شهدت القاهرة الكبرى والمحافظات سرقة أعداد كبيرة من السيارات، قالت آخر الإحصائيات إنها بلغت 13 ألف سيارة خلال 6 أشهر، تبين أن مجموعة من التشكيلات العصابية تخصصت فى سرقة السيارات الحديثة والأجرة بواسطة عدة طرق، منها المفتاح المصطنع وكسر الزجاج وتخريب جهاز تشغيل السيارة «الكونتاكت»، وتبين أن المتهمين يقطعون السيارات المسروقة إلى أجزاء ويبيعونها لتجار الخردة وقطع الغيار فى مناطق مثل عزبة شلبى والحرفيين ووكالة البلح، وقد يقوم المتهم بسرقة السيارة من أسفل منزل صاحبها بطريقة المفتاح المصطنع أو رفعها بـ«ونش» وسحبها إلى منطقة نائية، واستدعاء ميكانيكى أو سمكرى لتقطيعها، فيما ابتكر آخرون أسلوباً جديداً لسرقة السيارات بعد الاستيلاء على شفرة شركة عالمية لإنتاج السيارات، عن طريق جهاز الكمبيوتر، وتبين أن مبرمجاً استعان بهاكرز للاستيلاء على الشفرة، وتم تداولها بين سارقى السيارات. «المصرى اليوم» رصدت التفاصيل.
قالت مصادر أمنية إن حوادث سرقة السيارات فى القاهرة الكبرى، زادت بطريقة ملحوظة فى الشهور الماضية، وإن عدد المحاضر التى سجلت سرقات السيارات خلال 6 شهور مضت، وزادت بعد أحداث الثورة ارتفعت إلى الضعف، ووصل عدد المحاضر إلى 13 ألف محضر حتى الآن.
وأضافت المصادر أن المتهمين يتبعون أساليب عديدة، وحيلاً مبتكرة، كان آخرها الاستيلاء على شفرة خاصة بشركة عالمية لإنتاج السيارات، واستخدام جهاز الكمبيوتر فى سرقة السيارة. وشرح المصدر أن الجناة يوصلون أحد الكابلات بجهاز الكمبيوتر وموتور السيارة لتشغيلها، عن طريق الشفرة المخصصة للتشغيل، مشيرا إلى أن عدد المتهمين فى سرقة السيارات تضاعف، قائلاً: «حرامى الغسيل والجزم بقى بيسرق عربيات».
وقال اللواء فاروق لاشين، مساعد الوزير لقطاع أمن الجيزة، إن دوائر أقسام شرطة الجيزة تحرر بها ما يقرب من 385 محضر سرقة سيارة بطريق المغافلة أو السرقة بالإكراه، أو المفتاح المصطنع أو كسر الزجاج أو رفع السيارة بـ«ونش» وتمت إعادة 125 سيارة إلى أصحابها وأضاف «لاشين» أن الرقم من الممكن أن يكون مبالغاً فيه.
وكشف مصدر أمنى أن آخر الطرق المبتكرة لسرقة السيارات عن طريق الشفرة، وأنه تم تداول شفرة شركة السيارات العالمية «كيا»، حيث تمكن أحد المبرمجين من الاستيلاء عليها، بعد أن استعان بهاكرز وتم تداولها بين جميع المتهمين، الذين استخدموها لسرقة السيارات من أسفل منازل أصحابها.
وأضاف المصدر أن المتهمين استغلوا إحراق وحدات المرور عقب قيام الثورة وقاموا بتزوير أوراق ومستندات ملكية السيارات وإعادة ترخيصها بأسماء آخرين، مثل إحراق وحدة مرور العجوزة والقليوبية وأخرى فى المحافظات. وكشفت المصادر أن جميع المتهمين من تجار المواد المخدرة، حيث يستولون على السيارة ويبدلونها بـكيلو حشيش.
