«مصريون نحب وطننا ونغار عليه».. هكذا كان لسان حال الكنيسة المصرية بعد أحداث «دمشاو» الأخيرة، مؤكدة ثقتها فى أجهزة الدولة وفى لُحمتها، تلك التى قوامها أقباط ومسلمون فى نسيج واحد.
الأنبا مكاريوس، أسقف عام مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس، أكد أن الأنبا موسى، أسقف عام الشباب للأقباط الأرثوذكس بمصر، التقى بالعائلات المتضررة من أحداث قرية دمشاو هاشم، أمس الأول، وقال إنهم «مجموعة من الأسر تعيش فى منزلين متلاصقين، استمعنا منهم لتفاصيل ما حدث، وهى مؤلمة».
وقال «مكاريوس»: «نحن مصريون نحب وطننا ونغار عليه ممن يحاولون الإساءة إليه وسرقته، كما نرفض المساس بالأشخاص أو الممتلكات، فالأشخاص مصريون والممتلكات مصرية».
وأوضح أن بعض الأهالى أعربوا عن ثقتهم فى أجهزة الدولة والكنيسة، وذكروا بعض أسماء المسلمين فى القرية ممن استنكروا ما حدث، وقدموا لهم مساعدات أثناء الحادث، كما استدعوا الأمن لإجلاء سيدة عاجزة من بيتها الواقع فى دائرة الأحداث.
وأكدوا أن الجناة ستتعامل معهم الدولة بالقانون، باعتبارهم أساءوا للوطن أكثر مما أساءوا للأقباط، وأن على المحافظة أن تنظر فى أمر التعويضات، وأن ترد لهم الأجهزة الأمنية ما سُلب منهم.
وقررت نيابة مركز المنيا، برئاسة المستشار أحمد الفولى، المحامى العام لنيابات جنوب المحافظة، تجديد حبس 19 متهماً من مسلمى قرية دمشاو هاشم، التابعة لمركز المنيا، 15 يوماً على ذمة التحقيقات، لاتهامهم بإثارة الشغب والتعدى على آخرين والتجمهر، على خلفية الاعتراض على صلاة الأقباط بالقرية فى مبنى تابع لمطرانية المنيا.
وكان عدد من أهالى قرية دمشاو هاشم قد تجمهروا، عقب صلاة الجمعة الماضى، اعتراضاً على إقامة الصلاة فى مبنى تردد تحويله إلى كنيسة، وتم التعدى على 4 منازل للأقباط ونهبها وإصابة اثنين منهم ورجل من رجال الإطفاء، فيما ألقت الشرطة القبض على 38 متهماً عقب الأحداث، وتم تطويق القرية.
فى سياق متصل، قال البابا تواضروس، أمام 5 آلاف مواطن بأسيوط، فى الاحتفال بمرور 100 عام على إنشاء مدارس الأحد، أمس: «وجدت فيكم محبة كبيرة واهتماماً حقيقياً من القلب، وأسيوط عاصمة الصعيد، وعندما آتى إلى هنا أنال بركات عديدة، بركة العائلة المقدسة وبركات المتنيح الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط».
وأضاف: «اجتماعنا النهارده مش فرحة لاحتفالية مدارس الأحد فقط، بل بالأجيال والقصص زى ما قدموها أولادنا من أيام الأرشيدياكون حبيب جرجس وآبائنا البطاركة والخدام العظام، وكل واحد له دور، وهذه الأسماء التى ذُكرت هى سبب فرحنا، ثم يدخلون فى تهليل الصديقين، فرحانين لأنهم أدوا خدمتهم ورسالتهم.. ربنا يفرحكم ويبارك حياتكم».
وأوضح أن الأسس التى أُقيمت عليها المدارس داخل الكنائس والأديرة نشر ثقافة حب الوطن أولاً، وحب الآخرين ثانياً، وترك المعصية والرذيلة والتحلى بفضيلة الأخلاق.