x

«الفاو» تعد خارطة طريق لتطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور في مصر

السبت 22-09-2018 11:02 | كتب: متولي سالم |
نخيل - صورة أرشيفية نخيل - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أعدت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» خارطة طريق للنهوض بزراعة النخيل وإنتاج التمور في مصر، التي اعتمدت على أن تطوير جودة المنتج يبدأ من المزرعة ويعد الأساس للتسويق الفعّال، وتشجيع زراعة الأصناف الملائمة والمقبولة للأسواق الخارجية، وتوجيه الإنتاج نحو أكثر الأصناف ملاءمةً للأسواق العالمية.

وشددت خارطة طريق الفاو على أنه لابد أولا من الاختيار الجيد لهذه الأصناف، ويجب أن يكون الاختيار مبنياً، من بين أمور أخرى، على اختبارات الاستهلاك، والقدرة الفنية للثمار التي ستخضع للتصنيع، وكذلك المظهر الخارجي للتمر (اللون، وانفصال القشرة.. إلخ)، وقابلية حِفظه ومقاومته للتلوُّث بواسطة الحشرات سوف يكون من المُفيد مُشاركة بعض الشركات المستوردة على النطاق الدولي في اختيار الأصناف.

من جانبه، قال الدكتور حسين جادين، ممثل منظمة الفاو في مصر، إنه يتم اختيار أصناف التمور من بين الأصناف النصف جافة ويشترط أن يلبي اشتراطات الطلب للأسواق الخارجية بشكل كبير من حيث الجودة واللون، ويمكن هنا التفكير في صنف السيوي والمجدول الذي تم ادخاله بأعداد كبيرة (600 ألف نخلة نسيجية لعدد من الأصناف المتميزة على رأسها صنفي البرحي والمجدول قابلة للزيادة في خلال الخمس سنوات القادمة وقادرة على أن تلبي الأحتياجات التوسعية من هذا الصنف عن طريق الفسائل).

وأضاف «جادين»: «بعد اختيار الأصناف لابد من تقديم الدعم الفني لزراعة الأصناف المختارة (اختيار المناخ المناسب لكل صنف مع الالتزام بالخريطة الصنفية) مع تقديم المساعدة للزراعات الجديدة، وبذل مجهود كبير لتأهيل وتحديث المزارع القديمة ويمكن أن يتم ذلك عبرتأهيل عدد من المزارع في كل مركز أو واحة حيث تعوض الأصناف الرديئة بالأصناف المختارة وتعدل مسافات الزراعة لتحسين تخطيط الحقل ويجهز الحقل بشبكة ري حديثة. هذه المزارع من شأنها أن تعطي المثال للمزارعين الآخرين.

واقترح «جادين» إنشاء مجمع وراثي لأهم الأصناف الواعدة على مستوى التسويق المحلي والدولي ( سيوي /صعيدي – ملكابي –برتمودا- حياني – صقعي – سكري- مجدول – برحي) يكبر فيما بعد ليشمل كل الأصناف ويلعب دور بنك للجينات الخاصة بالنخيل. ولابد ايضا من التفكير في إنشاء مجمع وراثي لأجود الفحول في كل منطقة من مناطق إنتاج التمور.

وشدد ممثل الفاو على أهمية تشجيع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والعناية بها، وهذه المشروعات من شأنها أن ترفع مستوى دخل المزارع الصغير، وتشجيع الاستثمار في مجال التمور ووضع طلبات مناطق إنتاج وتصنيع التمور على خريطة الاستثمار المصرية لتوجيه المستثمرين للاستثمار في هذا المجال.

ولفت «جادين» إلى ضرورة تنفيذ برنامج متكامل لمكافحة الآفات التي تصيب التموروالنخيل، ويحتوي البرنامج على الأنشطة التالية:

- أن يفعل ويعمم على كل الواحات ومناطق الانتاج الأخرى برنامج المكافحة الحيوية الذي يستخدم إدخال الحشرات التي تفترِسُ الحشرات الضارة، ونخص بالذكر منها استخدام التريكوجراما. والمعالجة بالمنتجات الحيوية الجديدة المتوفرة في السوق العالمي والتي تعتبرُ نتائجها مشجِّعة للغاية.

- استخدام المصائد الفرمونية (Pheromone)، والتي يُهدَفُ منها إلى تقليل أعداد بعض الطفيليات في بساتين النخيل عن طريق المنتجات الجاذبة لتلك الحشرات وخاصة لمكافحة الحميرة.

- تغطية العذوق بشباك ذات فتحات صغيرة جداً لمنع اختراق الحشرات لها ومنع وصولها إلى الثمار. أعطت هذه الممارسة فعاليةٍ كبيرة في دول أخرى منتجة للتمور، وقد قلَّلَ كثيراً من معدل الإصابة بالآفات وأدى إلى تحسين نوعيّة المُنْتَج.

- النظافة المُنتظمة للمزارع، لتخفيض نسبة تلوُّث التمور بالجراثيم. ويشمل مجهود التنظيف التوجه للتخلص من الجريد والسعف الجاف وذلك بطحنه والحث على إنشاء وحداتٍ لإنتاج السمادٍ العضوي واستخدامه لتسميد مزارع النخيل.

- الحد من استخدام المعالجة الكيميائية للتموروالمضرة بالبيئة والمستهلك والتشجيع على التبخير داخل المزرعة من أجل منع الاصابة بالحشرات (مع مراعاة وسائل السلامة الضرورية)

- لابد من اشراك الجامعات والبحث العلمي في انجاح برامج المكافحة المتكاملة لآفات النخيل والتمور

- تشجيع إنشاء شركات الخدمات المتخصِّصة في الأنشطة الزراعية الخاصة بالنخيل: مثل التلقيح، والصيانة، وجَنْي محصول التمر. ويمكن أن تشغل هذه الشركات عمال من الشبان المتدربين على تسلُّق أشجار النخيل والقيام بالتجهيزات اللازمة قبل فرز وتصنيف التمور.

- تشجيع مشاركة المصانع ووحدات التعبئة وكبار التجار في إنشاء شراكة مع المزارعين تكون مبنية على المصالحِ المُتبادلة، وبذلك يسود التكامل والوصول للجودة المرغوبة من المشتري. وهذا التمشي يجعل المزارع على عِلمٍ بمتطلبات السوق. ويمكن أن يكون لكل مصنع عدد من المزارعين يتعامل معهم ويطورمعرفتهم بمتطلبات السوق وتعتبرُ هذه المشاركة مهمةٌ لأن الأولوية التجارية في الوقت الحالي تُركِّزُ على معرفة المُنْتَج.

وفيما يتعلق بالتوجه نحو نظام الزراعة العضوية للنخيل أكد ممثل الفاو في مصر ان نظام الزراعة العُضويَّة يمنح المُنْتج قيمةً مُضافة ويكون ميزة لتسويقه في الأسواق الخارجية والتي تميلُ أكثر فأكثر نحو المنتجات ذات الصفة الطبيعية التي تحترم البيئة. ويوصى بانشاء هذا النظام خاصة في المزارع الكبيرة والحديثة كخطوة أولى في نشر هذا النظام المهم والمجدي وذلك بالتعاون مع المعمل المركزي للزراعة العضوية.

وأوضح «جادين»، ان نظام «جلوبل جاب Global-gap»: من أجل الوصول للأهداف المرسومة للتصدير في هذه الاستراتيجية يقترحُ أن تمتثل المزارِع الكبيرة لتطبيق الممارسات الزراعية السليمة المطلوبة من قبل نظام «جلوبل جاب Global-gap»، ويتم توثيق هذا الامتثال بشهادة، مما سيشكلُ دفعاً قوياً للمبيعات، مشيرا إلى إن «جلوبل جاب» هو نظام مطلوب من قبل عدد كبير من كبار المستوردين الأوربيين والمخازن التجارية في العالم، ويهدف إلى حماية البيئة واحترام الحماية الاجتماعية؛ ويوصى خاصة بضرورة الالتزام بمتطلباتها. خاصة أن جهات إصدار الشهادةِ ومكاتب استشارات البحث الموجودة في مصر مخوَّلة للبدء في هذا النظام والقيام بالتصديق اللازم لها.

وشدد ممثل الفاو على أهمية تطوير دقة البيانات الاحصائية من خلال اتخاذ القرارات الملائمة لتطوير قطاع التمور والإعتماد على بيانات إحصائية دقيقة تخص المساحة والإنتاج، تمكن مصنعي وتجار التمور من اتخاذ الخيارات الإستراتيجية الصحيحة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية