رفضت تجمعات سياسية شبابية أسلوب تعامل الشرطة القمعي مع المتظاهرين أمام سفارة إسرائيل لإعلان التضامن مع الفلسطينيين فى ذكري النكبة، والاعتداء عليهم باطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، واعتبروه مؤشرأ خطيرا لعودة أسلوب الداخلية العنيف تجاه المظاهرات السلمية مما يعيد البلاد الى نقطة الصفر.
واتهم ائتلاف شباب الثورة، على لسان أحد أعضائه، قيادة بعينها لم يسمّها في مديرية أمن الجيزة، بأنها أصدرت الأوامر بضرب المتظاهرين السلميين، رغم أن نفس القيادة كانت مسؤولة عن تأمين الأوضاع في إمبابة التي شهدت الأسبوع الماضي أحداثًا طائفية، إلا أن هذه القيادة تقاعست عن أداء دورها.
وانتقد ائتلاف شباب الثورة استخدام قوات الأمن المركزى القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين أمام السفارة رغم أن الوقفة كانت سلمية على الرصيف المقابل للسفارة، ولم يحاول أحد من المتظاهرين اقتحام السفارة التى كانت تؤمنها قوات من الجيش.
وطالب الائتلاف فى بيان أصدره الاثنين, بضرورة التحقيق فى واقعة الاعتداء على المتظاهرين وتحديد من الذي أصدر الأوامر بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين وتقديمه للمحاكمة.
وأدان اتحاد شباب الثورة فى بيان أصدره الاثنين الأسلوب الذي تعامل به الأمن مع المتظاهرين أمام السفارة مشددا على ضرورة إجراء تحقيق واسع وسريع في هذا الموضوع ومحاسبة جميع الجناة مطالباً بحماية جميع المظاهرات السلمية وعدم الاعتداء عليها.
وقال خالد تليمة, عضو ائتلاف شباب الثورة, إن وزارة الداخلية ادعت أن المتظاهرين حاولوا اقتحام السفارة وهو ما لم يحدث واستخدمت ما حدث كذريعة للاعتداء عليهم، معتبرا أن استخدام العنف ردة لما كان قبل 25 يناير.
وقال: «اذا استمرت الداخلية على نفس أسلوبها فسنرجع للميدان لأنها طريقة ليست مقبولة فى التعامل مع حرية الرأي والتعبير».
وأضاف تليمة أن قيادة كبيرة بمديرية أمن الجيزة أصدرت الأوامر بضرب المتظاهرين وهي نفس الشخصية التي تخاذلت عن تأدية دورها فى أحداث إمبابة، ووجه تليمة نداءً لوزير الداخلية بأن يحدد رجال الصف الثاني فى الوزارة والحريصين على استمرار نفس أسلوب حبيب العادلي وزير الداخلية السابق فى التعامل مع المظاهرات.
وطالب محمد سعيد, عضو اتحاد شباب الثورة, بضرورة العودة للحوار فى مسألة التعامل الأمني مع المظاهرات خاصة السلمية التى لا تعطل أو تغلق الطريق مشيرا إلى أن ما حدث مؤشر خطير يهدد الثورة. وقال «كلما ننجز فى مهمة ما سواء على المستوى المحلي أو الدولي نرى من يحاولون إعادتنا إلى نقطة الصفر، وعلى مدار أسبوعين انغمسنا فى مشكلة إمبابة وماسبيرو وأهملنا قضايا تطوير البلد وكلما تقدمنا فى خطوة نرجع أمامها خطوات كثيرة».
وأكد محمد القصاص, عضو اللجنة الإعلامية لائتلاف شباب الثورة, الذي كان مشاركا فى المظاهرة, أن المتظاهرين لم يحاولوا اقتحام السفارة، مكذبًا وزارة الداخلية.
وأضاف أن المظاهرة استمرت قبل بداية الضرب لأكثر من 3 ساعات ولم يغلق الطريق لكن الداخلية بدأت الاحتكاك بالمتظاهرين وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن السفارة.
واعتبر القصاص ما حدث مؤشرا خطيرا لعودة أسلوب تعامل الشرطة مع المتظاهرين وقال «تواجدت الداخلية بشكل هيستيري وكأنها تنتقم من المتظاهرين فى الوقت الذي لم تتدخل تماما فى الاشتباكات التى حدثت فى ماسبيرو».