x

تساؤلات حول مستقبل القاعدة بعد أن فقدت رأسها وملهمها

تصوير : أ.ف.ب

ارتبط اسم تنظيم «القاعدة» بمؤسسه وزعيمه الراحل أسامة بن لادن، بما فرض تساؤلاً مهماً بعد اغتياله: ما هو مستقبل القاعدة بعد أن فقدت رأسها وملهمها؟

فالتنظيم يشهد عدة تحديات ظهرت فى وقت واحد، ولعل أبرزها وأكثرها إلحاحاً هو الاستقرار على قائد للتنظيم فى ظل الصراع بين عدة شخصيات على الوصول لقمة التنظيم، وأبرزهم المصرى أيمن الظواهرى واليمنى أنور العولقى، مع احتمال حدوث صراع على قمة التنظيم بين أجنحته المختلفة.

كما تزداد المخاوف داخل التنظيم من احتمال استمرار الضربات الأمنية الأمريكية للتنظيم، خاصة بعد تغيير الولايات المتحدة قواعد اللعبة فى صالح الاعتماد أكثر على الاستخبارات البشرية لتوجيه الآلة التكنولوجية الأمريكية، بما دفع التنظيم بدوره لتغيير قواعد اللعبة ومحاولة الاعتماد على أشخاص غير مشتبه بهم فى الغرب لتنفيذ عملياته. وتشكل الثورات العربية تحدياً مختلفاً للقاعدة، لأنها تؤشر لقدرة الشعوب على التغيير بعيداً عن العنف، لذا يشكل نجاح تلك الثورات أو فشلها نقطة مفصلية فى تواجد التنظيم فى المنطقة العربية، وما إذا كان سيحد من خريطة انتشاره، التى تشمل بالأساس «الدول الفاشلة»؟!

 

استراتيجية المواجهة فى حرب الإرهاب تتغير بعد مقتل بن لادن

أنهت عملية عسكرية لم تتجاوز الساعة، أطول عملية مطاردة فى التاريخ لشخص مطلوب، وانتهت أسطورة أسامة بن لادن، ولكن الولايات المتحدة أكدت أن حربها ضد تنظيم القاعدة لم تنته بمقتل زعيمه، فيما يؤكد المراقبون والخبراء أن الحرب بين الجانبين ستستمر، وإن كانت ستتغير استراتيجيتها.

وفيما يتعلق بتكتيكات القاعدة فى حرب الإرهاب، يرى ماثيو ليفيت، مدير برنامج «ستاين» الأمريكى لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن موت بن لادن سيوفر على المدى القريب فرصة لمجنِّدى الإرهابيين وجامعى التبرعات كما حدث بعد موت تشى جيفارا، حيث سيظهر بن لادن على الملصقات والقمصان من نوع «تى شيرت» لفترة طويلة مقبلة كأداة إعلانية وجامعة للتبرعات.

وحول التكتيك المتبع فى الحرب، فإن التنظيم اعتمد على استراتيجية «تفجيرات أقل»، و«قتال أكثر فى الشوارع»، وذلك بدلا من المتفجرات التقليدية والتكتيكات الإرهابية القديمة لضرب أهداف سهلة كما فى تفجيرات بالى عام 2002.

لذلك يتوقع الخبراء أن تركز القاعدة هجماتها فى فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وأمريكا، وذلك أسوة بما تم فى مؤامرة مطار هيثرو عام 2006، التى كانت تهدف إلى تفجير عدد من طائرات الركاب المتجهة من لندن إلى الولايات المتحدة بصورة متزامنة، وكان من الواضح من التقارير الإخبارية أن الخطة التى كانت تستهدف دولا أوروبية تنطوى على القيام بهجمات، أقل فى الحجم وفى عدد المهاجمين، قد تتضمن استخدام مدافع رشاشة لاستهداف مجموعات من السياح الموجودين بالقرب من المعالم العامة. ومن ضمن ذلك التكتيك العمليات الأخيرة، بما فى ذلك هجوم مومباى فى نوفمبر 2008، ومحاولة تفجير سيارة فى ميدان «تايمز سكوير» فى مايو 2010.

وبالتالى فإن التنظيم يقوم بصورة تدريجية بإعداد «جيش جديد» مؤهل لشن حرب مدن تقليدية، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز، يعتمد على الجيل الثانى لتنظيم «القاعدة»، تم إعدادهم من خلال حركات التمرد التقليدية فى العراق وأفغانستان، والبعض الآخر هم غربيون من أفراد الجاليات المسلمة الموجودة فى الغرب أو متحولون إلى الإسلام.

وبمساعدة من يطلق عليهم أصحاب البشرة النظيفة، الذين يصعب على أجهزة الأمن الغربية اكتشافهم، يتوقع أن يعتمد التنظيم أيضاً على تكتيكات مثل عمليات الجيش الجمهورى الأيرلندى، التى تستهدف مناطق مكتظة بالسكان، وذلك باستخدام الأسلحة التقليدية (مثل الرشاشات والقذائف الصاروخية)، والأسلحة التى عادة ما يستخدمها الإرهابيون (مثل العبوات الناسفة). وهذا النمط، المختلف عن نمط التفجير المتزامن لطائرات ركاب أو تدمير ناطحات السحاب، هو النمط الجهادى الذى وضعه عبدالعزيز المقرن، الزعيم الراحل لتنظيم «القاعدة» فى السعودية، الذى وضع دليلا للقتال فى المدن، عنوانه: «الحرب ضد المدن». وإذا كان مخبأ بن لادن لا مجال فيه للاتصال عن طريق الهاتف أو الإنترنت، لمحاولة حمايته من المراقبة الإلكترونية، التى اشتهرت بها المخابرات الغربية، فإن المفارقة بسقوطه نتيجة «الاستخبارات البشرية» عن طريق عميل ستؤثر على تكتيك التعامل فى الحرب على الإرهاب. ويرى المراقبون أن التقارير أظهرت أن الطرق التقليدية بتجنيد العملاء والجواسيس أثبتت فعاليتها مقارنة بأحدث الوسائل التكنولوجية.

وعلى صعيد آخر فإن تجنيد العملاء والاعتماد على التكتيكات البشرية سيساهم فى دعم التكتيكات العسكرية فى الحرب على الإرهاب، التى تعتمد بشكل أساسى على الغارات، التى تشنها واشنطن باستخدام الطائرات بدون طائرات خاصة فى المناطق القبلية فى باكستان واليمن.

 

«القاعدة بلا زعيم».. سقط الرأس والفكر مازال منتشراً

 

اعتقد الكثيرون أن العالم تخلص من كابوس الإرهاب بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى عملية استغرقت 40 دقيقة، وتعالت أصوات الملايين من الشعوب المختلفة بالابتهاج والنشوة ظنا بأن الأمن والاستقرار سيسودان البؤر الملتهبة بعد رحيل بن لادن، وأن بقية أعضاء الفريق سيسقطون بعد قطع الرأس المدبر.. ولكنه لايزال شعوراً مؤقتاً ومشوباً بالحذر مع ظهور سيناريوهين متوقعين فى الأيام المقبلة: الأول يدور حول تصاعد العمليات الإرهابية خاصة بعد تهديدات التنظيم بالانتقام ردا على مقتل زعيم «القاعدة» والبرهنة على أن قوة الكيان كامنة فى خلاياه وكوادره التى عكف بن لادن ومساعده أيمن الظواهرى طوال سنوات على بنائها وتقوية شوكتها لتنفيذ أهداف التنظيم وعلى رأسها كسر هيبة دول الغرب الكبرى .... أما السيناريو الثانى فمؤداه أن أسهم «القاعدة» هبطت فى السنوات الأخيرة على ضوء ضعف القيادة وفقدان بن لادن منذ فترة لتأثيره وسحره على أبناء التنظيم لاعتبارات المرض والتقدم فى السن، مما يعنى أن التنظيم يسير بقوة الدفع ذاتيا معتمدا على جهود وأفكار الصغار بعد أن صار بن لادن كالأسد العجوز، وبالتالى يبحث أعوان الزعيم الغائب عن طريق آخر يسيرون فيه لتربية قيادة جديدة تضخ الدم فى شريان التنظيم وهو دافع كاف للتخوف من نشاط مفاجئ وملحوظ ومرتقب لـ«القاعدة» خلال الأيام المقبلة.. نشاط يحاول به التنظيم توصيل رسالة إلى العالم بأن الجسم سليم وحى ومايحتاجه هو عملية تجميل لزرع رأس جديدة تديره وتقوده.. ومع الوقوف عند كلا الاحتمالين يظل مشهد «العالم بدون بن لادن» باعثا على التساؤل والتريث وعدم التسرع فى الإحساس بالنصر. «قتل بن لادن.. لكن لم تقتل القاعدة».. كانت هذه هى مواقف المحللين والمراقبين سواء كانوا من الخبراء السياسيين المتابعين لرحلة التنظيم، أو الخبراء العسكريين الذين كونوا آراءهم من زياراتهم إلى أفغانستان وباكستان أو حتى متخصصين التقوا بقيادات من التنظيم فضلا عن قادة الحركات الإسلامية.

ورأى الفريق الأول أن «القاعدة» تنظر إلى بن لادن باعتباره «فكرة» يمتلك روح الزعامة أو الكاريزما وبالتالى تنتقل أفكاره إلى المحيطين به من المؤمنين بقضيته ويتشربونها لتصبح هى الرافد الرئيسى لنشاطهم وعملياتهم المنتشرة فى العالم وليس الشخص.