وأوضحت المصادر أنه تم ضبط 50 حالة تبين أن المتهمين الذين سرقوها تجار مخدرات، وأنهم استبدلوا السيارات بمواد مخدرة، قاموا فيما بعد بترويجها على زبائنهم ، وأنه فى دائرة قسم الهرم خلال الأسبوع الماضى استولى سايس جراج على 4 سيارات بالمفتاح الأصلى لها، كما تم ضبط مندوب شرطة مفصول، تمت إعادته إلى عمله مرة أخرى بعد أن تقدم بتظلم إلى وزارة الداخلية، ووردت معلومات إلى اللواء فاروق لاشين، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، مفادها قيام مندوب الشرطة بتكوين تشكيل عصابى تخصص فى سرقة السيارات الحديثة بأسلوب المفتاح المصطنع والشفرة.
وتم تشكيل فريق من ضباط وحدة مباحث سرقة السيارات فى الجيزة ضم العميد خالد عميش، مدير الوحدة، والرائد عمرو سعودى، وكيل الوحدة، والنقيبين هيثم طلال وخالد متولى، وتبين من تحرياتهم صحة المعلومات، وتم إعداد كمين فى منطقة المقطم بعد ورود معلومات بأن المتهم فى طريقة إلى المقطم وبحوزته سيارة مسروقة، تم ضبطه وهو يرتدى زى مقدم شرطة، وبمناقشته تبين أنه ينتحل صفة رؤسائه فى العمل للاستيلاء على السيارات عن طريق المغافلة ويرتدى الزى للمرور من الأكمنة.
وقال مصدر أمنى لـ«المصرى اليوم» إنه يجب أن يتم ضبط المتهمين عن طريق اهتمام رجال المرور بتفتيش السيارة وفحص أوراقها فهو الذى يمكّن ضابط المباحث من متابعة السيارات والتوصل إلى الجناة أثناء مرورها من أمامه، مشيرا إلى أن ضباط المرور يمرون بحالة من التدهور بسبب ما يتعرضون له على يد السائقين من سب وقذف، خاصة بعد الثورة. من ناحية أخرى، أكد خالد يوسف، رئيس قطاع السيارات فى الشركة المصرية العالمية للتجارة والتوكيلات(EIT) الوكيل الوحيد لسيارات «كيا» فى مصر، أنه لا صحة لما تردد حول سرقة «الماستر كى» الخاص بالسيارات من التوكيل، مشيرا إلى أن لكل سيارة شفرة خاصة داخل نظام معقد يستحيل حله. وأضاف «يوسف»، فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، أن شفرة السيارة تأتى من المصنع الأم فى كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن حالات السرقة المسجلة خلال الفترة الماضية شملت سيارات مستوردة من الخليج، الأمر الذى ينفى أيضا شبهة سرقة شفرة السيارة من خلال مراكز الخدمة الخاصة بـ«كيا»، حيث إن السيارات الخليجية لا تتم صيانتها فى مراكز خدمة الوكيل.
ولفت إلى أن حالات السرقة التى شهدتها مصر على مدار الشهرين الماضيين شملت العديد من الماركات وليس «كيا» فقط. وأرجع انتشار حالات السرقة إلى ضعف التواجد الأمنى، لافتا إلى أن ارتفاع عدد حالات السرقة لسيارات «كيا سيراتو» يرجع إلى انتشارها بشكل كبير فى السوق على مدار العامين ونصف العام الماضية، حيث سجلت مبيعاتها نحو20 ألف سيارة.
وأكد «يوسف» أن السرقة تستهدف السيارات التى عليها طلب مرتفع فى السوق، أو بهدف تفكيككها. لكن أحد خبراء السيارات أشار إلى إمكانية سرقة السيارات عن طريق لص محترف، يعمل إما فى التوكيل أو أحد مراكز الصيانة التى تتبعها السيارة أو معرض السيارات، وذلك من خلال حل شفرة المفتاح.
ووصف الخبير هذا اللص بغير التقليدى، حيث ليس من السهل حل هذه الشفرة التى تتم من خلال طرق فنية كثيرة على حد تعبيره.