قصفت الدبابات السورية بلدة حدودية, الأربعاء, لليوم الرابع على التوالي, في استمرار للحملة العنيفة التي تشنها قوات الأمن لإخماد الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد, في وقت صعد فيه الغرب ضغوطه على دمشق من أجل وقف قمع المحتجين.
ودخلت القوات السورية بلدة تلكلخ السبت بعد يوم من مظاهرة ردد المحتشدون فيها الهتاف الذي ساهم في إسقاط رئيسي كل من مصر وتونس وهز سلطة حكام آخرين في منطقة الشرق الأوسط «الشعب يريد إسقاط النظام».
واستنكر الغرب, الذي حسن علاقاته بالأسد خلال السنوات الثلاث الأخيرة بعد أن حاول فرض عزلة دولية عليه إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري, استخدام القوة لقمع الاضطرابات, وحذر من أنه يعتزم فرض عقوبات على مسؤولين سوريين كبار.
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان إن حملة الأسد أسفرت عن استشهاد 700 مدني من المحتجين على الأقل.
وتلقي الحكومة السورية باللائمة في أغلب أحداث العنف على جماعات مسلحة يدعمها الإسلاميون, وتحركها قوى أجنبية, وتقول إن اكثر من 120 جنديا ورجل شرطة قتلوا.
وقال أحد سكان تلكلخ متحدثا عبر هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية: «مازلنا دون ماء أو كهرباء أو اتصالات».
وذكر أن الجيش يقتحم المنازل ويقوم باعتقال الناس لكنه ينسحب من الأحياء بعد الغارات. وأضاف أن بعض العائلات «تقاوم وتفضل الموت على الذل».
ومنعت سوريا معظم المؤسسات الصحفية الأجنبية من العمل على أراضيها مما جعل التحقق من الأنباء أمرا صعبا.
وقالت الناشطة البارزة رزان زيتونة: إن الجيش السوري وقوات الأمن قتلوا 27 مدنيا على الأقل خلال ثلاثة أيام من الهجوم الذي تدعمه الدبابات.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن ثمانية جنود قتلوا يوم الثلاثاء في تلكلخ وفي درعا بالجنوب حيث اندلعت الاحتجاجات قبل شهرين.
وقال مقيم في تلكلخ إن المدفعية والأسلحة الآلية الثقيلة قصفت الطريق الرئيس المؤدي إلى لبنان خلال الليل وكذلك حي الأبراج المجاور الذي تسكنه أقلية من التركمان والأكراد.
وأضاف: «معظم سكان تلكلخ فروا, بعض الباقين حاولوا الفرار إلى لبنان لكن القصف كان شديدا جدا»، مشيرًا إلى أن «سكان الأبراج وجهوا نداء إلى (رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان) طلبا للمساعدة. لكنهم كالغريق الذي يتمسك بقشة». وقال أردوجان الأسبوع الماضي إن ألف شخص «قتلوا» في الاضطرابات التي تشهدها سوريا وتعالت مؤخرا نبرة انتقاده للأسد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه, أمس الثلاثاء, إن فرنسا وبريطانيا على وشك جمع تسعة أصوات داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتأييد قرار ضد سوريا لكن روسيا والصين هددتا باستخدام حق النقض.