التقى الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، اليوم بقاعة أحمد لطفي السيد بالجامعة، وفدًا من الطلبة الإيطاليين الدارسين بمركز جامعة القاهرة للغة والثقافة العربية، وذلك بحضور الدكتور فهري شاكر، مدير المركز.
وأعرب «الخشت»، خلال اللقاء، عن سعادته بوجود الطلبة الإيطاليين بجامعة القاهرة، موضحًا انفتاح جامعة القاهرة على الثقافات والحضارات الأخرى.
وأشار إلى رغبته بأن لا يقتصر وجود الطلبة الإيطاليين على دراسة اللغة العربية بجامعة القاهرة من خلال المحاضرات والدروس فقط، بل هم مُطالَبون بالاندماج مع زملائهم من الطلبة المصريين ورفع حواجز التعامل معهم، قائلًا: «إن مصر دولة آمنة قوية وتنعم بالاستقرار».
وأشار رئيس جامعة القاهرة إلى أن توجه مصر منذ أكثر من 200 عام كان إرسال الطلبة المصريين للدراسة بالخارج، لكننا اليوم نتبنى التبادل الطلابي والتعاون الأكاديمي المشترك، مؤكدًا أن جامعة القاهرة تسير في هذا الاتجاه وتقوم باتفاقيات مع جامعات أجنبية لتبادل الطلاب حتى يتعامل الطلبة المصريون مع الثقافات المختلفة وأنماط وحضارات وديانات أخرى، وهو الأمر الذي يساعد على أن يكون لدينا طالب دولي منفتح على الآخرين وعلى الثقافات الأخرى.
وأوضح «الخشت»، مُوجهًا حديثه للطلاب الإيطاليين، أن الله خلق الكون بألوان وأنواع وثقافات مختلفة، فالكون قائم على الاختلاف والتنوع، وهنا لابد من احترام هذا التنوع، فلكل منا بصمة مختلفة في الروح والشكل والفكر، قائلًا: «إن تعلم لغة جديدة يُضيف إلى حياة الفرد، لأن اللغة تعني أفكارا وثقافة وطريقة تفكير وأسلوب حياة».
وقال رئيس جامعة القاهرة، إن إيطاليا جزء من ثقافة دول البحر المتوسط التي تربطها قواسم مشتركة مع هذه الدول، وهي نموذج للتكامل الحضاري وعلامة للحضارة الإنسانية في الآداب والأفكار والثقافة والفنون وطرق الحياة، وهناك شخصيات إيطالية تاريخية كان لها التأثير البالغ في التاريخ البشري، مثل «دافنشي»، و«جاليليو».
وقال «الخشت»، خلال حواره مع الطلاب الإيطاليين، إن المصريين والإيطاليين قد يتعلمون من بعضهم البعض الكثير، فمصر تمثل حضارة عظيمة بها تنوع وأنماط متعددة في الثقافات وطرق الحياة، وكذلك إيطاليا تمثل حضارة عظيمة أيضًا.
وأوضح «الخشت» أن الجامعة الآن تنفتح على جامعات العالم في أوروبا وأمريكا وآسيا، معربًا عن رغبته في وجود درجات علمية مشتركة مع الجامعة الكاثوليكية في إيطاليا، خاصة في ظل سعي جامعة القاهرة إلى إنشاء الجامعة الدولية، القائمة على البرامج المشتركة والدرجات العلمية المزدوجة مع الجامعات العالمية، بهدف الوصول إلى المستوى الدولي والمساهمة في السلام الدائم الذي لن يتم إلا بالوصول إلى درجة كبيرة من التفاهم بين الشعوب والثقافات وتقارب نظم التعليم على النطاق العالمي.