب التغطية السيئة لقطاع الأخبار؟

- لهذا كنت حريصا على مشاهد الحياة وقدمنا له كل ما يحتاجه من القناة التى يثق بها، ليس الأخبار فحسب بل أيضا التحليل واللقاءات والانفرادات، حتى لا يتركنا المشاهد، وحزنت لأن قنواتنا الرسمية لم تنقل كلمة عن المظاهرات فى أيامها الأولى، وللأسف الإعلام الرسمى ينسحب منذ 5 سنوات لصالح القنوات العربية وللأسف أيضا هذا الانسحاب لم يقل بعد الثورة، بل على العكس زاد.

معنى كلامك أنك ترى أن هناك إعلاما رسميا من الأساس؟

- أتعجب جدا مما حدث، فقد كان لدينا إعلام قبل الثورة، يحاول أن يتواجد، لكنه كان إعلام سفه ويدار بطريقة متخبطة غير علمية، ولسنا أول الدول التى تقوم بثورات، فقد سبقتنا إلى هذا دول تشبهنا فى كثير من ظروفها، مثل إسبانيا واليونان، وأعتقد أنهما الأقرب لنا، ويجب أن نتبع إحداهما، لأنها دول بحر متوسط وديمقراطيات صغيرة مثلنا، لكننا للأسف لم نسر فى الطريق الصحيح، وأخذنا طريق العراق ولبنان مع احترامى لهما، أصبحنا مثل لبنان، صنعنا إعلاماً خاصاً قوياً لكنه للأسف مثل الإعلام اللبنانى منغلق على نفسه، وفى الوقت نفسه إعلامنا الرسمى مثل الإعلام اللبنانى الرسمى غير موجود تقريبا وضعيف جدا، وفى هذا نحن أقرب إلى العراق، حيث «الانفتاح السداح مداح» كما قال الراحل أحمد بهاء الدين، أى حد عايز أى حاجة بيعملها.

لكننى أعتقد أننا الآن أقرب إلى الحالة العراقية، وأننا كنا قبل الثورة أقرب إلى الحالة اللبنانية؟

- قبل الثورة كانت هناك محاولات لإنشاء إعلام رسمى قوى تتم بسفه وتخبط، اليوم أقول عن وعى «لو كان اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإدراته قبل الثورة موضوعا على جهاز التنفس الصناعى فإن الإدارة الحالية ترفع جهاز التنفس الصناعى بوعى تام».

