x

تجاذبات البرلمان العراقي.. جولة جديدة من الصراع الأمريكي الإيراني (تقرير)

الخميس 06-09-2018 05:15 | كتب: عمر علاء |
مظاهرة العراق مظاهرة العراق تصوير : آخرون

يسود الترقب المشهد السياسي العراقي بعد إعلان البرلمان تعليق جلساته حتى منتصف الشهرالحالى بهدف إجراء مشاورات بشأن تسمية الكتلة الأكبر في البرلمان. في ظل احتدام الصدام بين الكتل البرلمانية لإدعاء كل منها أنه حصل على الأغلبية، ما يراه خبراء «حرب بالوكالة بين أمريكا وإيران».

وكان تحالف الإصلاح والاعمار الذي يضم «النصر» بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، و«سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، و«الحكمة» بزعامة عمار الحكيم و«الوطنية» بزعامة إياد علاوي، أعلن يوم الأحد الماضي عن تشكيله الأغلبية بواقع 177 نائبا، من أصل 329 مقعدا في البرلمان العراقي، أعقبه إعلان تحالف البناء الذي يضم تحالف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، و«الفتح» بزعامة هادي العامري، أن لديه الكتلة البرلمانية الأكبر 145 نائبا.

وحسب وفاء الريحان، باحثة بالمركز العربي للبحوث والدراسات «يرجع ذلك التضارب في تحديد الأغلبية إلى تغيير بعض الأطراف مواقفها من الحين للآخر، نتيجة قيام أنصار أي التحالفين باقناع بعض الأشخاص بالانسحاب من التحالف المنافس»، مضيفة لـ«المصري اليوم»، «أن ادعاء الكتلتين الأغلبية، هو محاولة للضغط».

من جانبه رأى مصطفي كمال، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاسترايجية، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن الرهان سيكون على حيدر العبادي لتشكيل الحكومة، ويظل التحدى هو كيفية تشكيل كتلة متوازنة، ترضى أكبر كم ممكن من القوى السياسية العراقية، خاصة وأنه الوجه المقبول بالنسبة للمجتمع الدولى على العكس من تحالف دولة القانون والفتح المحسوب على إيران، على حد وصفه.

بينما يقول داوود البصري، الصحفى العراقي، لـ«المصري اليوم»، إن عزل فالح الفياض رئيس الحشد الشعبي من منصبه يوم الخميس الماضي، مرتبط بصراع المحاور في قمة السلطة، لتحجيم دوره بعد أن رشحته قوى الحشد كبديل لرئاسة الحكومة، ما يخرج العبادي من دائرة السلطة.

من جانبها ذكرت «الريحان»، أن ذلك التعثر في تشكيل الحكومة ربما يُقدم صورة مبسطة عما يمكن أن يواجه البرلمان والحكومة المقبلة من صعوبات، إلا أنه لا يجب التهويل فيها، لسببين الأول هو أن طبيعة السياسة العراقية مليئة بالزخم والاضطرابات ومن ثمة فهذا الأمر ليس بالجديد عليها، والثاني هو أنه بصرف النظر عن النتائج ومن سيشكل الحكومة فلا يتوقع تغييرات جوهرية في السياسات أو الوجوه التي سأم الشعب من فشلهم في كافة الملفات.

«لن يتم اللجوء لحل البرلمان لكونه حاليا الواجهة الحقيقية للتحكم وإدارة الأزمة.. وهو القشة التي تبرر مشروعية السلطة» يقول داوود البصري الصحفي العراقي.

وتقول الباحثة وفاء الريحان، إنه من «صعب الحديث حل البرلمان العراقي، في ظل تشبث النخب العراقية بالمكاسب التي حققتها في الانتخابات، رغم سيولة المشهد الحالي لكن تشكيل الحكومة سيأتي قبل أن تصل الأمور لهذا، وسيُحال الموضوع في النهاية للمحكمة الاتحادية التي بيدها ترجيح كفة أحد الكتلتين».

وتأتى تلك الأحداث في خضم احتجاجات تشهدها مدينة البصرة بجنوب العراق، بدعوى محاربة الفساد وتحسين مستوى المعيشة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وأدت الاحتجاجات إلى احتراق مبنى ديون المحافظة بالكامل.

ويرى «كمال»، أنه في ظل حالة من السيولة التي تشهدها الدولة العراقية من أعمال شغب وسقوط ضحايا، قد يكون ذلك مدعاة إلى نشوب نزاعات مسلحة تقود البلاد إلى مزيد من الفوضي .

«هذا بالضبط هو سيناريو الأحداث القادمة والمعد في مطبخ الحرس الثوري لخلط الأوراق على أمريكا في مسلسل المواجهة مع النظام الإيراني.. وكل الظروف مهيئة لاندلاع الصراع»، هكذا يقول داوود البصري، متابعا أن ذلك يعد فشلا سياسيا للنخب السياسية العراقية.

وأشار مصطفي كمال، إلى «أن بعض الأحزاب لها تنظيمات مسلحة ما يهدد أمن واستقرار العراق ظل عدم حسم أي كتلة للأغلبية، بل أن التيارات السياسية عبارة عن فئات متصارعة وفي ظل عدم وجود فروق كبيرة بين التيارات، سواء شعبيا أو من حيث الامكانيات العسكرية، ما ينذر باحتمالية الصدام المسلح».

ونبه «كمال»، من إعادة تمركز التنظيمات الإرهابية في الظهير الصحراوي لمدن لشمال غرب العراق، متوقعا تزايد عملياتها النوعية خاصة عمليات الخطف -كمصدر دخل للتنظيمات- ومحاولة اثبات أنها مازالت في الصورة بعد الهزائم التي تلقتها.

وشدد «كمال»، على ضرورة اتخاذ الدول العربية خطوات استباقية لدعم الاستقرار في العراق، في إطار دعم مؤسسات الدولة والدخول في مشاريع إعادة الإعمار في ظل الوضع الاقتصادي المزري للبلاد، مضيفا أن زعزعة استقرار العراق يهدد أمن دول المنطقة كافة للخطر.

من جانبها رأت «الريحان»، أن ثمة تحسن في العلاقات العربية العراقية يلوح في الأفق، مع زيارة مقتدى الصدر إلى السعودية العام الماضي والإعلان عن تشكيل مجلس تنسيقي لتعزيز الروابط المشتركة بين البلدين، تبعته زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العراق في مارس 2018 لتوطيد العلاقات بين البلدين.

وفي تلك الأحداث التي يمر بها العراق تأتى تصريحات ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي، لتزيد المشهد توترا معلنا أن بلاده قد تستهدف قطع عسكرية إيرانية في العراق مثلما تفعل في سوريا إذا كان ذلك يهدد أمنها القومي، وكانت وكالة رويترز نقلت أن إيران زودت ميليشيات عراقية بصواريخ باليستية، ما اعتبرته الحكومة العراقية ادعاء بلا دليل.

ويرى مصطفي كمال، أن تلك التصريحات لا تفهم إلا في سياق الصراع الصهيوأمريكي ضد إيران، لفرض مزيد من الضغط في مناطق نفوذها، موضحا «أن كلا الطرفين يستخدم العراق كورقة ضغط ضد الآخر»

فيما رأت «الريحان»، «أن العراق حاليا يشهد حرب بالوكالة بين أمريكا وإيران»، ويسعى كل منهما لايصال الفريق المؤيد له إلى الحكم في البلاد، ما اتضح في الانتخابات الأخيرة، التي تنافس فيها المبعوث الأمريكي بريت ماكجورك وقائد فيلق القدس قاسم سليماني للقيام بالضغط على الأطراف العراقية من أجل تشكيل الحكومة، بينما يرى «البصري»، «أن الأزمة ستدار بطريقة بطيئة وشبه مشلولة حتى تتضح مسارات الصراع الأمريكي الإيراني».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية