الذين لا يريدون أو لا يحبون إلا رؤية نصف الكوب الفارغ هم الذين سيرون محمد صلاح وقد خسر جائزة اللاعب الأوروبى الأفضل فى الموسم الماضى.. أما الذين يفضلون رؤية نصف الكوب الآخر فهم الذين سيرون لاعبا مصريا كان منذ أربع سنوات لاعب كرة لا يعرفه أو يلتفت إليه أحد ثم أصبح بفضل موهبته واجتهاده وإرادته أحد أفضل ثلاثة لاعبين فى أوروبا، التى فيها أهم وأكبر وأشهر وأعظم نجوم الكرة فى العالم كله.
وإذا كان هناك من أحزنتهم خسارة صلاح لهذه الجائزة وبريقها.. وكان هناك من أسعدتهم خسارة صلاح سواء لمجاملة اتحاد الكرة وبعض مسئوليه أو نتيجة اقتناعهم الخاطئ وظنونهم بأن صلاح بات يرى نفسه أكبر من مصر ومنتخبها.. فإنه مقابل هؤلاء القليلين هناك كثيرون جدا أسعدهم نجاح صلاح وبلوغه مثل هذه المكانة الرفيعة.. ولن يرى هؤلاء الكثيرون لوكا مودريتش الذى فاز بالجائزة واللقب.. أو كريستيانو رونالدو الذى حل ثانيا.. لكنهم سيرون كل النجوم الذين تخطاهم صلاح وسبقهم حاجزا مقعده كأحد الثلاثة الكبار فى أوروبا.. فصلاح جلس هناك فى احتفال موناكو الذى عجز عن حضوره نجوم مثل ليونيل ميسى وأنطوان جريزمان ومبابى ودى بروين وفاران وسيرجيو راموس.. وبالتأكيد كان هؤلاء وأنا مثلهم نتمنى فوز صلاح، لكن عدم الفوز بالجائزة لا يعنى الحزن رغم كل ما تحقق من نجاحات وانتصارات كلها كانت لصلاح وقبل صلاح كانت تفوز بها مصر وأهلها.
وربما كان عدم الفوز بهذه الجائزة الآن مفيدا لصلاح بأكثر من الفوز بها.. فصلاح لم يتألق ويلمع عالميا إلا الموسم الماضى فقط.. وقبل أن يبدأ الموسم الحالى كان هناك صحفيون ونقاد إنجليز يتوقعون أو يرون صلاح نجم موسم واحد فقط، وأنه لن يكمل مشواره بنفس الإجادة والتألق.. وقال هؤلاء أيضا إن نجاح صلاح الموسم الماضى كان سببه جهل المنافسين بإمكاناته وموهبته، أما الآن وبعدما أصبح فى النور فسيعجز عن تحقيق أى شىء.. وكانت هذه الآراء رغم قسوتها أحد دوافع صلاح إلى جانب الإرادة والقوة والطموح النبيل للمحافظة على موهبته وتألقه ونجاحاته.. وعدم فوز صلاح بهذه الجائزة يعنى مزيدا من الإصرار على الفوز بها العام المقبل بما يلزم ذلك من جهد أكبر ومزيد من التألق واللمعان والأهداف.. وسينجح صلاح من أجل صلاح ومن أجل مصر كلها.