استهل الدكتور فؤاد النواوي، وزير الصحة والسكان، أولى جولاته الميدانية بزيارة ٣مستشفيات في القاهرة والجيزة هي «العجوزة» و«الهلال» و«أحمد ماهر»، تفقد خلالها الحالة الصحية لعدد من مصابي الثورة والمرضى.
وقال في تصريحات صحفية على هامش الجولة: «إنه سيلتقي وزير الداخلية، غدًا الإثنين، لمناقشة الخطة الأمنية لتأمين المستشفيات من الداخل والخارج، حتى يتمكن الفريق الطبي من ممارسة عمله بأمان».
وأضاف أنه ملتزم بتنفيذ جميع القرارات «الحكيمة»، التي اتخذها الوزراء السابقين، وأن رئيس الوزراء قرر تعيين مساعدين لوزير الصحة، يختصون بعلاج مصابي الثورة وأسر الشهداء، وآخر للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، لافتًا إلى أن تدهور المنظومة الصحية في مصر منبعه القصور الإداري والمادي، مشيرًا إلى أن وزارته ستعمل خلال الفترة المقبلة على تنمية الموارد وترشيد الإنفاق.
وأشار إلى أنه سيتم ترشيد الإنفاق في العلاج على نفقة الدولة، لزيادة الإنفاق على العلاج المجاني في المستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن العلاج على نفقة الدولة قد تم تطويره، إلا أنه «يوفر العلاج لفئة محدودة وفي أمراض معينه فقط، ولكن غالبية الأمراض لا تخضع لهذا النظام، ولذلك لابد من دعمه»، وناشد المجتمع المدني بدعم العلاج المجاني، مؤكدًا أن اختفاء العلاج على نفقة الدولة سيقابله تحسن ملحوظ في العلاج المجاني.
من ناحية أخرى، قال وزير الصحة إن ثقة المريض في الخدمات الطبية، التي تقدم له داخل مصر قد اهتزت، «بسبب سفر المسؤولين للعلاج بالخارج»، بالإضافة إلى بعض المواطنين، رغم توفر العلاج في الداخل، مما تسبب في تأخر تدريب الأطباء وتجهيز المستشفيات، كما أن مصر تعاني من ضعف التمريض، بسبب «النظرة المجتمعية المتدنية» لهذا القطاع، مشيرًا إلى أن هناك حوافز ومكافآت وتدريبًا ينتظر التمريض لتحسين أدائهم، وعدم الاعتماد على العلاج في الخارج، لافتًا إلى أن تلك الفئة مظلومة.
وفي مستشفى «الهلال» قابل الوزير، محمد سيف النصر شامي، مصاب بطلق ناري في الفخذ اليمنى يوم 29 يناير في دمنهور، وهو فكهاني ومقيم في مستشفى الهلال منذ 9 يوليو الماضي، حيث خضع إلى 4 جراحات فى دمنهور والقاهرة، وأكد أنه يلقى رعاية طبية جيدة، ووعده الوزير بمساعدته إلى أن يعود إلى حياته الطبيعية مرة أخرى.
والتقى خلال زيارته مستشفى «العجوزة» بالمصاب على توفيق «28 سنة»، ولديه أربعة أطفال، وكان يعمل باليومية على «خلاط أسمنت»، ولا يوجد له دخل منذ 28 يناير، ووعده الوزير بتوفير وظيفة فور شفائه، سواء عن طريق الحكومة أو القطاع الخاص، كما وعده برد مبلغ 8 آلاف جنيه كان قد دفعها في العلاج قبل أن يصدر قرار بعلاج مصابي الثورة مجانًا.
وأشار وزير الصحة إلى أن مستشفى «العجوزة» استقبل 400 من مصابي الثورة، مشيرًا إلى أن عدد المصابين المتبقين لا يتعدى 14مصابًا، و«لذلك هناك أولوية خاصة لعلاجهم مهما تكلف الأمر، حتى إن استدعى ذلك السفر للخارج»، لافتًا إلى أن هناك 25 مليون جنيه مخصصة للعلاج في الخارج على نفقة الدولة «يمكن توجيهها بالكامل لمصابي الثورة».
وقرر الوزير في مستشفى «أحمد ماهر» التعليمي علاج أحد المرضى المصابين في حادث سير للعلاج على نفقة الدولة فورًا.
من جانبه، قال محمد مصطفى عبد الغفار، مدير مستشفى «أحمد ماهر» التعليمي أنه، لأول مرة في تاريخ المستشفى، تكون مديونية هذا العام صفر، رغم ظروف الثورة، لافتًا إلى أنه هناك ضرورة للفصل الكامل ما بين العلاج على نفقة الدولة والعلاج المجاني، حتى يتم التخلص من عبء حسابات وتجاوزات العلاج على نفقة الدولة والعلاج المجاني.