هل هذا عيب القائم على الإعلام قبل الثورة وبعدها، أم عيب فى نظام الدولة؟

- طبعا عيب فى نظام الدولة، فالنظام قبل الثورة وبعدها لا يفهم معنى الإعلام أو يملك تقديرا للإعلام، رغم أنه أهم قوة فى الأسلحة الناعمة للدولة بعد الدبلوماسية اللى كانت ميتة وبدأت تصحى، «فقد كان لدينا خرمين قبل الثورة هما الإعلام والخارجية. الدبلوماسية بدأت تقوم بعد الثورة أما الإعلام فبدأ يتراجع، وصناعة إعلام قوى تعتبر قرار دولة، وما حدث فى الجزيزة، وmbc قرار دولة، وللأسف الدولة لدينا لا تعى هذه الموضوعات، لا قبل الثورة ولا بعدها، قبلها كان القائمون على الإعلام وقتها أسامة الشيخ والوزير أنس الفقى وعبداللطيف المناوى- سبق أن هاجمتهم فى مواقعهم- يعانون سفه الإدارة، ورغم ذلك فما يحدث الآن فى التليفزيون عجيب، لايزالون محتفظين بالإدارة غير العلمية، وإن كانوا تخلوا عن السفه، نظرا لقلة الموارد، وأصبح الهم الرئيسى للقائمين على التليفزيون حاليا رضاء مجموعة من انصاف الموهوبين، ومساواة العاملين ببعضهم، دون أن يستحقوا هذه المساواة، كنا نعتب على النظام السابق انه لا يستغل المواهب فى التيلفزيون، الآن نعتب على النظام الحالى أنه يطرد المواهب فلا يوجد موهوب يرضى بالعمل مع أنصاف الموهوبين، لذا تراجع التليفزيون فى شهرين فقط إلى الثمانينيات من حيث ظهور مذيعين لا يصلحون للشاشة، من أجل إرضاء أنصاف موهوبين الذين «بوظوا» إعلام مصر، ولا استوعب كيف يتجاهل النظام صناعة الإعلام، وإذا كان ضروريا أن يستعين بأهل الثقة وليس أهل الخبرة، فلماذا لم يسند أى دور للإعلاميين المصريين حسن حامد وصلاح نجم اللذين يشهد لهما العالم العربى كله، أو يستفد من خبراتهما، ويترك المنصب لأهل الثقة، فعدم وجود هذين الاسمين ليس له معنى سوى وجود سوء نية تجاه الإعلام المصرى، أو وجود قرار بالانسحاب من السوق وترك المشاهد المصرى للقنوات العربية، «إزاى أجيب واحد عمره ما بنى وأقول له ابنى»، ولا أعلم سببا لإلغاء وزارة الإعلام، وما علاقة المنصب بالديمقراطية. الديمقراطية كما وصفها الفيلسوف الإنجليزى «هارولد لاسكى»- مثل الحذاء تتعدد مقاساتها، لكنها ضرورة للجميع، والحذاء الذى يصلح لى قد لا يصلح لغيرى، توجد ديمقراطيات فيها وزير إعلام وأخرى لا يوجد فيها المنصب، فلماذا أطبق فى مثل هذه الظروف ديمقراطيات لا تناسبنى، كما أن الوزير منصب سياسى، نحتاج رجلاً يضع سياسات، وليس ضروريا أن يكون خبيرا بالملف.

ربما تم إلغاء الوزارة لأن منصب وزير الإعلام فى مصر سيئ السمعة؟

- ومنصب رئيس الدولة فى مصر سيئ السمعة هل نلغيه، ومنصب وزير المالية فى مصر سيئ السمعة، وأغلب المهن فى مصر شيئ السمعة هل نلغيها؟.. أنا لست مع بقاء الوزراة أو إلغائها، أنا مع تطبيق الإدارة، ووجود وزير الإعلام لا يلغى الديمقراطية، ويجب ألا تكون الديمقراطية حجة، لا يصح أن أقيس على بريطانيا فهى دولة ذات ديمقراطية عريقة.

لكننا لم نعرف عن وزير الإعلام أى دور تنظيمى، لم نر منه سوى معاركه مع القنوات الخاصة؟

- «الحياة» كانت أكثر القنوات التى تضررت من وزير الإعلام السابق، ويكفى أن «الحياة» تحالفت مع القنوات الخاصة لإيقاف البث، وكتب على كل الشاشات أن هذا يحدث اعتراضا على سياسة وزير الإعلام المصرى، وهو موقف يحدث لأول مرة فى التاريخ، وأتذكر أننا كنا نهاجم سياساته حتى آخر لحظة، والعلاقة بيننا كانت تحكمها المشاكل، ولم تشهد أى تراض.

لكن «الحياة» متهمة بوجود صفقة شراكة إعلانية بينها وبين شركة صوت القاهرة بأمر من وزير الإعلام السابق؟

- الدكتور السيد البدوى فوضنى فى كل ما يخص شبكة تليفزيون الحياة، وبناء عليه أقول إن الحياة كتليفزيون كانت دائما على علاقة سيئة بوزير الإعلام السابق بسبب ممارساته الديكتاتورية الاحتكارية ضدها على وجه الخصوص، وللعلم فقد أرسل الوزير إنذارا إلى برنامج «الحياة اليوم» بالمخالفة للقانون، وكان واضحا فيه الترصد بشكل كبير، وفعل ذلك كثيرا منذ انطلاق الحياة، كما أن الوكيل الإعلانى للحياة هو شركة ميديا لاين المملوكة لعلاء الكحكى، وهى التى قامت بالتنسيق وليس الشراكة مع وكالة صوت القاهرة، ولا علاقة لنا بتعاقدات الوكالة الإعلانية، وعلاقتى بوكالة ميديا لاين تقتصر على تقاضى مبلغ محدد منصوص عليه فى التعاقد، لكننى لا أتدخل فى أسلوب إدارة الوكالة ولا تحالفاتها الإعلانية، كما أنها الوكيل الإعلانى لأغلب القنوات الفضائية، فلماذا يقال الحياة تتعاقد مع صوت القاهرة بأمر من الوزير، إلا إذا كان هذا نوعا من الترصد بالحياة، وادعاءات مردوداً عليها، وللأسف الشديد شبكة تليفزيون الحياة تحسب على الدكتور السيد البدوى، وكل ما تعرضه الحياة، ينعكس عليه مباشرة من خلال اتهامه بعقد صفقات وتنسيق لا يتم فى الواقع، والكل يعلم أن وزير الإعلام السابق يحاربنا من قبل ظهور القناة ويوجد شهود على هذا، ثم تحولت الحرب إلى منافسة غير شريفة وشرسة ضد الحياة لأنها تنفرد بحقوق لا يحصل عليها التليفزيون، وبمرور الوقت تطورت الحالة مع الوزير السابق وأصبح عداؤه للقنوات الفضائية الخاصة كلها، حيث يعاملها باعتبارها عدواً.. ولا أريد الحديث عن الوزير السابق الآن، لأنه فى مكان لا يسمح له بالدفاع عن نفسه، فقد كنت من المتضررين من سياسة وأسلوب وزارة الإعلام مثل غيرى كثيرين تضرروا من سياسة الحكومة ككل، «اشمعنى الإعلام اللى هتبقى عدلة».

هذه الحرب التى تتحدث عنها تجعلك هدفا لكثير من الاتصالات، التى تتلقاها للاعتراض على محتوى برامج القناة؟

- طبعاً.. أنس الفقى كان يكلمنى كثيرا، ويملى على طلباته، لكننى كنت أرفض تنفيذها، وهذا سبب مشاكل كثيرة بينى وبينه، لأننى عمرى ما سمعت كلامه، وأتذكر أنه اتصل بى بعد حلقة «الحياة اليوم» عن الثورة التونسية، التى انفردنا فيها بخبر هروب الرئيس السابق بن على، قال لى: إنت مالك مكبر الموضوع كده ليه؟

من 25 يناير إلى 11 فبرير وتنحى الرئيس السابق، هل استقبلت أى اتصال يعترض على محتوى برنامج أو يهددك بإيقافه؟

- مرة واحدة بعد ظهور عمرو أديب، وكلمونى كتير، وطلبوا عدم ظهور عمرو مرة أخرى، لكننى رفضت تنفيذ أوامرهم واستمر «أديب» معنا إلى أن غادرنا بمجرد عودة الأوربت.

وبهذا الماضى الصعب، ما الذى تتوقعه لمستقبل الإعلام فى مصر؟

- بصراحة لست متفائلا، لأننا لا نهتم بملف الإعلام نهائياً، وأسأل المسؤول عن القرار، «إزاى ننزل ماتش من غير رأس حربة، هنجيب اجوان إزاى»؟

لكن المشاهد المصرى يتفاعل حاليا مع القنوات الفضائية الخاصة باعتبارها بديلا لتليفزيون الدولة، فلماذا السعى وراء تطوير التليفزيون وهذه القنوات قائمة بالواجب؟

