لفت الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مداخلته خلال افتتاح المستشفى العسكري وعدد من المشروعات التنموية بالمنوفية، إلى أنه بمجرد أن تم الإعلان عن تكفل الدولة بعلاج قوائم الانتظار، تضاعفت الأعداد المشاركة، مشيرا إلى أن التحدي الذي لايزال يواجه تقديم خدمة طبية جيدة هو التمويل.
ودعا الرئيس السيسي المواطنين إلى ربط ما ذكره بشأن قوائم الانتظار بما أشارت إليه وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد في هذا الشأن قائلا: «هل كان حجم المستشفيات التي كانت موجودة في مصر يستطيع علاج كل القوائم التي كانت موجودة بالفعل؟، الإجابة نعم.. إذا لماذا لم يتم علاجهم؟، والإجابة أنه لا توجد فرصة مالية، وعندما توفرت هذه الفرصة استطاعت المستشفيات توفير العلاج.. والدليل على ذلك أن هناك 40 ألف حالة تقريبا تم تجميعها بمجرد أن تم الإعلان عن أن أزمة قوائم الانتظار سيتم علاجها بواسطة الدولة».
وأضاف أننا استطعنا الانتهاء من قوائم الانتظار خلال شهرين ونصف، وكان من الممكن أن ننتهي منها في أقل من ذلك، حيث إن لدينا المستشفيات والأطقم الطبية التي تستطيع أن تقدم الخدمة الطبية.. لافتا إلى أن ما ينقص دائما هو التمويل عند تقديم أي خدمة لعدد كبير من المواطنين.. منوها بأن روح المواطن المصري والأطباء وأعضاء هيئة التمريض يمكن أن تقدم المزيد لحل هذه الأزمة.
وقال الرئيس السيسي: «اسمحو لي أن أتكلم عن فيروس (سي) لأساهم مع وزارة الصحة في الحملة التي نريد أن نقول للمصريين فيها ساعدونا بأن تتقدموا بجدية شديدة وبالتزام في التسع محافظات خلال المرحلة الأولى للحملة.. وسنعطي أنفسنا فرصة خلال شهرين لنطرح ونوعي الناس بما سنفعله وننطلق في أكتوبر المقبل».
وأضاف أنه تم تدشين تلك الحملة حيث إن هذا المرض فتك بأهلنا على مدى الـ50 عاما الماضية، وكان من بينهم مرضى من المشاهير أيضا، إلا أن الله أراد أن يكون هناك علاج لهذا المرض. موضحا أنه طبقا للتخطيط الذي كان موجودا سابقا أن ننتهي من هذا المرض في عام 2024، ولكننا حلمنا بأن نتقدم بالعلاج أولا، ونجحنا في الانتهاء من القوائم الموجودة.. والآن نريد أن نطمئن على كل الفئات فوق سن الـ18 عاما حتى النهاية، فقررنا عمل برنامج قوي للانتهاء خلال سنتين، ليس للتباهي ولكن لنستطيع أن نقول إننا ساهمنا بفضل الله في الشفاء والتغلب والقضاء على هذا المرض».
وأكد الرئيس أن الدولة والقائمين على عملية السمح قامت بكل ما عليها من منظور طبي وعلمي حتى تنجح فكرة المسح الطبي.. لافتا إلى أن هناك جزءا خاصا لنا كشعب، وهو الإصرار، فيجب أن يصر المواطن على الاطمئنان على نفسه وأخذ العلاج عند الحاجة.. موضحا أنه يجب انتهاء عملية المسح والعلاج خلال عامين.
وأعرب الرئيس السيسي عن أمله في أن نخرج من تلك الأزمة خلال المدة المقررة، ونحمد الله على القضاء على هذا المرض في مصر بتضافر جهود الدولة مع مواطنيها.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: «النقطة الثانية التي أرغب في التحدث فيها هي أننا سنقوم بالاطمئنان على شريحة كبيرة للقضاء على فيروس (سي)، فضلا عن الاطمئنان على أبنائنا في الإعدادي والثانوي والجامعة.