كما استند المتخصصون إلى أن الناحية العملية والاستراتيجية لـ«القاعدة» لن تتأثر بمقتل بن لادن بل ستزداد عدوانية وشراسة أكثر من أى وقت مضى، موضحا أن التنظيم كان يُدار فى السنوات القليلة الماضية بعقلية الظواهرى وليس بن لادن، وذلك بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بمرض الفشل الكلوى، وعلى ضوء هذه القراءة تشير الدلائل إلى أن «القاعدة» ينتهج أسلوب اللامركزية فى اتخاذ القرار ولا يعتمد على مجلس شورى التنظيم فى إقرار الخطط والعمليات الانتحارية بل يعتمد على القادة الجدد المحليين المرتبطين بالخلايا النائمة فى إطار الهيكل الاستراتيجى للتنظيم، وهذا يؤكد أن التنظيم يمثل خطراً كبيراً على الدول التى يستهدفها بعملياته نظرا لأن اختيار القائد المحلى هو الوحيد الذى يتخذ توقيت وكيفية تنفيذ العمليات الإرهابية كيفما يشاء، ودون الرجوع إلى القيادة الرئيسية.

ومن هذا المنطلق يتبين أن «القاعدة» لا يعمل مركزيا على مستوى العالم، وإنما يعتمد على تنفيذ العمليات التى تتم فى الدول التى بها أذرع للتنظيم سواء فى شمال غرب أفريقيا أو اليمن بدون توجيهات مباشرة من الزعيم الأكبر، مما يبرهن على أن هذه الأذرع تعمل وفق فكر التنظيم ليطبقونه فى النهاية بصورة شبه مستقلة عن الرأس الأعلى.

وتبنى فريق آخر وجهة النظر القائلة إن مستقبل التنظيم بعد بن لادن «أصيب فى مقتل» وتضاعفت فرص ضعفه، ومع توقع انتقال القيادة إلى الظواهرى– الذى يتمتع هو الآخر بكاريزما وخبرة حركية وفكرية فاقت بن لادن- من الممكن أن يشهد التنظيم حالة من الاستيقاظ بما ينبئ بضربات نوعية ضد أهداف أمريكية وفى عواصم أوروبية وفى منطقة الشرق الأوسط.. ويتقاطع هذا السيناريو مع احتمالية دخول حركتى «طالبان» الأفغانية والباكستانية على خط المواجهة.

وأمام هذين السيناريوهين تتضح خطورة الثقة بأن العالم سينعم بالهدوء والسكينة بمجرد سماع خبر رحيل بن لادن، إذ تحمل معطيات الحدث مؤشرات على الدخول فى جولة جديدة من «الحرب على الإرهاب» يستعد لها أعضاء «القاعدة» من تلاميذ بن لادن رغبة فى إثبات أن التنظيم تحركه الأفكار وليس رهنا بشخص أو قائد أو حتى زعيم روحى فى مكانة بن لادن.. وهو الهاجس الذى يطارد الرئيس الأمريكى باراك أوباما رغم زهوته بانتصار العملية الأخيرة، وآخر تصريح له بأن «ماحدث لايعنى الانتصار على الإرهاب» أبلغ دليل على أن ملف «القاعدة» مفتوح، ومن المبكر جدا الحديث عن أمان العالم بينما عيون أجيال التنظيم تتفتح والعقول تتشكل على مزيد من المواجهات الساخنة.

 

الثورات العربية بين الإجهاز على القاعدة أو منحها «قبلة الحياة»

 

خرجت الثورات العربية وتنظيم «القاعدة» إلى النور لإحداث تغيير فى المجتمعات العربية، لكن كلاً منها استخدم أساليب مختلفة وأنتج بالتالى نهاية مغايرة، بما يثير التساؤل حول ما إذا كان مقتل أسامة بن لادن مع بداية «ربيع الثورات العربية» يشكل ضربة استراتيجية قد تكون قاضية لتنظيم القاعدة أم لا؟

وبدا خطاب القاعدة دوما مرتكنا فكرة التغيير بالقوة، حتى فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، خاصة فى بلدان الخليج والمغرب العربى، ولذا كانت دعواهم الدائمة فى الخليج مثلا هى «اخرجوا الكفار من جزيرة العرب»، وفى المغرب العربى ظهرت الدعوة لاستهداف النظم العلمانية التى اعتبروها معادية للإسلام.

