مع بزوغ شمس أول يوم دراسى من العام الجديد يستيقظ طلاب وتلاميذ جزيرة «جبر» التابعة لمركز نقادة جنوب قنا فى الساعات المبكرة للتجهيز للذهاب للمدرسة التى تبعد عدة كيلومترات عن الجزيرة النيلية التى يعيشون بها والتى يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 10 آلاف نسمة.
ويرتدى التلاميذ الملابس الجديدة ليبدأوا رحلة العذاب التى تتمثل فى استقلال «مركب الموت» كما يطلق عليه الأهالى للوصول إلى الشاطئ ومنه للمدرسة ويواجهون الموت والغرق يوميا بسبب عدم وجود «معدية» لنقلهم.
وروى عبدالبديع على، موظف، أحد سكان الجزيرة، أن «جبر» تقع فى وسط النيل وبها كافة الخدمات ولا توجد بها مدارس وتبعد ما يقرب من 2 كيلومتر عن الشاطئ وتضم ما يقرب من 300 أسرة بإجمالى 10 آلاف نسمة، موضحا أنه يعيش بها ما يقرب من 150 طالبا وطالبة بمختلف مراحل التعليم.
ولفت إلى أن «المركب الخشبى» أو ما يسمى «السمبك» هو الوسيلة الوحيدة لنقل الطلاب للشاطئ للذهاب لمدارسهم المختلفة، مما يمثل خطورة كبيرة على هؤلاء الطلاب حيث إنهم معرضون للغرق فى أى وقت.
وأوضح أسعد جاد، أحد السكان، أن هناك حالات كثيرة تعرضت للغرق والوفاة بسبب غرق وانقلاب المركب أثناء نقل المواطنين والطلاب فى الأعوام السابقة، مشدداً على معاناة سكان الجزيرة بسبب عدم وجود وسيلة سوى المراكب لنقل الأهالى والتى يصل عددها إلى أكثر من 50 مركبا، وطالب الحكومة ومحافظ قنا بتوفير«معدية» تابعة للمحافظة أو مجلس المدينة وتخصيصها لنقل الطلاب والسكان من الجزيرة للشاطئ للحفاظ على الأرواح، وخاصة التلاميذ.