نفى عمرو واكد ما تردد مؤخراً حول انسحابه من الوفد المصرى المشارك بمهرجان «كان» السينمائى بفرنسا، وقال عمرو خلال تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» من داخل الجناح المصرى: لم أنسحب، بدليل أننى أجلس فى الجناح المصرى الآن أنسق مع زملائى السينمائيين الذين حضروا هذا العام، وفى مقدمتهم الفنان محمود عبدالعزيز ويسرا ومنى زكى وأحمد حلمى، لنتفق على ما ينبغى عمله من أجل إظهار مصر بالصورة المشرفة أمام العالم.
أضاف: هناك وسائل إعلام تحترف التحريف، أنا لم أنسحب طبعاً، أنا فقط قررت عدم الصعود للسجادة الحمراء مع فريق فيلم «18 يوم» لأننى لدىَّ وجهة نظر مفادها أن المشاركة المصرية هذا العام لها أبعاد سياسية تتعلق بنجاح الثورة المصرية، وبالتالى ليست هناك براعة سينمائية تستوجب صعودى للسجادة الحمراء، والحقيقة أننى أعتقد أن أى مشاركة بعيدة عن المسابقات الرسمية للمهرجان تعد مشاركة ثانوية وهو ما حدث معنا هذا العام وهو أيضاً ما اعتبره مشاركة لا تليق بتاريخ السينما المصرية، والذى يمتد لأكثر من مائة عام مضت، وهذا موقفى بكل وضوح أعلنه بصراحة، والكل يعرف عنى أننى لا أحب تزيين الكلام أو صبغه بغطاء من الدبلوماسية، فقد سبق أن خرجت فى مظاهرة فى عهد مبارك وقلت: «يسقط مبارك» وكان وقتها رئيساً فى عز قوته والمعارضون له من الفنانين كانوا قليلين للغاية، ولكن بمدد من الله تحولت هذه المظاهرة إلى ثورة وأطاحت بالنظام الفاسد.
عمرو وجه لوماً شديداً لبعض زملائه فى فيلم «18 يوم»، الذين وجهت إليهم انتقادات لمشاركتهم من قبل فى حملات دعائية لـ«الحزب الوطنى» ولم يدافعوا عن أنفسهم، وقال عمرو: أقصد الآن مروان حامد تحديدا وهو صديق لى، وهو أيضاً الذى رشحنى للمشاركة فى هذا الفيلم والتبرع بأجرى لنشعر بأننا نقدم شيئا لمصر ووافقته على الفور، ولا أنكر أنه كان معى فى ميدان التحرير يؤيد الثورة ويطالب باسقاط النظام، لكن موقفه من الانتقادات التى وجهت له بسبب مشاركته من قبل فى حملات لـ«الحزب الوطنى» لم يعجبنى مطلقا.
أضاف عمرو: هناك ممثلون أكبر من مروان بكثير تعرضوا لمشاكل أكبر، لأنهم كانوا مؤيدين للنظام السابق على طول الخط، ومع ذلك ظهروا للناس واعتذروا واعترفوا بخطئهم القديم ومرت بالتالى أزمتهم بسلام، وكان على مروان حامد أن يتحلى بالشجاعة ويعتذر للناس عن مشاركته السابقة فى حملات مؤيدة لـ«الحزب الوطنى».
أكد عمرو أنه أوشك على الانتهاء من تصوير فيلم روائى طويل مع المخرج إبراهيم البطوط، قائلاً: «يتبقى أمامنا أسبوع تصوير وكان الاسم المؤقت للفيلم هو «الشعب يريد»، لكن اتضح أن هذا الاسم محجوز لعمل آخر، لذا نبحث حاليا عن اسم بديل، وقد عقدنا الاثنين اجتماعا تنسيقيا مع مؤسسة «ال دوفرانس» وهى بمثابة مركز السينما بفرنسا، وعرضوا علينا دعم إنتاج وتوزيع الفيلم فى أوروبا، ونحن نبحث معهم هذه الاتفاقات حاليا، والفيلم إنتاج مشترك بين 3 جهات هى: «زاد للانتاج الفنى» (وهى شركتى) وشركة عين شمس للإنتاج وشركة أروما، ويتحدث الفيلم عن معاناة المصريين من النظام السابق ووقوفهم فى وجه الظلم حتى سقط النظام.
وعلق عمرو على الانفلات والفتن التى تشهدها مصر الآن فقال: «هناك أيادٍ خفية تريد أن تقتل البلد حتى يقول الناس إن عصر مبارك كان أرحم من عصر الثورة، وأعتقد أن الشرارة الأولى لتلك الفتن تكون بمؤامرة ومدبرة ثم تترك فى بيئة مناسبة لتزداد نيرانها بشكل عشوائى، واقترح على المجلس العسكرى تكوين مجلس مدنى لإدارة شؤون المدنيين حتى نخرج من هذه الأزمة، والجيش لديه مهمة وطنية أكبر هى حماية حدود البلاد.
وربط عمرو بين ما يحدث الآن وبين قرار إلغاء مهرجان القاهرة السينمائى المقبل، قائلاً: إلغاء المهرجان شىء مؤسف جداً لكنه اضطرارى، وفى تقديرى أن الإلغاء يعنى أننا فقدنا القدرة على السيطرة وهذا الوضع خطير ويجب وضع حل عاجل له وأتمنى ألا يؤثر الإلغاء على مستوى مهرجان القاهرة، فهو من أكبر 11 مهرجاناً ويتم تصنيفه بأنه من مهرجانات الدرجة الأولى، أرجو ألا ينخفض درجة بسبب إلغاء الدورة المقبلة.