قال الدكتور المعتز بالله عبدالفتاح، المستشار السياسى لرئيس الوزراء، إن إسرائيل لديها وحدة وطنية لا توجد فى مصر، التى أصبحت الآن كالبقرة، التى ليس لديها حليب، «وإذا حلبناها هتموت»، على حد تعبيره.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعتى القاهرة وميتشجان المركزية بالولايات المتحدة الأمريكية - خلال الندوة التى نظمها منتدى الحوار التابع لمكتبة الإسكندرية، مساء السبت، تحت عنوان «مصر المستقبل: التحديات والواجبات»: «إسرائيل تعرف وحدة وطنية لا توجد لدينا، حيث تحتوى على العديد من الطوائف، ولم نجد أن بعض المسلمين هناك اعتصموا أو تظاهروا بسبب تغيير أحد ديانته، وذلك لأن الترتيبات المؤسسية لدينا فاسدة ومتخلفة، ولا نملك تلك الترتيبات التى تحدد طرق تعاملنا مع المشكلات وتحد من خطورتها».
وأكد أن من سيتولى الرئاسة، أياً كان علمانياً أو إسلامياً أو ليبرالياً، سيكون «مرعوباً» بسبب موقف الشعب خلال ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن التعجيل بالانتخابات البرلمانية لتسبق الرئاسية يعد الأفضل للمرحلة الحالية.
وأوضح أن ما سماه «حرب الفهلوة والشائعات» يعد أخطر التحديات الأخلاقية والسلوكية، التى تواجه الدولة وتهدد أمنها القومى، خاصة أن المواطن أصبح – بحسب تعبيره – قادراً على إشعال الفتن من خلال الكلمة التى يرددها دون التأكد من صحتها، محذراً جموع الشعب من التحول إلى وقود لتلك الفتن.
وحذر المعتز بالله عبدالفتاح مما سماه «تحدى الإقصاء الدينى» لأطراف الحوار والمجتمع، مطالبا بالتزام التواضع والتبليغ دون إقصاء، مشيرا إلى أن الاختلاف بين الإسلام والمسيحية فى العقيدة فقط، وليس فى قيم التسامح.
وقال «عبدالفتاح»: «سمعة الدين فى رقابنا جميعاً، والمسلم مطالب شرعاً بحماية أى مكان يذكر فيه اسم الله، حتى الكنائس، لذا لابد من إعلاء قيم البر والإحسان والتراحم، لأننا محظوظون بهذا التنوع».
وقلل من مخاوف البعض بشأن ترشح فلول الحزب الوطنى فى الانتخابات المقبلة، بقوله: «لنمنحهم الفرصة ونترك الكلمة للشعب فى إسقاطهم».
وأكد أن أبرز التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى تهدد الدولة هو مشكلة «خصخصة الثورة»، قائلاً: «هناك فئة تحاول الحصول على مكاسب خاصة من الثورة، خاصة أصحاب المطالب الفئوية، بما يشبه عملية حلب بقرة لا يوجد بها لبن، والتى إن حلبناها ستموت».
وأضاف: «الشجاعة تكمن فى محاربة الطموحات الشخصية ووضعنا الآن جيد، لكن مبارك ترك البلد ومفيهاش حاجة، وبالتالى لا تستطيع تحمل كل هذا الضغط، خاصة أن جميع الوزراء الحاليين ليس لديهم شىء يعطونه لأصحاب هذه المطالب».
وشدد على ضرورة دعم جميع طوائف الشعب للدولة، قائلا: «اللى عاوز يعمل حاجة لمصر، يعملها على طول وما يفكرش، لأنها لا تملك جديدا تقدمه لأحد».
ووصف «عبدالفتاح» الخوف من الإسلاميين والعلمانيين بأنه «مبالغ فيه»، لأن المجتمع المصرى «معتدل»، وأكد أن الوضع الأمنى للبلاد، وحالة الانفلات التى يعيشها الشعب ستتحسن تباعاً، مطالباً المواطنين بالالتزام وعدم توسعة دائرة الانفلات، حتى يسهل القضاء عليه.
وقال إن القضية الفلسطينية موجودة ومزمنة، وحلها ليس سهلاً، لكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت والإعداد.
وشدد المستشار السياسى لرئيس الوزراء، على أن المادة الثانية من الدستور لابد أن تبقى كمرجعية حضارية، بقوله: «الإسلام به نواة لضمان الحقوق الديمقراطية، وهذه المادة تشبه البوصلة السياسية والمخاطب بها هو المشرع فقط».
وأضاف أن الديمقراطية ليست استكمالا للإسلام، ولكنها استكمال للمسلمين، باعتبارها حلاً للاستبداد باسم الدين.
ووصف وضع الإعلام المصرى فى مرحلة ما بعد الثورة بـ«الكارثى»، مطالباً بوضع مزيد من الضوابط للوسائل الإعلامية والصحف، لمنع نشر المزيد من الفتن.
وحول رأيه فى علاقة مصر بإيران بعد الثورة، قال «عبدالفتاح»: «لابد أن تظل العلاقة كما هى، وأن تقتصر على المداعبات، دون التحالف معها مثل حزب الله أو غيره».