ولا شك أن نجاح الثورات العربية من عدمه سيحدد كثيرا تواجد القاعدة فى المنطقة العربية، ولعل أبرز دليل على ذلك أنه فى الوقت الذى يتحدث فيه الليبيون - على اختلافهم بين معارضة وموالين للقذافى - عن وجود القاعدة بين صفوف الطرف الآخر، وإشارة العديد من المصادر الغربية إلى وجود «القاعدة» أيضاً هناك، ظهرت فى اليمن أيضاً القاعدة فى عدة مرات من خلال استيلائها على بعض المدن والبلدات لفترات زمنية قصيرة قبل أن تقوم بترك تلك المدن، هذا فضلا عن اتهام الرئيس اليمنى على عبدالله صالح بالتمتع بدعم القاعدة.

وعلى الرغم من أن الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى حيا الثورات العربية، وكذلك فعل تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى لكن مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية تشير إلى أن انتصار الثورات العربية يشكل نكسة وضربة للتنظيم، بينما تشكل هزيمتها «قبلة الحياة» للتنظيم.

فنهاية فكر سياسى تكون دائما بإثبات عدم جدواه وأن هناك فكراً آخر أكثر جدوى وأفضل يمكن استخدامه لمواجهة ما يواجه المجتمع من مشكلات، ولذا بدا واضحا أن الفكر الذى تطرحه القاعدة لاستخدام العنف لتغيير الحكام لم يجد نفعا فى دول الخليج والمغرب العربى، بينما تمكنت الثورات العربية فى مصر وتونس من تحقيق انتصارات ملموسة.

ورجحت مجلة فورين بوليسى أن يسعى بعض القيادات داخل القاعدة للاستفادة من «ربيع الثورات العربية» من أجل تقديم التنظيم بشكل «أقل دموية» لكى «يستغل اللحظة»، خاصة مع استمرار الضربات الموجعة للتنظيم، غير أن مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية رجحت أن يكون لمقتل بن لادن تأثير عكسى فى هذا الإطار، حيث لن يتمكن التنظيم من أن يظهر بشكل ضعيف فى هذه المرحلة بل سيسعى للرد بشكل «مدو» على اغتيال زعامته التاريخية.

ويشير الكاتب الأمريكى مارك لينش إلى أن الديمقراطية فى الدول العربية على الجانب الآخر، قد تعنى تحول العديد ممن يميلون إلى الفكر العنيف وفكر القاعدة إلى التيار السلفى الذى لا يحبذ العنف ويهتم بالشؤون الدينية على حساب الشؤون السياسية.

وتشير التقارير الغربية كذلك إلى أن اندماج الحركات الإسلامية ذات الطابع السلمى، ومن بينها الإخوان المسلمين على سبيل المثال، سيكون حائلا دون انضمام المزيد من «المتطوعين» إلى التنظيم الجهادى، خاصة فى مجتمعات ساد فيها النظام العلمانى لفترة مثل مصر وتونس.

 

«كنز» معلومات بن لادن.. سلاح أمريكى لتعقب قيادات «القاعدة»

 

خلافا للجدل الافتراضى وتصريحات المسؤولين السياسيين بأن مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يمثل ضربة قاصمة للتنظيم برمته، وربما يؤدى لانهياره، فإن «كنز» أو «غنيمة» المعلومات التى حصل عليها فريق البحرية الأمريكى الذى اقتحم مقر بن لادن، من أشرطة فيديو وأجهزة كمبيوتر ووثائق وما تحتويه من معلومات وخطط لشن هجمات مستقبلية، يمثل مكسبا محوريا للولايات المتحدة فى تعقب قيادات التنظيم والوقوف على عملياته والبحث عن مصادر تمويله.

وفى الوقت الذى يسابق فيه فريق أمريكى متخصص من الاستخبارات الأمريكى ومكتب التحقيقات الفيدرالى، دراسة الوثائق، وتحليل ما تتضمنه من معلومات قيمة تقودهم لقيادات أخرى فى التنظيم، ومخططات «إرهابية» محتملة، فإن تكتيكات قيادات القاعدة فى التخفى والتمويه وتغيير المراسلات التى جعلت أمريكا تستغرق 10 سنوات كاملة للوصول إلى بن لادن قد تعطى التنظيم عمرا إضافيا فى البقاء بغالبية قوته وكوادره.

وعثرت الولايات المتحدة على كم هائل من المعلومات والمعدات الإلكترونية و5 أجهزة حاسب آلى وأقراص مدمجة وفيديو، و100 جهاز تخزين وكمية هائلة من الوثائق يتم فحصها على قدم وساق، غير متوقعين الحصول على كل هذا المنجم من الذهب لافتقار منزل بن لادن فى قرية أبوت أباد الباكستانية إلى وسائل الاتصال من هاتف وإنترنت، وكونه كان يتواصل مع العالم الخارجى عن طريق مراسيل، واعتبر مسؤولون فى المخابرات الأمريكية أن مقر بن لادن كان «مركزا نشطا للقيادة والسيطرة» ظل فيه زعيم القاعدة مسيطرا على استراتيجية وعمليات التنظيم، بما يعنى أنه لو صحت تلك التصريحات فستكون واشنطن حصلت على مرادها من معلومات تمكنها من ملاحقة لائحة قيادات التنظيم ورصد مصادر التمويل حتى لو حصلت على حساب مصرفى واحد بما يمكنها من كشف وملاحقة جميع البنوك أو المؤسسات المتورطة فى التمويل والدعم وتوفير الأسلحة، وطبيعة العلاقة بينه وبين باكستان التى نجح فى الاختباء بها منذ 2003.

وعلى الجانب الآخر، يعتبر مسؤولون أمريكيون أن تلك المهمة ليست سهلة وقد تستغرق أشهرا أو ربما سنوات، خاصة أن هناك أشرطة فيديو لا تحتوى على أصوات دون معرفة السبب، ويقول المحللون إن الفريق المتخصص سيقوم أولا بتفكيك الأجهزة، بعناية خوفا من وجود أشراك خادعة ممكن أن تمحو الملفات، وبعده سيتم استخراج نسخ من جميع البيانات المخزنة، من خلال عملية غربلة الملفات المؤقتة ومحاولة فك رموز التشفير، وقال ديفيد ليندهال، وهو عالم فى الوكالة السويدية لأبحاث الدفاع ومقرها استوكهولم، إنه من غير المرجح أن تكشف البحوث المضنية عن دفعات كبيرة من المعلومات الواضحة عن القاعدة، لكن هناك «مئات الآلاف من التفاصيل الدقيقة»، ويقول الخبراء إن كبار المطلوبين أكثر وعيا وإدراكا بعملية المطاردة الدولية، وأن بن لادن استخدم على وجه التأكيد عملية تشفير لحماية بعض ملفات جهاز الكمبيوتر الخاص به.

وفى المقابل، يرى محللون فى شؤون الإرهاب أن التنظيم وقيادته والذى تأخر فى الإعلان عن مقتل بن لادن خشية التعرض لضربة أخرى، يعرفون جيدا أهمية المعلومات التى تم العثور عليها، وأنهم منذ سنوات بدأوا يأخذون احتياطاتهم ولا يتجمعون بشكل مباشر أو بعدد كبير فى مكان واحد، وأنهم باستمرار يغيرون مواقعهم.

ومع أن الوقت مازال مبكراً فى الكشف عما وجدوه من معلومات إلا أن الأمريكيين أعلنوا أنهم تأكدوا من العلاقة الوثيقة بين القاعدة والتنظيمات الإرهابية التى شكلتها إيران لنشر نهج ولاية الفقيه، وكشفت المعلومات وجود تعاون وتنسيق قوىً بين القاعدة فى العراق وأفغانستان والحرس الثورى الإيرانى عبر فيلق القدس المتخصص فى تنفيذ عمليات فى الدول العربية وأفغانستان وتجنيد الأنصار، ونشر تقرير «كرونوس» المعد للكونجرس الأمريكى أن «إيران أقامت بهدوء علاقة عمل قوية مع أبرز قادة القاعدة، بهدف التصدى للنفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا».

ويرى خبراء أن عملية قتل بن لادن تكشف حدود ضربات الطائرات بدون طيار على المناطق القبلية الباكستانية وضرورة مراقبة المدن عن كثب، إذ بلغت تلك الهجمات أكثر من 100 فى 2010 واسفرت عن سقوط أكثر من 670 قتيلا، لم تؤد إلى النتيجة المطلوبة ويجب إعادة النظر فيها، كما يرجح أن غالبية قيادات القاعدة غادرت المناطق القبلية منذ سنوات.

تنظيم «القاعدة».. «شبكة عابرة للحدود» ارتبط انتشارها بمفهوم «الدول الفاشلة»

عمل «تنظيم القاعدة»، منذ بداية تأسيسه بشكله الواضح فى تسعينيات القرن الماضى، على توسيع رقعة نشاطه، فتفرعت عنه تنظيمات وجماعات أعلنت ولاءها وتبعيتها له فى أكثر من منطقة جغرافية فى العالم، فى مشرق العالم العربى ومغربه وفى شرقى أفريقيا وكذلك فى جنوبى آسيا، وفى حين أن بعض تلك التنظيمات يتلقى التعليمات على الأرجح مباشرة بأوامر القيادة المركزية للقاعدة، فإن تنظيمات أخرى كانت تتحرك بقدر أكبر من الاستقلالية.

ومن أبرز تلك المواقع الجغرافية التى شهدت تنظيمات متفرعة عن «القاعدة»، العراق والسعودية واليمن والمغرب العربى والقرن الأفريقى وجنوب شرق آسيا. ففى العراق، نشطت «القاعدة» عقب الغزو الأمريكى عام 2003، تحت مسميات مختلفة بدءاً بـ«قاعدة الجهاد والتوحيد» مروراً بـ«قاعدة الجهاد فى بلاد الرافدين» ووصولاً إلى «دولة العراق الإسلامية»، واقتصرت عمليات التنظيم فى البداية على القوات المحتلة، لكنها توسعت لاحقاً إلى ضرب كل ما يتصل بالحكومات التى تعاقبت على حكم العراق منذ الغزو، فضلا عن المدنيين. وكان من أبرز قادة «القاعدة» فى العراق هو الأردنى أبو مصعب الزرقاوى، الذى قتل فى غارة أمريكية عام 2006.

وفى السعودية، نشطت القاعدة فى المملكة منذ منتصف تسعينيات القرن الـ20 بغرض «محاربة الوجود الأمريكى والغربى»، ونفذت سلسلة عمليات استهدفت إحداها قاعدة عسكرية أمريكية فى الظهران بالسعودية عام 1996، حيث انفجرت شاحنة محشوة بطنين من المتفجرات عند مدخل القاعدة الأمريكية، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً، جميعهم أمريكيون. وتعرض التنظيم، الذى نشط باسم «قاعدة الجهاد فى بلاد الحرمين»، ثم «القاعدة فى جزيرة العرب»، لحملات أمنية متعاقبة، أسفرت عن مقتل العشرات واعتقال المئات، مما اضطر الكثير من عناصره إلى الانتقال إلى دولة «اليمن» المجاورة، التى برز فيها نشاط التنظيم، عقب التفجير الذى استهدف المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» فى ساحل عدن فى 12 أكتوبر 2000، والذى أودى بحياة 17 بحاراً أمريكياً.

وينشط الفرع اليمنى لـ«القاعدة»، تحت اسم «القاعدة فى جزيرة العرب»، وقد توحد فى 2009 تحت هذه الراية مع الفرع السعودى، وأعلن التنظيم فى 2010 تشكيل تنظيم باسم «جيش عدن- أبين» لمحاربة من سماهم «الصليبيين».

وعلى الرغم من أن عمليات القاعدة فى اليمن استهدفت بالأساس أهدافاً غربية بينها سفارات، لكن التنظيم يخوض مواجهة مفتوحة مع السلطات اليمنية، حيث يستهدف مصالح حكومية على رأسها الأجهزة العسكرية والأمنية.

وانطلق نشاط «القاعدة» فى منطقة المغرب العربى من الجزائر عبر «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، التى انشقت فى 1998 عن «الجماعة الإسلامية» المسلحة المتهمة بقتل عشرات آلاف الجزائريين خلال سنوات العنف التى شهدتها البلاد بدءاً من تسعينيات القرن الماضى. وفى 2007، أُعلن عن تشكيل «تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى»، الذى تركز نشاطه فى البداية داخل الجزائر، لكنه تمدد شيئاً فشيئاً فى المنطقة، فشن سلسلة من العمليات فى موريتانيا ومالى والنيجر، وشملت عملياته هناك خطف وقتل رهائن غربيين.

وفى المغرب العربى أيضا، نشطت الجماعة الليبية المقاتلة التى أعلن الرجل الثانى فى القاعدة أيمن الظواهرى فى 2007 انضمامها إلى «القاعدة»، لكن قيادة الجماعة قامت بمراجعات وأعلنت تخليها عن «العنف»، وأفرج عن أغلب أعضائها فى 2010 و2011، وغيرت اسمها أخيرا إلى «الحركة الإسلامية الليبية للتغيير».

وفى القرن الأفريقى، نشطت «القاعدة» منذ تسعينيات القرن الماضى، واستهدفت فى 1998 سفارتى الولايات المتحدة فى كينيا وتنزانيا. وقالت الولايات المتحدة إن الصومال باتت ملاذا لعناصر «القاعدة»، منذ كان «اتحاد المحاكم الإسلامية» مسيطراً. وبات الأمر أكثر وضوحاً، بعدما شكلت فى 2007 «حركة الشباب المجاهدين» التى انشقت عن المحاكم الإسلامية، وأعلنت مطلع 2010 ولاءها لـ«القاعدة» ولزعيمها أسامة بن لادن.

وفى آسيا، تنشط جماعات تتهم بأن لها صلات بتنظيم القاعدة منها جماعة «أبو سياف»، التى تتمركز فى جزيرة مندناو بالفلبين، والتى أسست فى 1991. وهناك أيضا «الجماعة الإسلامية» فى إندونيسيا، ولا يوجد فى غرب آسيا جماعات متفرعة عن تنظيم القاعدة وإنما هناك تنظيمات وحركات موالية له، وعلى رأسها حركة «طالبان» بشقيها الأفغانى والباكستانى، كما تتوارد معلومات تفيد بوجود روابط بين التنظيم والجماعات الإسلامية فى الشيشان وبعض دول القوقاز.

وفى دراسة أعدها د. حسنين توفيق إبراهيم، أستاذ العلوم السياسية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة القاهرة، قال إن «أيديولوجية الراديكالية ذات المنطلقات الدينية» لتنظيم القاعدة من أهم العوامل التى ساعدت على انتشاره جغرافياً، لاسيما أن كل عناصر الجيل الأول من أعضاء التنظيم هم ممن يُطلق عليهم «الأفغان العرب»، وهم يحملون جنسيات بلدان عديدة، وكانوا قد توجهوا إلى أفغانستان خلال ثمانينيات القرن العشرين للمشاركة فى الجهاد ضد الاحتلال السوفيتى. وبعد انسحاب الاتحاد السوفيتى من أفغانستان، عاد بعض «الأفغان العرب» وغيرهم من مواطنى بعض الدول الإسلامية الذين شاركوا فى الجهاد الأفغانى إلى بلدانهم، وأسهموا بدرجة أو بأخرى فى نشر أيديولوجية القاعدة.

ويرى «إبراهيم» أنه على الرغم من وجود بعض الاختلافات بين فروع تنظيم القاعدة فى المناطق المختلفة، سواء من حيث ظروف النشأة، أو الأهداف المرحلية، أو الأساليب، فإن كل فروع التنظيم وخلاياه تنطلق من أيديولوجية القاعدة، ومن هنا فإنه يعد بمثابة «شبكة عابرة لحدود الدول»، وليس تنظيمًا مركزيًا هرميًا بالمعنى المتعارف عليه.

ورصد إبراهيم أبرز عناصر هذه الأيديولوجية، وهو إقامة الخلافة الإسلامية على نهج النبوة وتطبيق شرع الله، وممارسة الجهاد العالمى ضد اليهود والصليبيين من أجل تحرير فلسطين، ومواجهة الهيمنة الغربية خاصة الأمريكية على العالم الإسلامى، ونصرة المستضعفين وتخليصهم من الظلم. ويقول «إبراهيم» إن استمرارية التنظيم وانتشاره جغرافيًا هما محصلة لمجموعة من العوامل المتداخلة، بعضها يتعلق بالأزمات البنيوية الداخلية التى يعانى منها العالم العربى والإسلامى، وبعضها الآخر يتعلق بعوامل إقليمية ودولية، أبرزها سياسات كل من إسرائيل والولايات المتحدة والغرب عمومًا تجاه العرب والمسلمين.

ولعل الأمر يرتبط هنا بشكل مباشر بمصطلح «الدول الفاشلة» - التى يتم تعريفها على أنها الدول التى لا تستطيع القيام بالوظائف الأساسية المنوطة بها مثل توفير الأمن والخدمات العامة - والذى ازدادت أهميته عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث تقول مجلة «فورين بوليسى» إن ذلك المصطلح أضحى يُنظر له من منظور أمنى دفاعى بحت بمعزل عن المنظور التنموى، لاتهام تلك الدول «الفاشلة» بتفريخ الإرهاب والتطرف الذى لم يضر بمجتمعها فحسب، بل ساهم فى انتشار الظواهر الأمنية السلبية فى العالم، ولذا ازداد الاهتمام الأكاديمى بالدول الفاشلة وبتصنيفاتها. وفى مؤشر المجلة لعام 2009، كانت الصومال والعراق وباكستان وأفغانستان واليمن - البلدان التى تشهد نشاطاً ملحوظاً لـ«القاعدة» - من بين أبرز 20 «دولة فاشلة».

 

 

أمريكا «تسن أظافرها» للزعيم الجديد.. وتعتبر «الظواهرى» بلا كاريزما

 

«من خلال معرفتى بوالدى وبالأشخاص المحيطين به.. أعتقد أنه الأكثر طيبة بينهم.. وأحذر من أن من سيأتى بعده سيكون أسوأ بكثير منه، لأن عقلية المحيطين به تريد القيام بالمزيد من العنف، وخلق المزيد من المشكلات»، هكذا تحدث عمر بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، عن والده، وهكذا حذر الولايات المتحدة الأمريكية من عواقب اغتيال والده، وقال إن أمريكا ستواجه عدواً أكثر عنفاً، ولن يستطيع أحد السيطرة عليه، وذلك فى حوار سابق مع شبكة «إيه بى سى» الإخبارية الأمريكية.

وعقب اغتيال القوات الأمريكية لـ«بن لادن»، يتساءل الجميع من يكون خليفة بن لادن فى تنظيم القاعدة، وهناك 4 أسماء مطروحة على الساحة وهى: أيمن الظواهرى، وأنور العولقى، وأبويحيى الليبى، وزين العابدين حسين (أبوزبيدة).

ويعد أيمن الظواهرى، الذى ولد عام 1951، وهو طبيب العيون المصرى، الذى ساعد فى تأسيس جماعة الجهاد الإسلامى فى مصر، المرشح الأول لتولى منصب زعيم القاعدة، لأنه كان الساعد اليمنى لـ«بن لادن» والمخطط الأيديولوجى للتنظيم، ويعتقد أيضاً أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر على أمريكا، كما أنه يحتل المرتبة الثانية بعد بن لادن فى قائمة المطلوبين الـ22 التى أعلنتها الإدارة الأمريكية عام 2001.

أما المرشح الثانى لتولى خلافة التنظيم أو أن يكون الساعد اليمنى للظواهرى - فى حالة أصبح الرجل الأول - فهو أنور العولقى، الذى ولد عام 1971، والذى يعد القائد الفعلى للقاعدة فى شبه الجزيرة العربية، والعولقى يمنى الأصل، وهو داعية إسلامى، كانت تربطه صلات باثنين من منفذى اعتداءات 11 سبتمبر ومرتكب جريمة قاعدة «فورت هود» العسكرية الأمريكية.

والمرشح الثالث لقيادة «القاعدة»، هو الشيخ أبويحيى الليبى، رئيس اللجنة القضائية للقاعدة، ويصفه خبراء بأنه «شخصية شابة ذكية وأيديولوجى متطرف ومتفوق فى تبرير الأعمال الإرهابية الوحشية استنادا إلى أحكام ومقولات دينية».

وتبوأ أبويحيى، وهو ليبيى الأصل، مناصب رفيعة فى القاعدة، ويعرف بالانقضاض على أعدائه بطريقة لا يمتلكها أى من بن لادن أو الظواهرى، ولهذا رشحته مصادر أمريكية - فى حالة موت بن لادن أو أيمن الظواهرى - لتسلم زمام الأمور، «وعندها ستكون القاعدة عدوا أشد مثارا للرعب والخوف»، حسب التوقعات الأمريكية.

ومن الخلفاء والقادة المحتملين أيضا الفلسطينى «أبوزبيدة»، الذى تعتقد الاستخبارات الأمريكية أنه أصبح المسؤول العسكرى للتنظيم بعد مقتل محمد عاطف (أبوحفص المصرى) وأنه مرشح لخلافة بن لادن على رأس التنظيم.

ولعل المرشح الأوفر حظا هو الظواهرى، الذى يعتقد وجوده حاليا على الحدود الأفغانية الباكستانية، غير أن فارس بن حزام، الخبير فى شؤون القاعدة، يرى أنه قد لا يكون المرشح المفضل، ويقول بن حزام: «إن هناك استراتيجية محددة داخل القاعدة يتم اتباعها، كغيرها من الميليشيات الإسلامية، مجلس الشورى هو الجهة المخولة بإصدار مثل هذا القرار، وفى هذه الحالة، يعتبر الظواهرى الشخص الأكثر قربا من بن لادن، ولكن ليس بالضرورة أن يكون المرشح الأوفر حظا، لأنه يفتقر للكثير من المميزات».

إلا أن بعض المحللين توقعوا أن يكون العولقى الخليفة المنتظر، نظراً لأن مركز ثقل القاعدة سينتقل من أفغانستان - باكستان إلى اليمن فى المرحلة المقبلة، فضلاً عن أن اختيار «العولقى» يتسق مع الجيل الجديد من أعضاء القاعدة، الذى يعتمد الأساليب التقليدية للمنظمة، بالإضافة إلى استخدام الكمبيوتر فى نشر أهدافه، وفى حث الأتباع والمؤيدين على المشاركة فى عملياته.

وفيما يتعلق برؤية وتوقعات الإدارة الأمريكية عن خليفة زعيم القاعدة، استبعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن يخلف الظواهرى بن لادن، لأنه «لا يتمتع بنفس الولاء من الأعضاء وليس له نفس السجل الذى حمله بن لادن».

ويقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن الظواهرى لا يعد شخصية ملهمة، ولا يمتلك كاريزما، حيث إنه لم يشارك فى بداية القتال داخل أفغانستان، لذا فمن المتوقع حدوث بعض الخلافات داخل التنظيم.

فيما يقول رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية، ليون بانيتا، «أياً كان شخص الذى سيحل محل بن لادن، فهو حتماً سيكون عدو أمريكا الأول الجديد». وأضاف بانيتا «حتى يتم تعيين زعيم جديد للقاعدة ستكون أمريكا تسن أظافرها استعداداً لمواجهة تنظيم القاعدة الجديد».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية