x

«المصري اليوم» ترصد اشتباكات ماسبيرو: 5 ساعات من المعارك بالحجارة والمولوتوف والرصاص

الأحد 15-05-2011 21:23 | كتب: مصطفى المرصفاوي |

لم تكن الاشتباكات الدامية، التى وقعت مساء السبت أمام ماسبيرو واستمرت 5 ساعات بسبب عبير أو فتاة أعلنت إسلامها ثم اختفت، لكنها حسب تصريحات اللواء محمد طلبة، مدير أمن القاهرة، وقعت بسبب الخلاف على أولوية المرور اشتعل بعدها الموقف وتحول إلى معارك بالحجارة والمولوتوف والرصاص الحى وانتهت بإصابة 78 شخصا بجروح وكدمات وطلقات نارية واحتراق 12 سيارة، حتى سيطرت الشرطة على الأحداث بمعاونة محدودة من القوات المسلحة.

«المصرى اليوم» كانت هناك ورصدت التفاصيل.

كانت عقارب الساعة تشير إلى الـ10 مساء تقريبا عندما اقتحم شابان اعتصام الأقباط المستمر منذ أكثر من أسبوع قادمين قاد من فوق كوبرى 15 مايو وبحوزة أحدهما سلاح نارى، أطلق منه 3 أعيرة نارية فى الهواء لم تصب أحداً، لكن شباب الأقباط طاردوهما حتى أمسكوا من أطلق الرصاص، واعتدوا عليه بالضرب وسلموه إلى القوات المسلحة التى كانت تتولى تأمين الاعتصام.

لم تمر سوى ساعة أو أقل، حتى تجمع المئات وحمل كل منهم سلاحه الأبيض أو النارى، ووقفوا باتجاه كوبرى «15 مايو» يشتبكون مع الأقباط ويطلقون الطلقات النارية من فوق الكوبرى دون توقف.

وفى المقابل، ومن فوق المنصة التى نصبت مع اليوم الأول للاعتصام كان هناك من يحاول تهدئة الأمور ويطالب المعتصمين بمغادرة المنطقة خوفا على أرواحهم، لكن لم يستطع الكلام كثيرا حتى صعد أحد الشباب المتحمسين ليخطف منه «الميكروفون» محاولا تنظيم صفوف الأقباط للاشتباك بقوة مع المهاجمين، الذين تجمعوا أسفل كوبرى «15 مايو»، استعدادا للاشتباك أيضا بكل قوتهم عازمين فض الاعتصام وهم يهتفون «هما يمشوا.. مش هنمشى»، بينما رد المعتصمون بالهتاف «استشهاد.. استشهاد».

وحاولت القوات المسلحة منع الاشتباكات فأطلقت أمام وزارة الخارجية الطلقات النارية فى الهواء وتم قطع التيار الكهربائى عن المكان، وكان ذلك بمثابة إشارة لبدء الاشتباكات ليتبادل الطرفان قذف زجاجات المولوتوف والحجارة.

وأمام بوابة التليفزيون الرئيسية كانت قوات الأمن المركزى قد بدأت تستعد للدخول إلى منطقة الاشتباكات للسيطرة على الموقف، بتشكيلين كان من المجندين، يقودهما عقيد ونقيب، ووقف العقيد يطالب عن طريق الهاتف المحمول وجهاز اللاسلكى بتعزيز قواته، حتى مر ما يقرب من نصف الساعة من الاشتباكات وأعداد المصابين كانت تزداد ولم تصل سوى سيارتى إسعاف قرر مسعفوها تحويل إحدى الخيام التى نصبت بغرض الاعتصام إلى مستشفى ميدانى وتدخلت بعد ذلك السيدات المشاركات فى الاعتصام لمساعدتهم. وتدخل العشرات من الأقباط لنقل السيارات من منقطة الاشتباكات، خوفا من احتراقها مثلما احترقت العشرات بسبب زجاجات المولوتوف. وبشجاعة، وقف نقيب الأمن المركزى أمام قائده العقيد يطلب منه السماح له بالدخول إلى منقطة الأحداث وبصحبته تشكليه المكون من 35 مجندا، للسيطرة على الاشتباكات، لكن العقيد رفض قائلاً: «ده انتحار» ولكن أمام تأخر القوات وزيادة أعداد المصابين، وافق العقيد وهو يطلب منه توخى الحذر والاكتفاء بالقبض على بعض البلطجية والعودة سريعا.

ومع مغادرة النقيب بتشكليه، وصل اللواء محمد طلبة، مساعد الوزير لأمن القاهرة، الذى لم يصدق للحظة الأولى ما يحدث، ليصرخ فى وجه ضابط كان بصحبته «فين الأمن المركزى مستنيين إيه..؟» ومع مرور ما يقرب من ساعة ونصف الساعة بدأت القوات تصل إلى المنطقة وفرضت كردونات أمنية وأطلقت القنابل المسيلة للدموع والخرطوش، فبدأت الأمور تهدأ قليلا لكن من كانوا فوق الكوبرى لم يتوقفوا عن إطلاق النيران حتى صرخ مجددا أحد الضباط فى جهازه اللاسلكى: «فين المدرعات بتاعتنا..؟ عايزين نطلع فوق الكوبرى نمسكهم لازم مدرعات.. من غيرها هنموت».

ومع وصول عقارب الساعة إلى الواحدة صباحا، وصلت بالفعل 3 مدرعات لتصعد الكوبرى، وتسيطر على الوضع، بعدها طالب الأقباط بمد اعتصامهم إلى منطقة بولاق أبوالعلا لضمان عدم تجدد الاشتباكات، لكن قوات الأمن المركزى أطلقت عليهم القنابل المسيلة لإجبارهم على التراجع والاكتفاء بالاعتصام بمنقطة ماسبيرو.

ومع هدوء الأوضاع فى الثانية صباحا بمنطقة بولاق، تجددت الاشتباكات من جديد من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض، عندما تجمع من جديد العشرات محاولين الاشتباك مع المعتصمين، لكن القوات المسلحة استطاعت السيطرة على الوضع سريعا والقبض على عدد من المهاجمين، تمهيدا لبدء التحقيق معهم. وعم الهدوء المكان عندما صعد أحد الشباب المسلمين وبصحبته أحد المعتصمين المسيحيين ليؤكدا أنهما كانا سويا وسط الأحداث، وأن المسلم كان يدافع عن الأقباط ليهتف الجميع: «الشعب يريد إجهاض التحريض.. الشعب يريد إجهاض التحريض».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية