أعلنت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، تلقى «المجلس» قرابة 50 ألف تواصل من الأطفال والأهالي ضمن حملة «أنا ضد التنمر»، موضحة أن خدمات المشورة المتعلقة بتعرض الأطفال للتنمر كانت بمعدل ألفين اتصالاً يومياً.
وأضافت «العشماوي»، في مؤتمر صحفي عقدته، الإثنين، في متحف الحضارة المصرية شارك به السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج وممثلي وزارة التربية والتعليم وهيئة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، والاتحاد الأوروبي، أن «الحملة» حققت تفاعلاً كبيراً غير مسبوق على جميع الأصعدة، وأن خط نجدة الطفل «16000»، استقبل قرابة 30 ألف اتصالاً، كما تم التواصل بمعدل 20 ألف تواصل عبر صفحات التواصل الاجتماعي على «فيس بوك» التابعة لـ«المجلس».
ولفتت أمين «الطفولة والأمومة» إلى أن الأطفال تحدثوا لأول مرة بكثافة عن مدى معاناتهم النفسية من آثار التنمر سواء كانوا متنمرا بهم، أو شاهدوا زملاء لهم يتنمر بهم بشكل أو آخر، مضيفة: «وهذا ما دفعهم إلى التحدث بل واقتراح توصيات محددة، وطلب المشورة شعورهم بأنهم وقفوا عاجزين عن مساعدة أصدقائهم ضحايا التنمر نظراً لخوفهم من المتنمر وعدم توفر المعرفة بآليات المساعدة في هذه المواقف المحرجة جداً لهم كما ذكروا!».
وأوضحت أن «الحملة» نظمت في سياق برنامج «التوسع في الحصول على التعليم وحماية الأطفال المعرضين للخطر في مصر» الذي ينفذه المجلس القومي للطفولة والأمومة بدعم من الاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع يونيسف مصر، وهو برنامج محوري ترتكز مساراته على أطر مؤسسية وتنفيذية لدعم آليات حماية الأطفال من كافة أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة.
وواصلت: «نعتبر الفاعلية اليوم هي بداية للجهود الوطنية المأمولـــــة لمناهضة مشكلة» التنمر«كنمط من أنواع العنف، والإساءة النفسية والمعنوية لأطفالنا، ونجدد جميعاً التزامنا بوقف جميع أشكال العنف ضد الأطفال كحق أصيل التزمت به الدولة في الدستور وقانون الطفل، وكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية التي وقعت عليها مصر.»
واستطردت: «نأمل أن يكون التحرك المستقبلي هو خطة محددة الأهداف للاستجابة للتحديات التي يواجهها أطفالنا وفقاً لما ورد من الأطفال أنفسهم».
وأردفت: «تستهدف الحملة الآباء والأمهات والمدرسين والعاملين مع ولأجل تنمية وحماية الأطفال، حيث يتم التوعية من خلال الحملات الإعلانية والتنويهات، وموقع التواصل الإجتماعي بأنماط التنمر، وخطورته وآليه المشورة وهي خط نجدة الطفل 16000 ويتم يومياً الاستماع إلى تجارب وممارسات تعرض فيها الأطفال للتنمر أثرت فيهم، ويشاركهم الإخصائيون الاجتماعيون والنفسيون بالتحاور، وتقديم المشورة النفسية، والمساعدة لتخطي المشاكل، وتشجيع الأطفال، وأسرهم على التحاور ونبذ ثقافة الصمت التي تؤدي إلى تفاقم المشكلة».
وقالت أمين «الطفولة والأمومة»، إنهم يأملون أن تصل الرسالة المأمولة من الحملة لحماية الأطفال من التنمر كأحد أشكال العنف وسوء المعاملة، والإهمال من أجل جيل من الأطفال متوازن نفسياً، مسلح بالمعرفة والمعلومات التي تمكنه من حماية نفسه وأصدقائه، واعيا بحقوقه التي تكفلها له الدولة، قادراً على التحدث والإبلاغ عن خطر أو إساءة تضر بصحته النفسية.
ووجهت «العشماوي» الشكر للاتحاد الأوروبي داعم هذه الحملة وليونيسف مصر والفنان أحمد حلمي والفنانة منى زكي سفراء النوايا الحسنة ولكل من بادر بالمشاركة في دعم الحملة من الشخصيات العامة، كما وجهت الشكر للعاملين بخط نجدة الطفل بالمجلس حيث واجهوا العديد من التحديات بصبر وإخلاص للاستجابة لكافة الاتصالات والمشكلات التي وردت على خط نجدة الطفل 16000.
من جانبها، قالت الدكتورة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، انها تدعم بقوة هذة الحملة، مؤكدة هناك العديد من الأطفال العائدين من الدول الخارجية يتعرضون للتنمر حال التحاقهم بالمدارس.
وقدمت الشكر لجميع الجهات المشاركة وعلى رأسهم الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والامومة، وممثلى اليونيسيف والاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن الحملة حققت نتائج إيجابية سواء للطلاب أو أولياء الأمور.
وقال السفير إيفان سوركوش، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر:«أطفال مصر وشبابها هم أحد أهم ثروات البلد والتي يجب تنميتها. ويشارك الاتحاد الأوروبي الحكومة المصرية وشركاء التنمية الأساسيين في بذل الجهد لضمان وصول كافة البنات والأولاد لتعليم جيد وبيئة خالية من كافة أشكال العنف».
ونوّه إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد دعم سلسلة من الجهود القوية في إطار حملة «أولادنا» في ٢٠١٦، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين ويونيسف، وذلك لمعالجة قضايا مهمة مثل التربية الإيجابية، والتنمر الإلكتروني.
وأضاف السفير سوركوش: «الآن وبدعم من الاتحاد الأوروبي للحملة القومية لمناهضة التنمر، يسعدنا أن نرى ما أثارته من نقاش مجتمعي عام رافض للتنمر كأحد أشكال العنف الذي يواجه الأطفال».
وبالإضافة إلى تنويهات الحملة التي تصل إلى الملايين عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وتشجع المجتمع على اتخاذ موقفاً ضد التنمر، تقوم العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لشركاء الحملة بنشر المحتوى التوعوي للحملة تحت الهاشتاج #أنا_ضد_التنمر. وقد مثلت الحملة منذ إطلاقها إلهاماً للملايين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينهم الأطفال والآباء والمدرسين والشخصيات العامة، لأن يتفاعلوا مع الهاشتاج، ويشاركوا قصصهم الشخصية وحلولهم والتزامهم بالقضاء على التنمر. وقد اضطلعت عدة كيانات من القطاع الخاص بمسؤولياتها المجتمعية ودعمت الحملة بنشر رسائلها التوعوية من خلال منصاتها المختلفة، ومن بينها عدد من الشركات الخاصة.
من جانبه، صرح الدكتور محمد عمرو، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لشؤون المعلمين، «بأن استعداد المجتمع لتبني التغيير السلوكي الإيجابي يتجلى من خلال التفاعل العام والواسع النطاق مع الحملة. ونحن نقدر التوصيات والمبادرات العامة، وسنواصل العمل مع جميع الشركاء لضمان تفعيل آليات مواجهة التنمر في المدارس، والتصدي له بشكل كامل.»
وصرح برونو مايس، ممثل يونيسف في مصر: «نجاح الحملة من خلال وصولها لأكثر من 55 مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، والعدد الكبير من الوسائل الإعلامية التي تناقش قضية التنمر، ومن خلال التفاعل مع خط نجدة الطفل الذي يساهم في تعزيز الوعي واستيعاب الطلب العام على مواجهة التنمر، كلها مؤشرات ملهمة» وأضاف: «لكن ما يظهر نجاحنا المشترك في هذه الحملة هو رؤية العلامات الأولى للتغيير الإيجابي: عندما يتصل الأطفال بنا، أو ينشرون على وسائل الإعلام الاجتماعية معتذرين لأقرانهم الذين ارتكبوا التنمر تجاههم، وعندما يشارك المعلمون أفكارهم حول المبادرات والالتزامات لوقف التنمر في الفصول، فكل هذا يعني أن موقف المجتمع تجاه هذا السلوك العنيف في سبيله للتغير».
وفى النهاية عرض عدد من الأطفال تجاربهم في التعامل مع زملائهم حال تعرضهم لـ«التنمر».