- من الذى قال إنها قائمة بالواجب، لا أرى نفسى كقناة خاصة قائماً بالواجب، فلا أملك حقوق الدوريات القوية، والرياضة ليست ترفيها بل سياسة مهمة جدا، ولا أستطيع كتليفزيون خاص أن أحل محل تليفزيون الدولة، فهذا ليس دورنا، ولا نملك إمكانيات تنفيذه، كما أن تليفزيون الدولة له مجالاته وأسلحة الريادة التى يجب أن يتفوق فيها، مثل الرياضة والسياسة والدراما والعلاقات الخارجية، فى السياسة نحن كتليفزيون خاص لا نملك إمكانيات «الجزيرة» و«العربية»، أما الدراما فلو استطعت إنتاج مسلسل أو اتنين، «يبقى خير وبركة»، وهنا يبرز دور الدولة فى حماية صناعة مهمة ونشر الثقافة، وللأسف الدولة المصرية تملك أسلحة تركتها طواعية، صحيح أن الإعلام الخاص ساهم فى حالة الحريات الموجودة الآن، لكننى فى النهاية منغلق على نفسى، ولا أهتم بالشأن العربى أو الأفريقى، لأنه فى النهاية لا يدر إعلانات، ونحن نفعل ذلك بوعى تام، لأننا لا نملك إمكانيات هذا، فهى مهمة الحكومة وإعلام الدولة.فلماذا لا نكون فى وعى وفهم السعودية وقطر للإعلام وأهميته.

تتحدث عن الريادة المصرية فى الوقت، الذى تظهر فيه ما يقرب من 15 قناة فضائية جديدة.. هل تستوعب السوق المصرية كل هذه القنوات ببرامجها؟

- السوق لا تحتمل القنوات الخاصة الجديدة، وقد قاربنا على مرحلة الإذاعات الأهلية، فحجم الاستثمارات فى السوق الإعلانية المصرية لا يزيد على 800 مليون جنيه تصل فى أقصى حالاتها إلى مليار و200 ألف جنيه على مدار السنة، وما أراه أن التليفزيون المصرى كان فيه برنامج اسمه «مصر النهارده» تم منع مذيعيه من العمل بحجة أنهم مش أولاد المبنى، ولست ضد هذا المبدأ، لكن لماذا لا يعملون إلى جوار أبناء المبنى، الذين يصلحون للظهور على الشاشة.

كم عدد قنوات «الحياة» حاليا؟

- الحياة العامة والحياة 2 ومسلسلات وسينما، وأخذنا 3 رخص بقنوات جديدة كلها عامة، من بينها قناة «المصرى»، وهى قناة عامة ليست مملوكة لحزب الوفد، ولا تعتبر قناة حزبية كما يشاع عنها.

لماذا لا توجد بين هذه القنوات قناة للأخبار؟

- لأنها مكلفة جدا جدا.

لكن ما تقدمه من أخبار من خلال برامج القنوات مكلف أيضا؟

- القناة الإخبارية بتكلفة السوق الإعلانية فى مصر كلها، وهى فى الأساس من مهام إعلام دولة، يجب أن يكون للدولة قرار ونية لصناعة إعلام قوى، الإعلام صناعة استراتيجية، ويجب أن توفر له الدولة إمكانيات حقيقية، «مش نشحت الرواتب».

لكننا بالفعل نملك قناة إخبارية مصرية تابعة لتليفزيون الدولة، لكنها لم تصنع هذه الحالة.. فما الحل؟

- للأسف هى موجودة لكن دورها غائب، بسبب السفه والإدارة غير العلمية، وأعتقد أن الإدارة الحالية مصرة على أن تواصل هذا التخبط، وأعتقد أيضا أن النظام قرر الانسحاب وعدم وجود إعلام رسمى قوى، أزمة الإدارتين الحالية والسابقة أنهما تسيران فى اتجاهين متضادين، ولم تراع أيهما مصلحة الإعلام الحقيقية، لذا لم يحقق إعلام الدولة أى نجاح يذكر فى نسب المشاهدة أو الأرباح.

قلت لى من قبل إن من ضمن طموح «الحياة» إطلاق قناة للشأنين العربى والأفريقى.. أين هى؟

- ظروف السوق الإعلانية بعد الثورة أجلت كثيراً من مشروعاتنا، ومنها قناة الشأنين الأفريقى والعربى.

إذن لماذا تتوسع «الحياة» فى برامجها رغم أن السوق الإعلانية تضيق؟

- لا يمكننى السكوت أمام هوجة القنوات الجديدة، حيث تخرج بعض الكيانات من السوق مثل التليفزيون وكيانات تدخل مثل القنوات الجديدة، وأحاول أن آخذ من هذه السوق.

بعد الأحداث الطائفية الأخيرة، هل سنجد قنوات شيعية ومسيحية وسنية وسلفية؟

- نحن مقبلون على هذا وبقوة، لعدم وجود قانون يحكم القنوات الخاصة، وللأسف ما ينظم العمل الفضائى قانون عفا عليه الزمن، أصدره اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهو قانون 13 لسنة 79، حيث صدر عندما كان الإعلام فى مصر كلها قناتين، الأولى والثانية، وطالبت كثيرا قبل الثورة بوجود قانون ينظم العمل الفضائى، وأصبحت المطالبة ملحة ومنطقية وضرورية بعد الثورة، خاصة أن الإعلام الرسمى عودنا على انحيازه للنظام قبل الثورة، وها هو يمارس فعلاً غير مهنى بعد الثورة بأن ينحاز أيضا ضد النظام، «وده اللى ودا الإعلام فى داهية بعد ثورة 52»، مافيش حاجة اسمها إعلام ثورة، الإعلام مهنية وحقيقة.

لكن مصر لم تتمتع بهذا الإعلام من قبل، بل كان إعلام منابر؟

- على الأقل هذا لم يحدث فى «الحياة»، لأن المذيع ليس قاضياً وهذا ليس دور الإعلام لا قبل الثورة ولا بعدها ومن يقل عكس هذا يبقى مش فاهم.

ألست قلقاً من أن يتغير هذا بعد انضمام معتز الدمرداش لـ «الحياة؟

- سبق أن عملت مع معتز، وللأمانة يملك خلفية إخبارية قوية جدا، وهو مذيع مهنى للغاية، لا يقع فى أخطاء ولا يقول رأيه على الهواء.

عندما تختار بين نجوم التقديم التليفزيونى.. ما المعايير التى تحكم اختيارك لهم للعمل فى الحياة؟

- المهنية العالية، وأعترف بأننى منذ فترة اخترت مذيعاً فقط من أجل الإعلانات، رغم عدم رضائى عن أدائه، المهنية هى الأساس، حتى لا أجد مذيعاً يُحرج إدارة قناته على الهواء، فضلاً عن أننى أراهن دائماً على المحتوى، لأن النجوم تزول ويبقى «لوجو» القناة.

بالنسبة للنجوم التى ستزول.. توجد شائعات بالاستغناء عن رولا خرسا، وأن وجودها ورحيلها لهما علاقة بوجود عبداللطيف المناوى فى منصبه ورحيله عنه؟

- لا وجود رولا له علاقة بالمناوى ولا غيابها إن حدث سيكون له علاقة به، رولا خرسا نجمة لها تجاربها السابقة فى التليفزيون، وبرنامجها على الحياة عمره عامان، للأسف لم يحقق نسبة المشاهدة المرجوة وفقاً لبحوث المشاهدة التى أعتمد عليها فى تقييم البرامج، وسينتهى عقدها فى نهاية مايو الجارى، وقتها سنجلس معاً لبحث تطوير البرنامج.

بمناسبة بحوث المشاهدة، «الحياة» تقول إنها رقم واحد، وبرامج أخرى تقول إنها رقم واحد على الإنترنت، وثالثة تقول إنها الأكثر جماهيرية.. من الذى يطلق هذه المسميات؟

- أولاً هى حرب إعلانات، لكن موقف الحياة منها واضح وسليم، لأن من منحنا رقم واحد بالمقارنة بكل البرامج والقنوات هو شركات أجنبية متخصصة فى مجالات بحوث المشاهدة.

■ 4 برامج «توك شو» فى «الحياة» أليس كثيراً على مشاهدها؟

- إنها نظرية تسويق عالمية، لأنى باخد من التوك شو التانى، ونجوم التوك شو إذا لم يعملوا فى الحياة سيعملوا فى غيرها من القنوات، وقتها سينافسوننى، فلماذا لا أنافس نفسى؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية