x

أولى تحف مهرجان كان من الأخوين داردينى.. هل يصبحان أول من يفوز بالسعفة للمرة الثالثة؟

الإثنين 16-05-2011 17:59 | كتب: سمير فريد |
تصوير : other

سوف يذكر التاريخ أن الأخوين داردينى هما اللذان وضعا السينما البلجيكية على خريطة السينما فى العالم فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. لقد حققا لسينما بلادهما أول سعفة ذهبية فى مهرجان كان 1999 عندما فاز بها فيلمهما «روزيتا»، بل أصبحا من القلة التى فازت بالسعفة مرتين عندما فاز بها فيلمهما «الطفل» عام 2005.

فى فيلمهما الجديد «الصبى ذو الدراجة» الذى عرض أمس الأول فى المسابقة وصل الأخوان إلى ذروة جديدة فى مسيرتهما الإبداعية، وقدما أولى تحف المسابقة، وربما أكثر أفلامهما عمقاً وتكاملاً. ولا يوجد ما يعوق فوزهما بسعفة ثالثة لأول مرة فى تاريخ أكبر مهرجانات السينما فى العالم طالما أن الفيلم فى المسابقة.

هنا يتجاوز الأخوان أسلوبهما الواقعى إلى آفاق ما فوق الواقع، ويعبران عن رؤية خاصة للحياة والعالم والوجود الإنسانى، ولكن دون تجريد، فالدراما تبدو واقعية (صبى يبحث عن أبيه الذى يختفى من حياته ويودعه فى مركز للمشردين، وعندما يعثر عليه بمساعدة امرأة بسيطة فى منتصف العمر يلتقى معها بالصدفة، يرفضه الأب رفضاً تاماً). ولكن هناك أبعاداً أخرى. ليس هناك دور مؤثر لثقافة المكان أو الزمان المعاصرين، وإنما نحن بين مدينة وغابة، والانتقال بينهما عبر محطة للبنزين (الوقود). والمعالجة معادل موضوعى درامى مثالى للرؤية التى يعبر عنها الفيلم، وتبدو أقرب إلى الحكاية الخيالية التى لا تخضع للمنطق العقلى: رفض الأب القاطع لابنه الذى أنجبه، حب المرأة الجارف للابن الذى لم تنجبه، قتل الصبى لأب وابنه بغرض السرقة وبعثهما من جديد، سقوط الصبى من شجرة عالية وموته وبعثه من جديد.

وفى البعث الثانى للأب والابن اللذين تعرضا للسرقة يتسامح الأب مع الصبى بينما يرفض الابن ويحاول الانتقام، وعندما يتصور الأب أن ابنه قتل الصبى يدعوه إلى الكذب لإنقاذه. وينتهى الفيلم باستجماع كل طاقات الأمل فى عالم غامض ومبهم، وتتواصل حياة الصبى مع المرأة بقوة الحب بينهما.

يعبّر الأخوان داردينى عن رؤيتهما بتمكن شبه مطلق من اللغة، وسلاسة مثل كتابة طه حسين بالعربية، حتى يبدو فيلم «الصبى ذو الدراجة» وكأنه لقطة واحدة صورت فى زمن عرضها (ساعة و27 دقيقة) مع أداء رائع لكل من توماس دوريت فى دور الصبى وسيسيل دى فرانس فى دور المرأة، واستخدام نموذجى لجملة موسيقية كلاسيكية أربع مرات فى البداية والنهاية، وبعد أن يدخل الصبى إلى الغابة مع اللصوص لأول مرة، وبعد أن يتأكد من رفض والده له، واستخدام نموذجى للمنظر الكبير (الكلوز أب) مرة واحدة طوال الفيلم عندما يضحك الصبى لأول مرة بعد أن أدرك كم تحبه المرأة.

يوميات مصرية

تصدر فى «كان» خمس نشرات يومية هى ملاحق لأهم صحف السينما فى العالم: «فارايتى» و«هوليوود ريبورتر» و«سكرين إنترناشيونال» بالإنجليزية، و«فيلم فرانسييه» بالفرنسية، ونشرة «سوق الفيلم» بالإنجليزية. وكان عدد النشرات قبل الأزمة الاقتصادية العالمية المستمرة منذ عام 2008 يصل إلى عشر نشرات يومية. وتهتم صحف المهرجان هذا العام بالثورات العربية خاصة المصرية.

الجمعة 13 مايو

كتب الناقد الأمريكى جى ويسبرج مقالاً طويلاً فى «فارايتى» جاء فيه: «كان رأى الخبراء أن احتمالات التغيير فى مصر لا تتجاوز عشرين فى المائة، ولكن هؤلاء لم يشاهدوا العديد من الأفلام المصرية التى ظهرت فى السنوات العشر الماضية، والتى عبرت عن الغضب العارم من الأوضاع السائدة، وأنذرت بأن هناك انفجاراً سوف يقع». وذكر ويسبرج على سبيل المثال «هى فوضى» إخراج الراحل يوسف شاهين وخالد يوسف، و«جنينة الأسماك» إخراج يسرى نصرالله، و«واحد صفر» إخراج كاملة أبوذكرى.

السبت 14 مايو

وصلت أزمة فيلم «18 يوماً» إلى المهرجان حيث نشرت «فارايتى» أن عدداً من السينمائيين والنقاد المصريين يحتجون على اشتراك شريف عرفة ومروان حامد فى الفيلم لأنهما شاركا فى حملة انتخابات مبارك عام 2005. وقال عمرو واكد: «لقد اشتركا فى الثورة، ولكنهما لم يعتذرا عن مشاركتهما فى انتخابات 2005».

وفى نفس اليوم نشرت «سكرين إنترناشيونال» أن عمرو واكد الموجود فى كان، الذى اشترك فى إنتاج وتمثيل أحد الأجزاء العشرة لفيلم «18 يوماً» أرسل إلى تيرى فيرمو مدير المهرجان يعتذر عن عدم حضور عرض الفيلم، وقال فى رسالته: «إن اشتراك بعض السينمائيين الذين ساندوا النظام السابق فى الفيلم يجعل من الصعب حضورى العرض».

ونشرت أن واكد يتواجد فى المهرجان بحثاً عن شريك دولى لفيلم «ثاء الثورة» الذى يشترك فى إنتاجه وتمثيله ويخرجه إبراهيم البطوط. وصرح واكد بأنه سيكون أول فيلم مصرى روائى طويل بعد الثورة، وأنه يتمنى أن يعرض فى مهرجان فينسيا فى سبتمبر المقبل.

الأحد 15 مايو

فى الخامسة مساء نظمت مؤسسة «إيل دو فرانس» الفرنسية الدولية التى تعنى بالإنتاج المشترك وتصوير الأفلام الأجنبية فى فرنسا، مؤتمراً صحفياً فى فندق كارلتون الشهير عن فيلم «ثاء الثورة» بحضور عمرو واكد، وتم فى المؤتمر عرض عدة دقائق من الفيلم، وتوزيع ملف صحفى عن موضوعه وتعريف عمرو واكد والمخرج إبراهيم البطوط.

قال واكد إن البطوط اتصل به يوم 9 فبراير، واقترح عليه البدء فى تصوير فيلم روائى أثناء المظاهرات فى ميدان التحرير مع الممثلة فرح يوسف، وبالفعل بدأ التصوير يوم 10 عشية تنحى مبارك يوم 11. وقال إنه لا يمثل الثورة المصرية رغم اشتراكه فيها من اليوم الأول، وإنما يمثل الذين ضحوا بحياتهم من أجل انتصارها، والجرحى الذين يعانون فى المستشفيات. وعندما سأله أحد الصحفيين هل يتناول الفيلم ما حدث بعد تنحى مبارك، قال بل ينتهى مع تنحيه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية