x

الأغانى الوطنية بعد ثورة 25 يناير.. منتهية الصلاحية

الجمعة 09-12-2011 14:34 | كتب: أميرة عاطف |
تصوير : حسام فضل

ظلت الأغنية الوطنية تلعب دوراً مهماً فى إيقاظ مشاعر العزة والكرامة عند المصريين، فبعد ثورة 23 يوليو ظهرت عشرات الأغنيات التى تبشر بميلاد جديد وانتهاء عصر من الفساد السياسى والاجتماعى، وبعد نصر أكتوبر خلدت الأغانى بطولات الشهداء، وحتى بعد نكسة 67 لعبت الأغنية دوراً مهماً فى رفض الهزيمة، لكن بعد ثورة 25 يناير التى سنحتفل بعيدها الأول خلال الأيام القادمة لم تظهر أغنيات على نفس مستوى الحدث، الذى يعد علامة مهمة فى تاريخ مصر المعاصر، ولم يتفاعل الناس مع أغنيات الجيل الجديد من الفنانين، باستثناء أغنية أو اثنتين، فيما اعتبرها بعض الموسيقيين منتهية الصلاحية، وغريبة عن الطابع المصرى والشرقى، وتعتمد على إيقاعات غربية.

«المصرى اليوم» تفتح ملف الأغنية الوطنية بعد ثورة 25 يناير وتحاول الكشف عن أسباب عدم تفاعل الناس معها، خاصة أن الأغانى الوطنية القديمة مازالت حاضرة فى قلوب المصريين.

عبدالرحمن الأبنودى: الدولة وإعلامها ليس لديهم رغبة فى إيقاظ الروح القومية

الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى قال: القضية شديدة التعقيد، ولا يمكن المقارنة بين الزمنين والأجواء السياسية، ففترة الستينيات وأوائل السبعينيات، كانت مفعمة بالحس الوطنى والروح الثورية التى تبحث عن استقلال وحرية هذا الوطن، كان الجميع مشاركاً فى ذلك سواء كان الفنانين أو الدولة، أى أن المجتمع بإدارييه وفنانيه ومواطنيه، كان متوافقاً سياسياً وفكرياً ووطنياً، ومن هنا كان لابد أن نقول كل ما يدور بخاطرنا سواء فى الهزيمة أو النصر بصورة حقيقية دون «إملاء علوى» من السلطات، لكن حالياً المجتمع ليس على خط واحد، ولكل منا توجهه وأمنياته الخاصة لهذا البلد، لذلك ساد الارتباك.

وأضاف «الأبنودى»: الدولة وإعلامها ليسوا على نفس الموجة أو القدر من الرغبة فى إيقاظ الفكر والروح القومية والوطنية، لذلك لا نجد إنتاجاً غنائياً وطنياً، أو حتى عاطفياً يخرج من أبواب الإعلام الرسمى، وحتى عندما حاول وزير الإعلام السابق أسامة هيكل، البحث عن حل لهذا الموضوع فإنه دعا مجموعة من المؤلفين والملحنين ليقدموا أغانى وطنية تناسب المرحلة، لكن من الصعب أن تتواءم إرادة الدولة مع إرادة الفنان فى تقديم شىء للوطن وبنظرة واقعية على الإعلام سنجد أن أهم أغنيات الوطن ليست موجودة على خريطة الإذاعة أو التليفزيون، والموجود أغنيات شبابية لا تلبى الاحتياجات الوطنية للمواطن المصرى ولا تحاور انتماءه أو تجيب عن الأسئلة التى يحملها طوال ليله ونهاره.

وأشار إلى أنه تم إنجاز بعض الأغنيات، لكنها لم تصل للمستوى المطلوب، خاصة أن الأجهزة نفسها تقاوم - كعادتها - ولا تريد أن يعثر الشعب على الأغنية الوطنية المفقودة.

وقال «الأبنودى»: ما يبيض وجهنا قليلا ويؤكد أن شعبنا لا يموت، أنه حين لا يجد هذه الأغنيات التى تقف فى قامة أغنيات الستينيات، فإنه يبدع أغنياته بنفسه، وهذا ما حدث من شباب ميدان التحرير، وتلك الأعمال التى ظهرت فى الأيام الأولى للثورة وكتبها ولحنها شباب الميدان بأنفسهم، دون أن يعتمدوا على الإنتاج الموسيقى الضخم أو التصوير المبهر أو الأصوات المحترفة، لكنها أغنيات لا تنقصها الحرارة والوعى مثل «فى كل شارع فى بلادى»، وأغنيات حمزة نمرة، وأعمال الكثير من الفرق التى خرجت من دواوين فؤاد حداد وبعض الشعراء الشباب، ولكن هذا لا يكفى، خاصة أن هذه الأغانى لا تذاع فى الإعلام الرسمى، وتحاول أن تجد لنفسها مكانا فى الفضائيات.

وأضاف: لا أظن أن أغنية «فى كل شارع فى بلادى» غربية، حيث سعى من قدموا هذه الأغنية أن يصاحبها بعض أشعارى، وكنت فخوراً بذلك، وهذه الأغنيات التى يقولون إنها ليست من إبداع محترفين أحبها عندما أسمعها، وأعتقد أنه لو أتيحت الفرصة الإنتاجية لهؤلاء الشباب سيسدون جزءاً كبيراً من الهوة الواضحة فى المساحة بين الثورة والغناء.

وأكد «الأبنودى» أنه إذا جاءه خاطر شعرى وطنى فإنه قد لا يكتبه، لأن الأغنية فن مكلف، وإذا لم يكن باستطاعة المطرب وشركات الإنتاج تقديم هذه الأغنيات، موضحا أنه مع غياب الدعم الإعلامى سواء على مستوى الفكر أو التمويل فإنه يلجأ إلى القصائد ليعبر فيها عما بداخله من طموح وتخوف على هذا الوطن.

حلمى بكر: أغلب من قدموها جهلاء

الموسيقار حلمى بكر قال: الثورة تحولت إلى ائتلافات وإخوان وسلفيين، فهى بدأت جميلة ثم قفز عليها البعض، لذلك عندما نغنى للثورة سنخاطب من؟، فلابد أن يكون لدينا رمز أو اتجاه، لكن للأسف نحن نملك فى هذه الثورة الشىء وضده، فهل سنكون مع المؤيد أم مع الرافض؟ فهناك آراء مختلفة ولكل ما نملكه أن نغنى لمصر.

وأضاف بكر: الأغانى دائما تأتى كرد فعل لشىء حدث ونحن لدينا الفعل وهو الثورة، ولكن رد الفعل لم ينفذ حتى الآن، ولم نتفق على نتيجة نؤيدها ونخرج منها بعمل فنى، والأغنية حاليا أصبحت بلا نجم بالمفهوم الشعبى والجماهيرى، وأعلى مطرب يحقق مبيعات يوزع 40 ألف نسخة بينما الأجور بالملايين لذلك نعيش زمن الأجور بلا نجوم، ومازلنا مثل «القرعة التى تتزين بشعر بنت أختها»، ونستعير أغانى عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم وشادية لأننا لا نملك أغنية تعبر عنا. وأوضح بكر أنه تم عقد اجتماع مع أسامة هيكل، وزير الإعلام السابق، تم الاتفاق على تقديم أغان ترتقى بالذوق العام، لكن حدث نوع من الأنانية واختلف الموجودون على من يقود، لدرجة أنه تم تسجيل بعض الأغانى ولم يتم تصويرها.

وأضاف : أغلب من قدموا أغانى للثورة جهلاء، واستخدام الكمبيوتر فى أغانيهم كان كارثة على الموسيقى والمقامات الشرقية، وأصبحت أغانينا محبوسة فى الأسلوب الغربى، وهذا استهلاك العولمة وليس إبداعا، ومن هنا ظهر جيل أسير للكمبيوتر يفتقد للإبداع، ومشكلة الأغنية الوطنية هى نتيجة تراكم سنوات، وكلنا كنا نكذب على أنفسنا حتى أصبح من يظهر على السطح من هم مرشحون للميوزيك أورد ومن يغنون للحمار فى ظل غيبة للذوق العام.

ويتساءل بكر: هل ثورتنا أمريكية لكى يمسك كل شخص بالجيتار ويغنى لها.

على الحجار: أنفقت 430 ألف جنيه على ألبوم وطنى وتجاهله الإعلام

على الحجار قال: زمان أيام ثورة يوليو، وحتى أيام نكسة 67، كان هناك أغانٍ وطنية، لأن الحكومة كانت تتولى تقديم هذه الأغانى من خلال الإذاعة، وحتى الأغانى الوطنية التى كانت تقدم فى الاحتفالات الرسمية وأعياد أكتوبر كانت الحكومة تنتجها من خلال وزارات الإعلام أو الدفاع أو الثقافة، وحالياً يبرز سؤال مهم، وهو: لماذا لا تنتج مثل هذه الجهات أغنيات وطنية؟ فالمشكلة ليست عند الفنانين، لكنها عند الأجهزة الرسمية المسؤولة.

وأضاف: عندما أنتجت ألبومى الأخير عن الثورة لم يتم توزيعه، ولا أعرف أسباب ذلك، وكأن هذه الجهات لا تريد أن يفرح الشعب بنجاح ثورته، ولا تريد أن يسمع الناس أغانى تعطى شرعية للثورة، فزمان كان الموجى وصلاح جاهين وعبدالحليم والأبنودى شبه مقيمين فى الإذاعة لإحياء الحدث الوطنى، وكان هناك تكاتف للجهود ومساندة من الحكومة، لكن هذا لا يحدث فى الثورة الحالية، والموجود حالياً أغانٍ عن الشهداء واجتهادات شخصية لم تأخذ حقها، وأنا شخصياً أنفقت 430 ألف جنيه على ألبومى، ولم تذع منه أغنية واحدة.

وأكد «الحجار» أن الأغانى التى قدمت عن الثورة ليس كلها سيئاً، لأن هناك أغانى جميلة قدمها فنانون مثل: حمزة نمرة ورامى جمال، موضحاً أن التوزيع المعاصر للأغانى الوطنية مهم، لأنها تشبه جيل الشباب، وكل جيل له أفكاره وشكله الموسيقى.

مدحت صالح: قدمت 10 أغانٍ ولكنها لم تذاع

مدحت صالح قال: يجب أن نسأل المسؤولين عن أسباب غياب الأغنية الوطنية، فأنا مثلا قدمت حوالى 10 أغان وطنية منذ قيام ثورة 25 يناير مثل «غضب ملايين» و«ثوار العرب» و«دم الشهيد» و«الجدع جدع والجبان جبان» و«مين اللى قال الشهيد ميت» و«أنا مسلم وأخويا مسيحى» وآخر أغنية كانت بعنوان «حلفت بربى»، وللأسف لا فائدة من هذه الأغنيات لأنها ليست على رغبة المسؤولين ولا تذاع تقريبا إلا على قناة cbc.

وأضاف: لم أكن أنتظر أى عائد مادى من وراء تقديم هذه الأغانى، فلو كان هذا هدفى لكنت أصدرتها فى ألبوم، والغريب أن كل الفضائيات لديها هذه الأغنيات، ولا تذيعها لأنها ليست على هواها رغم أن شبكة الإنترنت تسجل أرقاما كبيرة لمن يدخلون لسماع الأغنيات الوطنية، خاصة أغنية «حلفت بربى». وأكد مدحت أن الحقيقة تؤكد تفاعل المطربين مع الحدث وتقديمهم كل ما يستطيعون فعله، موضحا أنه يحترم كل من قدموا ألبومات للثورة، لكنه حاليا لا يفكر فى إصدار ألبوم فى نفس الاتجاه، وإن كان من الممكن جمع الأغنيات الوطنية التى قدمها وإصدارها فى ألبوم بالتزامن مع احتفالات العيد الأول للثورة. وأشار مدحت إلى أنه لا يرفض الطابع الغربى الذى يسيطر على بعض الأغانى الوطنية حاليا، لأنه لابد أن يجرب الشباب ويقدموا ما يريدون طالما كان هدفهم نبيلا لأن هذه النوعية من الأغانى قد تستهوى بعض الفئات خاصة من الشباب، مؤكدا ضرورة تركهم يعبرون عن أنفسهم وألا تتم مصادرة آرائهم، خاصة أن التنوع مطلوب.

مدحت العدل: عندما نتوحد سنقدم أغانى جيدة

الشاعر مدحت العدل قال: الحالة الآن مختلفة عن تلك التى كانت موجودة أيام ثورة يوليو أو نكسة 67، فالفن وقتها كان موجها، وحتى عام 1956 لم تكن لعبدالحليم حافظ أغان وطنية ناجحة، لكن بعد أن دخلنا فى حروب بدأت الدولة توجه مجموعة من المؤلفين والملحنين والمطربين لتقديم أغان وطنية فضلا عن أنه كان هناك حدث التف الجميع حوله.

وأضاف: هناك مقولة منتشرة حاليا تصيبنى بـالضيق وهى «زمان كان فيه أغان وطنية وحاليا مفيش» وكأن الوطنية حكرا على أشخاص بعينهم، وللأسف الناس فى بلادنا يعشقون البكاء على الماضى.

وأوضح أن الرئيس عبدالناصر عندما أدرك تأثير الفن بدأ يجهز كتيبة من المبدعين كانوا فى نفس الوقت مؤمنين بالثورة وأفكارها، موضحا أن أغانى عبدالحليم كانت صادقة ووصلت إلى الناس لأنه كان مؤمنا بالثورة بينما هذا الوضع غير موجود حاليا.

وقال العدل: ليس هناك شىء واضح حالياً، فالثورة فى حالة متردية، لذلك من الصعب أن يكون فى ظل هذه الظروف توحد بين الفنان ووطنه، وإن كان لا ينفى أن لدينا أغانى جميلة مثل أغنية «يا بلادى»، فهى وصلت للناس، وأعتقد أنه عندما نتوحد سنقدم أغانى جيدة.

محمد ثروت: الإذاعة تراجع دورها وشركات الإنتاج لا تتحمس لهذه النوعية

محمد ثروت قال: مع بداية الثورة قدمت أغنية «برب طه والمسيح» وكان كل من يسمعها يبكى، وأنا شخصيا عندما أقدم أغنية وطنية أحرص على أن تكون مثل قطعة الآثاث «الاستيل»، فأغنياتى الوطنية القديمة مثل «صوت بلادى»، و«ولا أجمل من وطنى لا»، و«إن كان ع القلب مفيش غيرك» أشعر وكأنها قدمت لثورة يناير، والأغانى ليست بكثرتها، فالعبرة بالكيف وليس بالكم، وأذكر أن الشاعر والإعلامى عبدالرحمن يوسف اتصل بى، وقال إنه تأثر بمقطع فى أغنية «برب طه والمسيح» أقول فيه «جسر المحبة هتاكله النار ما تشمتوش فينا العدا».

وأضاف: الدور الذى كانت تلعبه الإذاعة فى دعم الأغنية الوطنية تراجع، بل لم يعد موجودا، ومن النادر أن نجد شركة إنتاج تنتج أغانى مثل «صوت بلادى» أو «مصر التى فى خاطرى»، ويجب أن نعترف بأن الأغنية الوطنية غائبة عن حياتنا منذ سنوات، وأنا شخصيا غائب عن الحفلات، التى تقدم فى المناسبات الوطنية منذ 15 عاما.

وأكد «ثروت» أنه ليس مع تصنيف الأغانى الوطنية الحالية إلى شرقية وغربية، لأن النغم ليس خاضعا للتصنيف، موضحا أن الشباب من المبدعين لابد أن يدركوا أننا شرقيون، وأن يعرفوا كل المقامات وفى النهاية أى عمل فنى ناجح يعبر عن وجهة نظر لابد أن يحترم.

أمير عبدالمجيد: إذا غاب الصدق غاب الفن

الموسيقار أمير عبدالمجيد قال: الحالة الفنية حاليا ليست مثل أيام ثورة يوليو أو نصر أكتوبر، فكل فترة تتغير حالة الأغنية، وتذهب إلى منطقة أخرى، وحتى عندما يقدم أى فنان أغنية وطنية ناجحة نجد أنه يستوحى بعض الجمل من أغانٍ قديمة، إلى جانب أن صناعة الغناء نفسها فسدت لأن كثيراً من العاملين فيها قليلو الخبرة.

وأضاف «عبدالمجيد»: الوطنية لا تشترى، فلابد أن تكون داخل كل إنسان، فأيام ثورة يوليو ونصر أكتوبر ونكسة 67 كان الأبنودى وعبدالحليم وبليغ حمدى يقيمون بشكل شبه دائم فى الإذاعة، رغم أن الإذاعة وقتها قالت «معنديش ميزانية»، لكن كانت هناك تضحيات وانتماء وهذا الوضع غير موجود حاليا ليس على المستوى الفنى فقط، ولكن فى كل المجالات، فلم يعد لدينا انتماء، وبالتالى يظهر هذا فى الفن، لأنه حالة من الصدق، وإذا غاب الصدق غاب الفن. وقال: حب الوطن حالة مستمرة بدليل أن أغانى ثورة يوليو تمت استعادتها مرة أخرى فى أحداث يناير، وأنا شخصيا قدمت قبل 15 سنة أغنية لعلى الحجار اسمها «اتبسمى يا بلادى» ومازالت تعيش حتى الآن، لكن فى نفس الوقت لا أعلم لماذا لا تذاع أغنية كتبها الشاعر وائل هلال وسجلتها فى الإذاعة، فهى لا تنحاز لفكرة أو شخص، لكنها تتحدث عن مصر، فالأغنية الوطنية يجب أن تكون فى حب الوطن وليس للأشخاص.

وأضاف «عبدالمجيد»: كل شخص حاليا يمسك بجيتار أو آلة غربية ويقدم نفسه على أنه مطرب الثورة، وهذا شىء غريب، والأغنية الوحيدة التى نجحت هى «يا بلادى»، لأنها أشبه بمن التقط صورة بجوار بليغ حمدى.

صلاح الشرنوبى: ظهور الأعمال الجادة مرتبط بعودة كرامة الغناء العربى

الموسيقار صلاح الشرنوبى: حتى الآن ليست هناك شرعية أو إرادة ثورية لدى المسؤولين عن الأغنية، فالثورة لم تكتمل بعد ولايزال لدينا فريق فى التحرير وفريق آخر فى العباسية، والفنانون زمان قديماً كانوا يعيشون ثورة حقيقية، وكان هناك التفاف حول المد الثورى ممثلا فى رفض الحكم الأجنبى، أما الآن فالثورة غير مكتملة ولا نستطيع أن نعبر عن آرائنا الفنية بأن نقول إن النظام السابق ظالم أو أن الثورة متعثرة أو نجحت، باستثناء الشهور الأولى للثورة التى عبر فيها بعض المبدعين مثل عبدالرحمن الأبنودى عن حالة الوطن.

وأضاف الشرنوبى: لقاء وزير الإعلام السابق أسامة هيكل بمجموعة من الفنانين لإطلاق مشروع الغناء الوطنى لم ينتج منه إلا القليل من الأعمال بسبب الأزمة الإنتاجية التى يمر بها مبنى ماسبيرو، وهذا المشروع كانت به لجنة للنصوص تتلقى الأغانى، وتبين أن كل من قدم أغانى عن الثورة كان يتم رفضها بسبب توجهات سياسية، لأنهم كانوا يريدون أغانى تتحدث عن بناء الدولة وليس عن الثورة والثوار. وأشار إلى أن الأغانى التى أفرزتها ثورة 25 يناير لن تعيش باستثناء أغنية «إزاى» لمحمد منير، مؤكدا أننا فى عصر تغيرت فيه الأغنية وتغير مناخها.

وقال الشرنوبى: حتى فى المناسبات الرياضية قبل ثورة 25 يناير كنا نسلك المنهج الغربى الذى يعتمد عليه الجيل الجديد، وأعتقد أن ذلك بمثابة فيروس غربى اخترعته أمريكا وإسرائيل ليصيبوا به كل ما هو شرقى لإلغاء الهوية المصرية.

وأضاف: أعجبتنى أغنية «يا بلادى»، لأن فيها رائحة الماضى ومستوحاة من لحن بليغ حمدى الذى يعود له الفضل فى التعبير عن كل المناسبات الوطنية التى عاشتها مصر، ولكى تظهر أغنية وطنية جادة لابد أن يعود للغناء العربى كرامته، لأن كل الاجتهادات الموجودة مؤقتة، ويجب أن نؤمن بالثورة ونطهر كل المؤسسات حتى يستطيع المبدعون التعبير عن الناس.

عزيز الشافعى: البساطة سبب نجاح «يا بلادى»

الملحن عزيز الشافعى قال: أغنية «يا بلادى» التى قدمتها بعد الثورة نجحت لأنها بسيطة سواء فى الكلمات أو اللحن، لذلك وصلت إلى الناس بسهولة، ولا أنكر أن «التيمة» التى استوحيتها من لحن الموسيقار الكبير الراحل بليغ حمدى كانت من أسباب نجاح الأغنية وكشفت عن جمالها لكن فى نفس الوقت لو كنت استخدمت هذه «التيمة» بشكل سيئ ما كانت ستصل للجمهور.

واعترف الشافعى بأن الأغانى، الوطنية التى قدمت بعد ثورة 25 يناير تميل للون الغربى موضحا أنه ليس هناك مشكلة فى ذلك طالما تحقق النجاح وتعبر عن الشباب وتصل إليهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية