كشفت نقابة المهن العلمية، عن أن استخدام وزارة الداخلية لقنابل الغاز المسيل للدموع خلال الأحداث الأخيرة بميدان التحرير بكثافة، أدى إلى إصابة الكثيرين من المحتجين بحروق في الرئتين والبلعوم والعمى المؤقت.
وتجري النقابة حاليًا تحليلًا لعينات من القنابل التي تم إطلاقها على المتظاهرين بالمعامل المختصة وإعداد تقرير يتناول التفسيرات العلمية لمكونات هذه القنابل وتأثيرها السلبي على الإنسان لعرضه في أقرب وقت على الرأي العام.
كان مجلس النقابة برئاسة الدكتور محمد فهمي طلبة، نقيب العلميين، كلف، الأسبوع الماضي، شعبة الكيمياء بالنقابة، بإعداد تقرير علمي مثبت بالتحاليل عن القنابل المسيل للدموع التي استخدمت في المظاهرات والاشتباكات الأخيرة بين الأمن والمتظاهرين بميدان التحرير وخلال أحداث 19 نوفمبر الشهر الماضي.
وقالت النقابة في بيانها، الجمعة، إن اللجنة التي تم تكليفها من شعبة الكيمياء رصدت بعض المشاهدات الميدانية بشكل مبدئي والتي أفادت بأن استخدام أجهزة الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة عالية بالإضافة إلى الزحام الشديد للمحتجين وسوء التهوية ضاعف من أثر هذه الغازات على المتظاهرين وأدى إلى إصابة الكثيرين منهم بحالات اختناق وبحروق فى الرئتين والبلعوم والعمى المؤقت.
وأكد التقرير المبدئي أن قنابل الغاز التي استخدمتها وزارة الداخلية «تقضي بالموت على من عنده مشاكل صحية، خاصة تلك المتعلقة بالأمراض الصدرية والتنفس»، مشيراً إلى أن النقابة ومن فيها من علماء ومتخصصين بصدد «تحليل بعض العينات بمعامل مختصة وإعداد تقرير يتناول هذا الموضوع من الجوانب العلمية في أقرب وقت».
وتابعت النقابة في بيانها أن للمصريين الحق الشرعي فى الاحتجاج بالطرق السلمية وهى حقوق كفلتها الدساتير والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، مطالبة أبناء الشعب باستخدام بعض طرق الوقاية للتخفيف من تأثيرات هذه الغازات المسيلة وذلك عن طريق «استخدام الأقنعة أو المناديل الورقية المبللة بالماء والخل ووضعها على الأنف وغسل الوجه بالماء والصابون المصنع بزيت الزيتون وعدم لمس العين عند الإصابة».
وأشار البيان إلى أن الأحداث تحتم على النقابة والعلماء الوقوف ضد هذه الأحداث خاصةً أنها رأت «مختلف فصائل الشعب يقصف بوابل من صنوف القنابل المسيلة للدموع وما تردد حولها من كونها سامة وتحتوي على مواد خطرة ذات أعراض جانبية خطرة»، مؤكداً أن مجلس النقابة قرر متابعة هذه الأحداث وتشكيل لجنة مكونة من نخبة من المتخصصين لإعداد الدراسات وتقديم التقارير الخاصة بالموضوع وعرض الحقائق للشعب عموما والجهات المعنية لاتخاذ اللازم.
وقال الدكتور أسامة أبو العينين، وكيل أول النقابة العامة، رئيس لجنة العلاقات العامة والاتصالات الخارجية، لـ«المصري اليوم»، إن تقرير شعبة الكيمياء عن القنابل المسيلة للدموع التي استخدمتها وزارة الداخلية ضد المتظاهرين في أحداث التحرير الأخيرة سيصدر خلال الأيام المقبلة بطريقة مفصلة وعلمية، مؤكداً أن بريطانيا كانت قد استخدمت نوعاً من هذه القنابل عام 1956 وأن المجتمع الدولى حرم استخدامها، خاصة التي تحتوي منها على مادة «CR».