وفي هذا الصدد، أؤكد أن الدولة بذلت جهدا كبيرا مع الشركات التي تقدم الكاشف السريع عن المرض لتقديمه بثمن غير باهظ، يتم توفيره في المدارس إذا كان ذلك ممكنا أو في الصيدليات».
وأوضح الرئيس السيسي أن ثمن الكاشف السريع نحو 20 جنيها.. مضيفا «أنه بحيث إذا تم اكتشاف مرض يتم علاجه على الفور، لنستطيع خلال العامين القادمين أن نقول إن مصر لم تعالج فقط مرضى فيروس (سي)، بل أيضا أصبحت أقل من المعايير الدولية.. وبإذن من الله مصر خالية تماما من فيروس (سي)».
ودعا المواطنين إلى المساعدة في الوصول إلى هذا المستوى، مبينا أنه حين نقلل حجم المصابين نقلل أيضا فرص الإصابة للآخرين.. مؤكدا أن فرصة انتقال المرض من الإنسان المريض إلى السليم تزيد، وحين نقلل عدد المرضى فإن أعداد المصابين الجدد تقل بالتبعية.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه لابد من تكريم أطباء المعهد القومي للكبد على مجهودهم في القضاء على فيروس (سي)، مشددا على أنه يجب أن يعلم المواطن أن هؤلاء الأطباء ساهموا في هذا الإنجاز، مع العلم أن أقل تكلفة علاج للمرض في العالم موجودة بمصر، وذلك بفضل عدد كبير من الأشخاص لابد للمواطنين أن يعرفوهم.
وأضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي بالنسبة لقوائم الانتظار الجديدة للحالات الحرجة «أن الدولة مستمرة في تقديم العلاج، ومعنى أن يتجمع 40 ألف مريض خلال شهرين موضوع لابد من دراسته حتى لا نظلم أنفسنا ولا نظلم التجربة.. موجها بدراسة هذا الملف بشكل جيد ثم العرض عليه».
وفي مداخلة لها تعليقا على ذلك، قالت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد: «لدينا فريق عمل يعمل على تنقية قوائم الانتظار، حيث إن بعض الحالات الجديدة التي قامت بالتسجيل كانت مسجلة في الـ17 ألفا و888 حالة على قوائم الانتظار.. مشددة على أن الـ40 ألف حالة في قوائم الانتظار يتم عمل تدقيق لأوضاعهم الصحية».
وتابع الرئيس السيسي: «اتفقنا على القضاء على قوائم الانتظار، ووضعنا رقما سنويا لعلاج قوائم الانتظار، وبهذه الطريقة لا أعتقد أن هذا الرقم يمكن أن يلبي هذا العدد.. ونذكر ذلك حتى يتم التدقيق في الحالات».
وبشأن المستشفيات النموذجية، قال الرئيس السيسي: «لو جعلنا أكثر من مستشفى نموذجية في المحافظة موجودة على أرض الواقع ثم نبني عليها، سيكون أفضل بكثير من رفع كفاءة المستشفيات الموجودة فقط».
وحول الشراكة مع جمعية (الأورمان)، قال الرئيس السيسي: «بالنسبة إلى فكرة الشراكة مع مؤسسة (الأورمان) بشأن مستشفى العديسات في الأقصر، فقد أثبتت هذه الجمعيات أنها تدير بشكل أكثر كفاءة، لذا فقد رأينا أن نقدم نحن المستشفى على أن يتولوا هم إدارة تلك المستشفيات بدلا من أن يدفعوا 400 مليون جنيه لتأسيس مستشفى جديد ثم يقدمون العلاج للناس.
وطالب الرئيس السيسي الجمعيات الأهلية بالمشاركة في تطوير وإدارة المستشفيات الحكومية، موضحا أن لو هناك أكثر من جمعية أهلية مستعدة للمشاركة فسيتم وضع 20 و30 و100 مستشفى كفاءتها 100%، على أن يتم توجيه تكلفة تشغيلها المقررة إلى الخدمة، مع أن تكون إدارة الموضوع للجمعيات المشاركة.
واختتم الرئيس السيسي مداخلته بدعوة رجال الأعمال والجمعيات الأهلية إلى المشاركة مع وزارة الصحة في تطوير المستشفيات الحكومية، لتقديم خدمة طبية ممتازة لأهل مصر.