أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الرؤية الحالية لجهود وإجراءات الحفاظ على طبقة الأوزون تعتمد على الابتكار والأساليب غير التقليدية، من خلال خلق مجموعة من الحوافز، وانتهاج طرق مبتكرة، في رفع وعي المواطنين بأبعاد القضية، وأن الفترة المقبلة ستشهد مجموعة من الأنشطة بالتعاون مع شركاء التنمية من المنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، والجامعات، لرفع وعي الشباب، باعتبارهم العمود الأساسي، في تحقيق التنمية المستدامة.
وأضافت «الوزيرة» خلال احتفالية اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون لعام 2018، تحت شعار «ابقى هادئاً وواصل»، وذلك تزامنا مع احتفال دول العالم به، في السادس عشر من سبتمبر سنويا، تخليداً لذكرى توقيع بروتوكول مونتريال، بشأن المواد المستنفذة لطبقة الأوزون، وحضر الاحتفالية ممثلو عدد من الوكالات الدولية، وأعضاء اللجنة الوطنية الدائمة للأوزون، ورؤساء عدد من الجهات الحكومية، وغير الحكومية، ومجموعة من قيادات وزارة البيئة.
وطالبت «فؤاد»، الحضور من ممثلي الجهات المختلفة بالتركيز على دمج الشباب خلال الفترة المقبلة، في حل القضايا البيئية المختلفة، ومنها سبل الحفاظ على طبقة الأوزون، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة التعليم العالي على وضع خطة تنفيذية لتفعيل العمل البيئي داخل الجامعات، ودمج قضايا البيئة في مشروعات تخرج الطلاب في التخصصات المختلفة، وبحث إمكانية تنفيذ القابل للتطبيق منها.
وأشادت «وزيرة البيئة» بمجهودات وحدة الأوزون التابعة للوزارة، والتي تعد أول وحدة وطنية على المستويين الأفريقي والعربي، ودورها في الوفاء بالتزامات مصر، في الاتفاقيات الدولية ومنها بروتوكول مونتريال، والذي يهدف إلى حماية طبقة الأوزون، من خلال اتخاذ تدابير لمراقبة الإنتاج العالمي، واستهلاك الإجمالي للمواد المستنفدة للأوزون، مع الإبقاء على الهدف النهائي، المتمثل في القضاء على هذه المواد عن طريق تطوير المعارف العلمية والتكنولوجية البديلة.
وأشادت «الوزيرة» بالشركات التي قامت بتوفيق أوضاعها في مجال الحد من استخدام المواد المستنفذة لطبقة الأوزون، حيث كان التزاما طوعيا من الشركات، مما يدل على مدى وعيها بأهمية الحفاظ على طبقة الأوزون، ودورهم الحقيقي في تحقيق ذلك.
وشددت «فؤاد»، على اهتمام مصر بتلك القضية من البداية ودورها في مفاوضات اتفاقية ﭬيينا، ثم بروتوكول مونتريال، حيث كانت مصر الدولة السابعة في ترتيب الدول الموقعة والمصدقة عليه، والذى بلغ عدد أطرافه أكثر من 197 دولة، كما كانت مصر أيضاً عضواً مؤسساً للجنة التنفيذية لصندوق الأوزون المتعدد الأطراف في الفترة من عام 1990، وحتى عام 1992، وقد ساهمت الجهود المصرية المبذولة حتى الآن في التخلص من نحو 99% من المواد شديدة التأثير على طبقة الأوزون، وساعد ذلك في تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث تعتبر المواد المستنفدة لطبقة الأوزون من أقوى غازات الاحتباس الحرارى.
وأضافت «فؤاد» أيضا أن مصر قد اجتازت بنجاح التحديات التي فرضها الالتزام بأحكام بروتوكول مونتريال، دون المساس بالبرامج التنموية، أو التأثير على الأولويات التي تضعها الدولة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، حيث يحتاج التخلص التام من استهلاك جميع المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، إلى بذل الكثير من الجهد المنسق بين جميع المؤسسات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، كما يحتاج إلى التعاون الكامل بين مختلف فئات المجتمع، على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وقالت إن الدراسات العلمية تشير إلى تعافي طبقة الأوزون بحلول منتصف هذا القرن، كنتيجة لجهود جميع الدول الأطراف، في بروتوكول مونتريال، وتعديلاته المختلفة، حيث يساهم التعديل الأخير لبروتوكول مونتريال، «تعديل كيجالي، في خفض ما يزيد على 105 ملايين طن مكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون، مما يعود بالنفع على المناخ، بالإضافة إلى إسهامه في خفض متوسط درجة حرارة كوكب الأرض، بمقدار نصف درجة مئوية بحلول عام 2100، وقد كان لمصر دور توافقي أدى إلى اعتماد هذا التعديل.
وكرمت الوزيرة أثناء الاحتفال عددا من الشركات التي وفقت أوضاعها في الالتزام بالحد من استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وتضمنت الاحتفالية عرضا لمجهودات وحدة الأوزون على مدار عام، وفيلما يرصد مدى معرفة المواطنين بطبقة الأوزون وأهميتها، بالإضافة إلى إجراء مسابقة بين الحضور كإحدى آليات التوعية بالقضية وجذب الانتباه لها، ومن ناحية أخرى قامت السيدة أماني نخلة، المنسق المساعد المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بإلقاء جزء من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، حول الاحتفال باليوم العالمي للأوزون.